logo
العالم العربي

انتقاماً لإيران.. اتهام الميليشيات بتدمير رادارات الجيش العراقي

انتقاماً لإيران.. اتهام الميليشيات بتدمير رادارات الجيش العراقي
عناصر من مليشيا عراقيةالمصدر: رويترز
24 يونيو 2025، 11:18 م

وُجّهت أصابع الاتهام إلى الميليشيات العراقية المسلحة باستهداف عدد من الرادارات العسكرية ومراكز الاتصالات في مواقع حساسة تابعة للجيش شمال بغداد وجنوب البلاد، انتقاماً لصالح إيران.

وأعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، صباح النعمان، أن العراق تعرّض في الساعات الأولى من فجر الثلاثاء، لهجوم نفذته طائرات مسيّرة انتحارية صغيرة، استهدفت منظومتي الرادار في معسكر التاجي شمال بغداد، وقاعدة الإمام علي في محافظة ذي قار، دون تسجيل أي خسائر بشرية.

وأكد أن "القوات العراقية تمكنت من إحباط محاولات مماثلة لاستهداف 4 مواقع عسكرية أخرى؛ حيث تم التصدي للطائرات المسيّرة وإسقاطها قبل أن تحقق أهدافها"؛ لافتًا إلى أن "جميع المواقع المستهدفة تقع تحت مسؤولية وإدارة القوات الأمنية العراقية بالكامل".

وبيّن النعمان أن السوداني "وجّه بتشكيل لجنة فنية واستخبارية عالية المستوى للتحقيق في ملابسات الهجوم وكشف الجهات المنفذة ومتابعة نتائج التحقيق".

وتداول نشطاء وصحفيون أنباء عن انفجار هزّ مطار بغداد؛ تبيّن لاحقًا أنها طائرة مسيّرة انفجرت خلف قسم الشحن الجوي، بالقرب من مدرج الطائرات، دون وقوع إصابات.

ويأتي هذا التطور الأمني بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إيران وإسرائيل وافقتا على "وقف تام لإطلاق النار" بدأ قرابة الساعة الرابعة من فجر الثلاثاء بتوقيت غرينتش؛ ما سيضع نهاية لحرب استمرت 12 يومًا بين البلدين.

واتهم نشطاء عراقيون الميليشيات المسلحة بالتورط في هذه الهجمات؛ معتبرين أن استهداف الرادارات يأتي ضمن محاولات الفصائل لتصفية منظومات دفاعية حكومية و"معاقبتها" على عدم تمكنها من رصد أو التصدي للهجوم الإسرائيلي الذي استهدف إيران، وكانت الأجواء العراقية مسرحًا له.

خاتمة أم بداية؟

وقال الباحث في الشأن السياسي رعد هاشم: "انتهاك مسبّق، الأوردر بشن هجمات الميليشيات على معسكرات داخل العراق جاء بالتزامن مع اتفاق وقف إطلاق النار المهزوز"، متسائلاً: "هل سيشهد العراق خاتمة الهجمات أم بداية مواجهات جديدة؟".

أما الإعلامي رسلي المالكي، فاتهم في منشور عبر منصة "إكس" الميليشياتَ الموالية لإيران بالتورط في هذا الهجوم.

وما زاد من حدّة الشكوك، تصريحات المحلل السياسي عباس العرداوي، الذي قال إن هذه الرادارات عبارة عن "سكراب فرنسي" ولم تتصدَّ للعدوان الإسرائيلي الأخير، في إشارة إلى أنها لم تلعب أي دور في مساعدة إيران؛ وهو ما أثار غضبًا واسعًا تجاه هذا التعليق.

ويمتلك العراق شبكة رادارات قديمة نسبيًا يعود جزء كبير منها إلى عقود سابقة؛ بعضها جرى تحديثه جزئيًا بعد 2003 بدعم أمريكي؛ فيما بقيت أجزاء أخرى من المنظومة الدفاعية متهالكة أو غير فعالة بسبب نقص قطع الغيار.

ومع ضعف إمكانيات الرصد الجوي وعدم اكتمال شبكات الإنذار المبكر، تحولت الأجواء العراقية خلال الحرب الأخيرة إلى ما يشبه "الممر المفتوح" استخدمته أطراف النزاع لتوجيه الضربات بينهما.

أخبار ذات علاقة

قوات عراقية

العراق يعلن تعرض مواقع وقواعد عسكرية لهجمات بطائرات مسيّرة

وأثار هذا الوضع تساؤلات مستمرة حول قدرة العراق على حماية سيادته الجوية واستعادة سيطرته الكاملة على سمائه؛ وسط دعوات لتسريع التعاقد على أنظمة دفاع متطورة وسدّ الفجوات التقنية في إدارة المجال الجوي.

وسادت مخاوف في الأوساط السياسية والأمنية من أن تتجه بعض الميليشيات المسلحة نحو تصفية حسابات داخلية خلال الفترة المقبلة؛ عبر استهداف مؤسسات أو جهات وحتى شخصيات يُنظر إليها على أنها غير متعاطفة مع مشروعها أو وقفت على الحياد في نزاع إيران وإسرائيل.

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC