أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء اليوم الثلاثاء في تصريح مفاجئ أن الولايات المتحدة ستوقف على الفور الضربات العسكرية ضد ميليشيات الحوثي في اليمن.
وقال ترامب في بيان بالبيت الأبيض، إن "الحوثيين قالوا إنهم لا يريدون الحرب، ولذلك سنقبل عرضهم ونتوقف عن قصف اليمن".
وبالإضافة إلى تعليق العملية، وفي ضوء زيارة الرئيس الأمريكي المقررة إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، أعلن ترامب أنه "سيكون لدينا إعلان كبير جداً قبل زيارة الشرق الأوسط"، مضيفاً: "الإعلان سيكون إيجابياً جداً. سنقدمه يوم الخميس أو الجمعة أو الاثنين قبل الرحلة"، وفق ما أورده تقرير للقناة 14 العبرية.
وتنفذ الولايات المتحدة منذ منتصف مارس/آذار الماضي عملية عسكرية واسعة في اليمن ضد ميليشيا الحوثيين، بهدف إلحاق الضرر بالبنية التحتية العسكرية للميليشيا واستعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وركزت العملية، التي تضمنت ضربات يومية من جانب سلاح الجو الأمريكي، على تدمير منشآت القيادة والسيطرة، وأنظمة الصواريخ، ومستودعات الأسلحة، ومواقع إنتاج الطائرات بدون طيار.
وبحسب التقارير، تم منذ بداية الحملة مهاجمة أكثر من 800 هدف حوثي، وقتل نحو 650 مسلحا حوثيا، بينهم العشرات من كبار الشخصيات، كما حدث انخفاض حاد في عمليات الإطلاق ضد القوات والسفن الأمريكية.
ورأى مراقبون أن إعلان ترامب لا يُعد مجرد استجابة لعرض الميليشيا، بل يأتي في إطار استعدادات محسوبة قبيل زيارته إلى الشرق الأوسط
وتحمل التهدئة المفاجئة طابعا تكتيكيا، إذ يسعى ترامب إلى تجنّب أي تصعيد إقليمي قد يُعكر أجواء جولته الشرق أوسطية، كما يمثل وقف العملية ضد الحوثيين من قبل واشنطن في ظل استمرارها من قبل تل أبيب، رسالة تظهر رغبة واشنطن بلعب دور لا يظهر التحيز الكامل لإسرائيل.
ويضاف إلى ذلك، تراجع حدة الهجمات الحوثية مؤخرًا، والانخفاض الملحوظ في استهداف المصالح الأمريكية، ما من شأنه أن يمنح الإدارة الأمريكية مبررا لوقف الضربات، دون أن يُفسر على أنه تراجع تحت الضغط، كما أن التلميح إلى "إعلان كبير" يسبق الزيارة، يشير إلى احتمالية وجود تفاهمات غير معلنة مع أطراف إقليمية أو حتى قنوات تواصل غير مباشرة مع الحوثيين، ضمن صفقة أوسع.