إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
يرى خبيران أن إعلان الرئاسة السورية تسلم نتائج التحقيق في "مجازر الساحل"، دون الكشف عن تفاصيلها، يأتي في توقيت مُثير للتساؤلات، خاصة مع تصاعد التوتر في السويداء وانتشار نزاعات ذات بُعد طائفي في المحافظة.
ويُرجع الخبيران السبب إلى ضغوط خارجية، لا سيما بعد تحذيرات دبلوماسية أمريكية حديثة بشأن حماية الأقليات، بينما يُعد التقرير محاولة لامتصاص الغضب الدولي وتحسين صورة النظام، رغم تشكيكهما في جدوى النتائج أو قدرتها على تهدئة الاحتقان الداخلي.
يقول الكاتب والباحث السياسي، عبدالله سليمان، إن تسليم تقرير لجنة تقصي الحقائق بأحداث الساحل جاء بعد حوالي 10 أيام تأخيرًا عن المهلة المحددة، بعد التأجيل الأول، وبعد يومين من آخر تأخير وقعت أحداث السويداء.
وأضاف لـ"إرم نيوز" أنه من المستغرب أن المواطنين والمنظمات وحتى الدول ربما كانت تنتظر هذا الموعد للاطلاع على النتائج، ولكن تم تسليم التقرير دون ذكر أي شيء من مضمونه، لا من جهة الوقائع، ولا من جهة الجرائم التي وثقها أو عدد الضحايا ومن المسؤول ولمن يتبع، بالتالي وبالنسبة للعالم كأن التقرير لم يصدر أو يسلّم.
وأوضح الباحث سليمان أن أحداث السويداء ليست الدافع وراء تسليم التقرير في هذا التوقيت، وإنما السبب هو تغيّر نبرة الدبلوماسية الأمريكية عندما تحدث وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بطريقة مختلفة حول أحداث السويداء، محذراً الحكومة من السماح لعناصر "داعش" والمتطرفين من ارتكاب جرائم ومجازر، وفق قوله.
وبيّن الباحث سليمان أنه إلى جانب الوزير روبيو، هناك تصريحات الموفد الأمريكي إلى سوريا توماس باراك المماثلة في المعنى، كما أن الدافع الإضافي هو تعثر رفع العقوبات عن سوريا، وما يشهده قانون قيصر من أخذ ورد، وهناك اقتراح في الكونغرس الأمريكي يعاكس سياسة الرئيس دونالد ترامب حول رفع العقوبات، وهناك من أعضاء الكونغرس من قدم مقترحاً لتمديد قانون قيصر وإضافة شروط عليه من بينها حماية الأقليات.
وأشار إلى أن "الحكومة السورية الانتقالية قرأت وجود نبرة مغايرة في الخطاب الأمريكي تجاهها، لذلك سارعت بالإفراج عن تقرير لجنة تقصي الحقائق، لمخاطبة الغرب والولايات المتحدة أولاً، بأنها جادة في مساعيها بمحاسبة المجرمين وما إلى ذلك، وفي محاولة منها لامتصاص استياء الإدارة الأمريكية"، وفق قراءته.
وذكر الباحث سليمان "أن الحكومة الانتقالية حالياً تمر بأضعف مراحلها، خصوصاً بعد ضرب إسرائيل مقر هيئة الأركان وقصر الشعب، وتوقف المحادثات بينها وبين إسرائيل، لذلك ربما رأت نفسها مضطرة للقيام بإجراءات تحاول من خلالها استعادة المسار الدبلوماسي الذي اعتادت عليه"، وفق قوله.
ولفت إلى أن هذه الخطوة شكلية ولن تغيّر من الوقائع شيئاً، خصوصاً أن الحكومة ستجد نفسها عاجلاً أم آجلاً أمام أهوال المجازر المرتكبة في السويداء، هذا الملف ترك تداعيات اجتماعية وسياسية كبيرة جداً، خصوصا ًموضوع "فزعة العشائر" وتهجير البدو، الأمر الذي قد يضعف شعبية الحكومة حتى وسط حاضنتها.
وأكد الباحث سليمان أن تسلم التقرير لن يخفف النزاعات ذات الطابع الطائفي في الساحل؛ لأن الرأي العام في الساحل ليس لديه ثقة بطريقة تشكيل اللجنة التي لم تتمكن خلال عملها من كسب ثقة ذوي الضحايا وأهاليهم؛ ما يعني انعدام الثقة بهذه النتائج أياً كانت ماهيتها.
ونوه إلى أنه ليس هناك انتظار حقيقي لما ستؤول إليه نتائج هذا التحقيق، وأبناء الساحل في غالبيتهم يعرفون ومتوقعون أن تكون النتائج غير منصفة لهم في ظل معرفتهم بالتفاصيل الدقيقة لما حدث.
وقال الخبير القانوني والناشط في مجال حقوق الإنسان، ميشال شماس، "إن التحقيقات استلمها الرئيس السوري أحمد الشرع منذ العاشر من تموز/يوليو الجاري"، معتبراً أن "الإعلان اليوم عن تسليم النتائج ليس له أي معنى غير محاولة التغطية على الفشل في حل مسألة السويداء"، على حد تعبيره.
واستغرب الخبير شماس في حديثه لـ"إرم نيوز"، من وجود وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أثناء تسليم التقرير، ورأى أن لا علاقة لوزارة الخارجية بهذه الأمور الداخلية، في وقت كان من المفروض حضور وزير العدل أو الداخلية مثلاً، وفق قوله.