شكل سقوط نظام بشار الأسد صدمة سياسية هائلة للكرملين، حيث فقدت موسكو حليفًا رئيسيًا في الشرق الأوسط؛ ما أثر سلبًا على نفوذها الإقليمي والدولي.
خسارة القواعد العسكرية الروسية، مثل قاعدة حميميم الجوية وميناء طرطوس، شكلت ضربة لقدرة روسيا على التأثير في الصراعات الإقليمية. ومع ذلك، تسعى موسكو لتعويض هذه الانتكاسة من خلال إعادة صياغة إستراتيجياتها لتعزيز مكانتها العالمية، بحسب ما أورده تقرير لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
رغم الخسائر، تحاول روسيا الحفاظ على موطئ قدم في سوريا من خلال إستراتيجيات دبلوماسية تستهدف التفاوض مع المعارضة السورية والفصائل المسلحة.
تشمل هذه الجهود الاعتراف بحكومة تصريف الأعمال المؤقتة، والعمل على إزالة منظمات مثل "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب.
كما تسعى موسكو إلى الحفاظ على وجودها العسكري عبر قواعدها في سوريا، مع التركيز على تأمين ممرات تجارية جديدة تربط بين الشرق الأوسط وآسيا، رغم التحديات المرتبطة بتصاعد التوترات الإقليمية.
وشكل صعود تركيا في المشهد السوري تحديًا جديدًا لموسكو. وردًا على ذلك، عملت روسيا على تحسين علاقاتها مع أنقرة، بما في ذلك تعزيز التعاون العسكري وصفقات دفاعية مثل صواريخ إس-400. الهدف هو تقليل اعتماد تركيا على واشنطن وتوسيع نفوذ روسيا في المنطقة، بحسب تقرير "معاريف".
مع تصاعد التحديات الإقليمية، قد يكون تركيز بوتين على أوكرانيا خطوة لتعويض خسائر الشرق الأوسط.
وترى موسكو أن أوكرانيا تمثل هدفًا إستراتيجيًا لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية في مواجهة الغرب، فانسحاب روسيا من سوريا يمنحها فرصة لتوجيه مواردها نحو هذا الصراع.
وتعتبر روسيا القطب الشمالي ساحة إستراتيجية لتعزيز نفوذها العالمي. ومع ذوبان الجليد وازدياد الأنشطة التجارية، تسعى موسكو إلى بسط سيطرتها على 70% من الموارد في المنطقة، وفقا للتقرير العبري.
كما تخطط لتطوير موانئها على طول الطريق البحري الشمالي في إطار مشروع "طريق الحرير القطبي"، لتعزيز الروابط التجارية بين آسيا وأوروبا.
وأشار التقرير إلى أن روسيا تعمل حاليا على تعزيز شراكاتها مع الصين ودول مجموعة "بريكس"، مثل الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، مبيناً أن هذا التوجه يمثل خطوة نحو إعادة صياغة مكانتها الدولية في عالم متعدد الأقطاب، حيث تسعى موسكو لتعويض خسائرها الإقليمية وتعزيز نفوذها الاقتصادي والجيوسياسي.