يرى خبراء ومختصون سياسيون، أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقترح المبعوث الأمريكي إلى لبنان عاموس هوكشتاين للتهدئة على الجبهة الشمالية لإسرائيل، يأتي لتحقيق سلسلة من الأهداف السياسية، أبرزها المماطلة لإطالة أمد التصعيد العسكري.
ويبدأ مقترح هوكشتاين بوقف إسرائيل وحزب الله الأعمال القتالية لمدة 60 يومًا، ويتضمن انتشار الجيش اللبناني في الجنوب، وانسحاب أي مظاهر عسكرية غير رسمية إلى ما وراء نهر الليطاني، وإنشاء قوات دولية تراقب أي انتهاكات من قبل طرفي القتال، وتعزيز قوات "اليونيفيل".
وقد رفض نتنياهو المقترح الأمريكي، وألمح إلى أن إسرائيل ستصر على المحافظة على حريتها العملياتية في لبنان، وذلك في إطار أي تسوية لإنهاء القتال مع حزب الله على الجبهة الشمالية، قائلاً إن "الأمر الأساسي يكمن في قدرة إسرائيل على إحباط أي تهديد من لبنان على أمنها".
هدف رئيس
يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا، أسعد غانم، أن "رفض نتنياهو مقترح هوكشتاين للتهدئة بالرغم من أنه يحقق جزءاً كبيراً من المطالب الإسرائيلية؛ إلا أنه يأتي في إطار المماطلة لإطالة أمد التوتر العسكري في المنطقة".
وقال غانم، لـ"إرم نيوز": "يبدو أن نتنياهو يرغب في تحقيق هدف رئيس وأساسي في أي اتفاق سواء مع لبنان أو غزة يتمثل في حريته بالعمل عسكريًا في أي وقت"، مبينًا أن ذلك يضمن له استمرار مستقبله السياسي وبقاء ائتلافه الحكومي.
وأضاف "بهذه الحيلة يمكن لنتنياهو استئناف القتال مجددًا في أي جبهة وبأي ذريعة أمنية أو عسكرية، حال شعر بأي خطر يهدد مستقبله السياسي"، مشددًا على أن هذه الخطة ستجعل من الصعب تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وتابع: "الولايات المتحدة تدرك خطورة هذه الخطة، ولا تمتلك إلا أن تنتظر حتى تشكيل الإدارة الجديدة، وهو الأمر الذي سيحسم العديد من القضايا السياسية والأمنية والعسكرية في العالم والشرق الأوسط، خاصة وأن إدارة بايدن يمكن تصنيفها على أنها أضعف إدارة بالتاريخ الأمريكي".
فرص نتنياهو
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، إن "قرار نتنياهو يأتي إرضاءً لشركائه في اليمين الإسرائيلي، والذين لا يرغبون بتوقف القتال على أي من الجبهات"، مشددًا على أن ذلك سيضمن بقاء ائتلافه الحكومي.
وقال جبارين، لـ"إرم نيوز"، إن "وقف القتال سيؤدي إلى أمرين الأول زيادة فرص نجاح المرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس بالانتخابات الأمريكية على حساب منافسها الجمهوري دونالد ترامب، وهو أمر لا يريده نتنياهو".
وأضاف "أما الأمر الثاني فهو تفرغ أحزاب المعارضة والائتلاف الحكومي للخلافات الداخلية، وهو ما يمكن أن يؤدي للإطاحة بنتنياهو والذهاب لخيار الانتخابات المبكرة، بالرغم من الإنجازات العسكرية التي حققتها إسرائيل خلال الفترة الماضية".
وتابع: "سيواصل نتنياهو رفض التوصل لأي اتفاق على مختلف الجبهات لحين ظهور نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، وهو الأمر الذي سيحسم مصير الصراع بالشرق الأوسط"، لافتًا إلى أنه من المتوقع أن يتم التوصل لاتفاق شامل بعد الانتخابات الأمريكية.