حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل
أثار الإعلان عن تأجيل كلمة الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، التي كانت متزامنة مع زيارة المبعوث الأمريكي عاموس هوكستين إلى بيروت، الكثير من التساؤلات، خاصة أن الكلمة كانت مقررة في وقت حساس من مراحل مفاوضات إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.
مصادر كشفت لـ"إرم نيوز" أن أسباب تأجيل كلمة قاسم التي كانت مقررة أمس، كثيرة، ومنها عدم التوصل لحل وسطي في ما يتعلق بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بالإضافة إلى عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق اللبنانية التي احتلها إلا بعد مرور 60 يوما.
والنقطة الخلافية الثالثة تتعلق بالتجديد لقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، وهو الأمر الذي لم يوافق عليه الحزب بعد.
المحلل السياسي عبد النبي بكار قال إن حزب الله، ومن بعد استهدافه تل أبيب في الليلة التي سبقت وصول المبعوث الأمريكي إلى بيروت، كان يتوقع أنه امتلك ورقة ضاغطة في مفاوضات وقف إطلاق النار تتيح له شطب النقطة التي تتعلق بحق الدفاع عن النفس التي تصر عليها إسرائيل.
وأضاف أن مجريات اللقاء بين هوكستين ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لم تكن على قدر آمال الحزب، مع إصرار المبعوث الأمريكي على عدم شطب النقطة الخلافية متذرعا بالإصرار الإسرائيلي، وهو ما دفع الحزب إلى إلغاء الكلمة التي لم تكن ستأتي بأي جديد، وأنه لم يكن منطقيا خروج نعيم قاسم ليقول إن النقطة الخلافية بقيت.
وذكر المحلل السياسي لـ "إرم نيوز" أن النقطة الخلافية هذه كانت وراء بقاء هوكستين في بيروت وعدم انتقاله إلى تل أبيب كما كان معلنا، ليحاول خلال الساعات التي تلت لقاءه الأول ببري إيجاد مخرج ملائم، فاسحا المجال أمام بري للتواصل مع حزب الله لاتخاذ قرار مناسب ووسطي ونقله إلى تل أبيب بهدف إحداث ثغرة تمكن الجميع من التوصل لقرار وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أنه، حسب المعلومات المتوافرة، فإن هوكستين اقترح ترك الأمر للجنة المراقبة التي ستشرف على وقف النار برئاسة ضابط أمريكي ووافق على اقتراح بري بأن تتعهد الولايات المتحدة بضمان عدم اعتداء إسرائيل على الأراضي اللبنانية مستقبلا.
المحللة السياسية آلاء القاضي تقول إنه بالإضافة إلى النقطة الخلافية المتعلقة بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، برزت خلال لقاء بري وهوكستين نقطة خلافية أخرى هي أن وقف إطلاق النار سيكون مؤقتا لفترة 60 يوما كفترة تجريبية ولن تسحب إسرائيل قواتها التي دخلت الأراضي اللبنانية إلا بعد مرور هذه الفترة.
وأكدت أن بري رفض ذلك بشكل قاطع مطالبا بالانسحاب الفوري المتزامن مع إعلان وقف إطلاق النار وبدء الجيش اللبناني بالانتشار في المناطق الجنوبية.
وأضافت القاضي لـ "إرم نيوز" أن النقطة الخلافية الأخرى التي طالها النقاش هي مسألة التجديد لقائد الجيش، حيث يصر الجانب الأمريكي على التجديد في ظل ممانعة تامة من قبل الحزب، وهي نقطة طلب بري مهلة لتذليلها بعد التشاور مع حزب الله.
وأشارت إلى أن ما يؤكد الإصرار الأمريكي على التمديد لعون هو اجتماع المبعوث الأمريكي معه بعد لقائه مع كل من بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، حيث استعرض معه مدى جهوزية الجيش للانتشار في الجنوب بعد إعلان وقف إطلاق النار، وهو ما يؤكد الثقة الأمريكية بالجنرال عون لقيادة المرحلة القادمة أمنيا وعسكريا.
ورأت القاضي أن الأجواء اللبنانية ضبابية بشكل لافت لا سيما بعد الضغط العسكري الإسرائيلي المتمثل بتوغل الجيش الإسرائيلي في عدة نقاط بالجنوب اللبناني خاصة من ناحية المنطقة الساحلية القريبة من بلدة الناقورة، وهو ما يعده السياسيون تدهورا كبيرا على الصعيد الميداني ويُفقد حزب الله وبري أوراقا تفاوضية مهمة جدا.
