الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش
قال خبراء سياسيون فرنسيون إن زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو إلى الجزائر تمثّل خطوة أولى نحو "كبح التصعيد" بين البلدين.
والأحد، أعلن بارو من الجزائر التوصل إلى قرار مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لاستئناف كل أوجه التعاون بين البلدين، مؤكداً أن باريس تريد طي صفحة التوتر مع الجزائر.
لكن هذه الخطوة لا ترقى بعد إلى مستوى "المصالحة الحقيقية" التي تتطلب معالجة جوهرية لمصادر التوتر العميقة بين الجزائر وفرنسا.
وأوضح الباحث السياسي فرنسوا بورجا أن "الزيارة تعبّر عن رغبة في إعادة ترميم العلاقات الثنائية بعد أشهر من القطيعة الباردة"، لكنه حذّر من أن "تطبيع الشكل لا يعني تطبيع الجوهر" وفق تعبيره.
وأضاف بورجا لـ"إرم نيوز" أنه "لا يمكن الحديث عن مصالحة حقيقية ما لم يتم فتح نقاش صريح حول المسائل السيادية العالقة، وعلى رأسها كرامة الرعايا الجزائريين في فرنسا".
من جهته، رأى أستاذ العلوم السياسية باتريك كولومب أن "اللقاء الذي جمع بارو بالرئيس عبد المجيد تبون كان "بمرتبة تفكيك صامت لقنبلة دبلوماسية كانت على وشك الانفجار"، لكنه شدد على أن "القضايا الجوهرية، مثل ترحيل المهاجرين والذاكرة الاستعمارية، لا تزال تشكّل ألغامًا سياسية قابلة للانفجار في أي لحظة".
وتابع كولومب في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "بارو جاء ليُظهر أن باريس لم تتخل عن الجزائر، لكن عليه أيضًا أن يُثبت أن السياسة الفرنسية لم تعد تُدار وفق حسابات اللحظة، بل وفق رؤية طويلة المدى مبنية على الندية والاحترام المتبادل".
ورغم ما وصفه وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، بأنه "رغبة مشتركة في طي صفحة التوترات وبناء شراكة هادئة ومتوازنة"، يرى الخبراء أن نجاح هذه المساعي مشروط بإجراءات ملموسة تعيد بناء الثقة بين العاصمتين بعد أزمة دبلوماسية استمرت قرابة 8 أشهر.
ويؤكد المحلل السياسي الفرنسي بورجا أن "الطريق أمام المصالحة لا يزال طويلاً وشاقًا، وأن زيارة بارو -رغم رمزيتها- تحتاج إلى ترجمة سياسية حقيقية على أرض الواقع".
وفي السياق ذاته، شددت صحيفة "لوموند" الفرنسية على أن "زيارة جان-نويل بارو إلى الجزائر تأتي بعد أشهر من عاصفة دبلوماسية غير مسبوقة".
وأضافت الصحيفة أن "الزيارة لا تعني نهاية الخلاف"، بل تُظهر فقط محاولة من الطرف الفرنسي لاحتواء التوتر، وفتح نافذة لإعادة التواصل مع الجزائر.
أما إذاعة "فرانس إنتر"، فقد وصفت اللقاء المطوّل الذي جمع بارو بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأنه "جهد دبلوماسي لإعادة ضبط العلاقات".
ولفتت إلى أن "الملفات الخلافية، مثل مسألة الذاكرة الاستعمارية، والتعاون في ملف الهجرة، وملف التجنيس، لا تزال قائمة دون حلول حقيقية، ما يجعل المصالحة الكاملة أبعد من المتناول في الوقت الراهن".
ورأت مجلة "لوبوان" أن "الجزائر رغم تحفظاتها، لم تغلق الباب أمام تحسين العلاقات، لكنّها تنتظر من باريس إشارات واضحة على تغير في السياسات، لا مجرّد زيارة بروتوكولية".
وأشارت المجلة إلى أن ردّ الفعل الرسمي الجزائري على الزيارة كان "باردًا، لكن غير عدائي"، ما يعكس حذرًا دبلوماسيًا وانتظارًا لما ستفعله باريس لاحقًا.
وبين التفاؤل الحذر والمواقف الصلبة، يبدو أن الهدوء الظاهري بين باريس والجزائر هو مجرد "هدنة مؤقتة"، بانتظار اختبارات دبلوماسية مقبلة ستُظهر إن كانت الزيارة بداية حقيقية لمسار مصالحة، أم مجرد محاولة أخرى لاحتواء أزمة مزمنة.