اعتبر مصدر لبناني محسوب على "حزب الله"، أن كل الكلام عن اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة غير صحيح، مؤكداً أن "حاصل المفاوضات لوقف إطلاق النار حتى ليلة أمس، نتيجته صفر".
ووصف المصدر، في حديث لـ"إرم نيوز"، كل التحركات السياسية الدولية بأنها "وهم له أهداف نفسية وعسكرية واستخبارية" على حد قوله.
وأضاف أن "هدف إسرائيل وحماتها من أي تحرك تفاوضي، هو خلق انقسام بين الدولة اللبنانية (ممثلة برئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري من جهة)، وبين حزب الله من جهة أخرى".
وأوضح المصدر: "هم يراهنون على انقلاب الدولة على الحزب ليقاتل اللبناني ضد اللبناني، وأيضا ثمة هدف آخر وهو "تضليل شعوبهم وشعبنا".
ورأى المصدر أنه "لا تفاوض ينفع قبل تصاعد القتال بما ينهي قدرة الجيش الإسرائيلي على غزو لبنان، وعندما يقتنع الجيش الإسرائيلي أنه غير قادر على حماية معسكراته ضمن أراضيه، وإلى ذلك الحين كل تفاوض هو وهم."
وقدر المصدر نقلاً عما وصفها "مستويات عليا" لبنانية، أن أقل مدة لانتهاء الحرب تعدّ بالأشهر، وغالباً إلى ما بعد موعد استلام الرئيس الأمريكي الجديد لمفاتيح البيت الأبيض، "إلا إذا زاد حزب الله وتيرة قصف تل أبيب فصار قصفاً يومياً كثيفاً"، حينها لا يتحمل نتنياهو وضعاً كهذا فيذهب للتفاوض بشكل جدي، على حد قول المصدر المقرب من حزب الله.
تسريبات متواصلة
وتواترت التسريبات والتوقعات بقرب التوصل لاتفاق على وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، كان آخرها ما نشرته هيئة البث الإسرئيلية، الأربعاء، وقالت إنها مسودة اتفاق يقوده المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتين، لوقف إطلاق النار في لبنان.
وقالت الهيئة إنه من المنتظر أن يتم إنجاز هذا الاتفاق خلال الأيام المقبلة، حيث من المرتقب أن تعلن الإدارة الأميركية عنه قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وأوضحت أنه "من المقرر أن يزور هوكشتين إسرائيل الخميس لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل الاتفاق"، وكشفت نقلا عن مسؤولين إسرائيليين كبار أن "فرص نجاح المشروع كبيرة على المستوى السياسي".
أما رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، فقال أمس إنه يأمل في الإعلان عن وقف لإطلاق نار خلال الساعات أو الأيام المقبلة، بما يؤدي إلى وقف الأعمال القتالية بين حزب الله والجيش إلإسرائيلي، وذلك بعد حديثه مع المبعوث الأمريكي آموس هوكستين.
ماذا يتضمن مشروع الاتفاق؟
وفقاً لمسودة وقف إطلاق النار، التي سربتها الصحافة الإسرائيلية، تشرف الحكومة اللبنانية على مبيعات الأسلحة، حتى لا تنتهي في يد حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى. ويكون الجيش اللبناني القوة المسلحة الوحيدة على الخط "أ" في جنوب لبنان، وينشر قواته على طول الحدود والمعابر.
وينص مشروع الاتفاق على أن تمنح الحكومة اللبنانية الصلاحيات اللازمة لقوى الأمن اللبنانية لتنفيذ القرار 1701 والإشراف على إدخال الأسلحة عبر الحدود اللبنانية.
كما تتضمن مسودة القرار أنه "في غضون 60 يوماً من توقيع الاتفاق، سيتعين على لبنان نزع سلاح أي مجموعة عسكرية غير رسمية في جنوب لبنان. وسيكون الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الرسمية للحكومة اللبنانية مسؤولين عن فرض تنفيذ الاتفاق على الجانب اللبناني، وسيكون من الممكن أيضا فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية لضمان تنفيذه."
وسيتعين على إسرائيل، وفقاً للمشروع، سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 7 أيام، وسيحل محلها الجيش اللبناني، وستشرف على الانسحاب الولايات المتحدة ودولة أخرى.
وستتمتع إسرائيل بحرية العمل في الأراضي اللبنانية كافة في حال خرق الاتفاق.كما يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الناشئة خارج جنوب لبنان إذا فشلت الحكومة اللبنانية في إحباط التهديد، بما في ذلك إنتاج وتخزين ونقل الأسلحة الثقيلة والصواريخ وغيرها من الأسلحة المتقدمة.