تفاجأ النازحون العائدون إلى ديارهم المدمرة، من جنوب قطاع غزة إلى شماله، بمشاهد مأساوية عند ممر نتساريم، الذي يفصل بين شطري القطاع.
فقد رصد العائدون بحسب مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، جثثا متآكلة وهياكل عظمية متناثرة على الطرقات أو مطمورة تحت الأنقاض، في مشهد صادم يكشف حجم الدمار الذي خلفه الجيش الإسرائيلي قبل انسحابه من المنطقة.
وأكدت مصادر فلسطينية العثور على جثث مدفونة وهياكل عظمية لعدد من المواطنين بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من ممر نتساريم وسط القطاع.
كما أظهرت مقاطع مصورة حجم الدمار الهائل الذي طال مناطق المغراقة وجحر الديك المحاذية للممر، حيث تحولت هذه المناطق إلى أنقاض نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر خلال الأشهر الماضية.
في هذا السياق، كشف مصدر مطلع في حركة حماس أن الوسطاء أبلغوا الحركة بتعهد إسرائيل بإدخال معدات ثقيلة لانتشال الجثث وإزالة الركام، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم يلتزم بذلك حتى الآن.
وأضاف المصدر، في تصريح لوكالة فرانس برس، أن الحركة تتابع مدى التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، بما في ذلك إدخال الكرفانات والخيام لمساعدة النازحين، حيث لم يُسمح حتى الآن إلا بإدخال عدد محدود منها، رغم أن الاتفاق ينص على إدخال 200 ألف خيمة مؤقتة، و60 ألف كرفان، وكميات كافية من الوقود ومواد ترميم المستشفيات خلال الشهر الأول من سريان الهدنة.
ورغم انسحاب الجيش الإسرائيلي من ممر نتساريم يوم الأحد، لا تزال القيود الأمنية مشددة على حركة التنقل داخل القطاع.
وأكدت وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة أن آلية التنقل عبر شارعي صلاح الدين والرشيد لم تشهد أي تغيير يُذكر، حيث لا تزال المركبات تخضع للفحص والتفتيش قبل السماح لها بالمرور عبر شارع صلاح الدين، بينما يبقى شارع الرشيد مخصصا لحركة المشاة فقط، ولا يُسمح للمركبات باستخدامه حتى إشعار آخر.
وأوضحت الوزارة، في بيان نشرته على حسابها الرسمي بموقع فيسبوك، أنه سيتم الإعلان رسميا عن أي تغييرات في حال فتح الطرق بشكل طبيعي، داعية المواطنين إلى الالتزام بالإجراءات الحالية حفاظا على سلامتهم.
يُذكر أن انسحاب إسرائيل من ممر نتساريم جاء ضمن بنود الهدنة الموقعة مع حركة حماس، والتي بدأ تنفيذها في 19 يناير الماضي. وينص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من الممر، الذي يعد شريطا استراتيجيا يفصل شمال غزة عن جنوبها، إلا أن بطء تنفيذ بعض البنود واستمرار العراقيل المفروضة على حرية التنقل، يثير تساؤلات حول مدى التزام إسرائيل بتعهداتها، في ظل أوضاع إنسانية متفاقمة يعاني منها سكان القطاع.