قالت مصادر سورية خاصة، إن "قوات سوريا الديمقراطية - قسد" أرسلت قوات خاصة (كوماندوس) إلى العاصمة السورية دمشق، مهمتها حماية الرئيس أحمد الشرع، يسبب وجود خطر على حياته، ومحاولات اغتيال جرت في الآونة الأخيرة.
ويأتي ذلك وسط مخاوف من تعرّض الرئيس السوري لخطر يتهدد حياته من قبل جماعات متطرفة، بعضها كان ضمن "قوات ردع العدوان" التي دخلت مع هيئة تحرير الشام التي كان يقودها الشرع، إلى دمشق.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، حذّرت، عبر مبعوثها الخاص إلى سوريا، توم باراك، من "احتمال تعرّض الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، لمحاولات اغتيال، في ظل مساعيه لتعزيز الحكم الشامل والانفتاح على الغرب."
المصادر قالت لـ "إرم نيوز" إن "قسد" استجابت لطلب أمريكي، بإرسال نخبة من قواتها إلى دمشق، لحماية الرئيس السوري أحمد الشرع. وأضافت أن قوات سوريا الديمقراطية أرسلت أكثر من 100 عنصر من "قوات مكافحة الإرهاب" التابعة لها إلى دمشق. مشيرًة إلى دفعة ثانية وصلت أو "على وشك الوصول"، في ظل الحاجة إلى حماية أكبر للرئيس السوري.
ووفقًا للمصادر، فإن قوات قسد "الخاصة" شُوهدت في شوارع دمشق، خلال مرورها في الشوارع، أثناء قدومها من الحسكة إلى دمشق .
وتعتبر قوات "الكوماندوز" التابعة لقسد والتي تم دمجها قبل ثلاثة أعوام، ضمن (وحدة مكافحة الإرهاب) إحدى أفضل قوات "قسد" تدريبًا.
وجاء قرار دمج هذه القوات بأمر من قيادة "قسد" وبالتنسيق مع التحالف الدولي، وقد شملت العملية نحو 2500 عنصر من قوات "الكوماندوز"، حيث جرى دمجها في قوات مكافحة الإرهاب، باعتبارها الأفضل على مستوى التدريب العسكري ضمن صفوف "قسد". وذلك بعد أسابيع من هجوم تنظيم "داعش" على سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة.
وبحسب المصادر، فإن مجموعات متطرفة تابعة لتنظيم "داعش" تحاول اغتيال الشرع رفضًا للمسار السياسي الذي ينتهجه. وكشفت أن "داعش" تعمل على تكثيف نشاطها وتحاول استقطاب الكثير من قادة سابقين في جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام، من الذين يعترضون على التغيرات التي أقدم عليها الشرع، بالإضافة إلى محاولات التنظيم لاستقطاب الكثير من المقاتلين الأجانب في سوريا.
وتفيد تقارير غربية، بأن الشرع مهدد من قبل جماعات وفصائل كانت محسوبة على هيئة تحرير الشام حتى وقت قريب، إلا أنها باتت تشكل خطرًا داهمًا على حكمه، بعد التحول الذي يقوده والذي تراه "خروجًا" عن الشريعة الإسلامية.
وفي هذا السياق، ظهر في الشهر الأخير تنظيم يدعى "سرايا أنصار السنة" الذي عبّر بشكل معلن عن رفض توجه الدولة السورية الجديدة. وهدد السلطات السورية بتحمل "نتيجة حرب أنتم من أشعلها"، على حد تعبير البيان الصادر عنها. مؤكدًا أنه لن يتردد في قتال كل من يريد الوقوف في وجه مشروع إقامة إمارة إسلامية".
ولكن قائمة أهداف التنظيم لا تشمل سلطة دمشق فقط، بل الأقليات السورية، وبينها "قسد"، حيث قال في بيان له بأنه سيزيد من وقع الضربات، ويضاعف الموجات، ويرسل النقمات ضد أعدائه المستهدفين؛ العلويين والشيعة والدروز وقسد.
وفقًا للمصادر، يعتقد الأمريكيون أنه، فضلًا عن "داعش" والجماعات المتطرفة الأخرى، ثمة جهات دولية عديدة يمكن أن تفكر باستهداف الشرع، وعلى رأسها إيران وروسيا، من خلال الاغتيال المباشر، أو تحريك خلايا عسكرية في الساحل السوري أو في مناطق أخرى لمنعه من بسط سيطرته الكاملة على الجغرافيا السورية.
ومن هنا - تقول المصادر - إن الولايات المتحدة تساعد دمشق في المعلومات الاستخباراتية، حيث زودتها بالعديد من المعلومات الحساسة عن تحركات "داعش"، وإحباط هجوم له في ريف دمشق. ولكن بالمقابل، طلبت من "قسد" الموثوقة لديها، تأمين الحماية الفيزيائية للشرع، باعتبارها الأفضل تجهيزًا وتدريبًا لتولي هذه المهمة، بفضل تجربتها وخبرتها الطويلة في محاربة تنظيم "داعش"، والتدريبات المشتركة مع قوات التحالف الدولي والقوات الأمريكية بشكل خاص.
وفقًا للمصادر ذاتها، لم يبدأ دخول "قسد" على خط حماية الرئيس السوري الآن، حيث ساعدت قوات سوريا الديمقراطية، في تأمين الحماية للرئيس الشرع خلال زيارته إلى حلب في السابع والعشرين من الشهر الماضي.
وكانت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت دوريات تابعة لـ "قسد" تجوب شوارع مدينة حلب أثناء زيارة الرئيس السوري إليها ضمن فعالية أطلق عليها اسم "حلب مفتاح النصر". كما ظهر مسلحون تابعون لقوات سوريا الديمقراطية ضمن فريق الحماية المرافق للشرع إلى قلعة حلب.
الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية، محمود حبيب، رفض تأكيد أو نفي المعلومات عن إرسال "قسد" نخبة من جنودها لحماية الرئيس السوري، وقال في تعليق لـ "إرم نيوز"، إنه لا يملك معلومة مؤكدة حول هذا الموضوع أو أيّ تفاصيل حولها .
وفيما ما زالت الخلافات بين "قسد" وحكومة دمشق تطفو على السطح، فإن المصادر تؤكد أن الجانبين ذاهبان إلى استكمال تنفيذ الاتفاق الموقع بين قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي والرئيس السوري أحمد الشرع.
وأمس الأحد، حثت فرنسا عبر القائم بأعمال السفارة الفرنسية في سوريا جان باتيست فافر، على تسريع تنفيذ بنود الاتفاق الموقع بين "قسد" ودمشق في آذار الماضي.
وبحسب مصادر إعلامية سورية، زار فافر محافظة الحسكة الأسبوع الماضي في زيارة غير معلنة، والتقى خلالها عبدي ومسؤولين من الأحزاب الكردية السورية داخل قاعدة عسكرية في ريف المحافظة، بعيدًا عن وسائل الإعلام.
وأشار المصدر إلى أن فافر شدّد خلال اللقاء على أهمية التقدّم في تنفيذ اتفاق 10 آذار 2025، وأكد المسؤول الفرنسي أن بلاده، إلى جانب الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا، تدعم بشكل واضح الجهود الرامية إلى التوصّل لاتفاق دائم بين "قسد" والحكومة السورية.