قال رئيس الوزراء العراقي الأسبق، مصطفى الكاظمي، إن نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة أظهرت توجه العراقيين نحو قيادة جديدة، وجيل أصغر من السياسيين، بعيداً عن الوجوه التقليدية المخضرمة.
وأشار إلى أن الأداء القوي للأحزاب التي ترشّحت منفردة، على عكس تلك القائمة، يؤكد الرغبة في تحريك الوضع الراهن.
ونقل موقع "المونيتور" عن الكاظمي وصفه لقائمة رئيس الوزراء السابق، محمد شياع السوداني، بأنها "هشة وليست بصلابة" بعض الكيانات السياسية المنفردة.
وأكد الكاظمي أن "نتيجة انتخابات نوفمبر في المناطق ذات الأغلبية الشيعية تشير إلى رغبة الجمهور في الجيل الأصغر من القادة والأحزاب السياسية بدلاً من السياسياسيين المخضرمين الأكبر سناً".
وأضاف أن "العديد من الناخبين يريدون التغيير"، مشيراً إلى المكاسب الكبيرة التي حققتها الأحزاب والكيانات التي ترشحت منفردة بعيدًا عن التحالفات الكبيرة.
وكان أبرز ما في تصريحات الكاظمي وصفه لكتلة رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني بأنها "هشة وليست بصلابة" بعض الكيانات السياسية المنفردة. وأوضح أن قائمة السوداني "إعادة الإعمار والتنمية" تضم عدة أحزاب سياسية، ما جعلها أقل تماسكاً مقارنة بالكتل التي خاضت الانتخابات بمفردها.
وأشار إلى أن "حركة الفراتين" التي يتزعمها السوداني شخصياً لم تحصل إلا على 7 مقاعد فقط، رغم أن القائمة الكبرى التي قادها السوداني فازت بـ46 مقعداً وتصدرت النتائج.
ورأى الكاظمي أن نجاح كتل مثل "صادقون" (27 مقعدًا مقابل 17 في 2021)، وتحالف عمار الحكيم (18 مقعداً مقابل 4 فقط في 2021)، ومنظمة بدر (21 مقعداً) يعود بالأساس إلى قرار هذه الأحزاب "الترشح بشكل مستقل وعدم الانضمام إلى ائتلاف".
ووصف ذلك بـ"تغيير في تكتيكات الحملة والاستراتيجية السياسية أدى إلى تقدم ملحوظ".
كما اعتبر الكاظمي أن ارتفاع نسبة المشاركة من 43% في 2021 إلى 56% هذا العام يعكس "رغبة حقيقية في تحريك الوضع الراهن"، لافتاً إلى أن الأحزاب الصغيرة والجديدة كسبت أرضاً واضحة، بينما تراجعت كتل تقليدية كبيرة.
يأتي تقييم الكاظمي في وقت لا يزال فيه الإطار التنسيقي الشيعي يتفاوض على شخصية رئيس الوزراء المقبل، في ظل غياب أغلبية مريحة لأي طرف، ووسط منافسة حادة بين السوداني ومرشحين آخرين مدعومين من نوري المالكي وقيس الخزعلي وفالح الفياض وغيرهم.