عراقجي: إيران منفتحة للتوصل إلى اتفاق نووي جديد يتضمن قيودا على التخصيب مقابل رفع العقوبات
في خضم التصعيد العسكري الأخير الذي شهدته مدينة حماة، دفعت "هيئة تحرير الشام" بوحدتها الانتحارية المعروفة باسم "العصائب الحمراء" في محاولة لحسم المعركة والسيطرة على المدينة، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
لكن هذه الوحدة "الانغماسية" المتخصصة وقعت في كمين محكم نفذه الجيش السوري بجبل زين العابدين، ما أدى إلى تقهقر الفصائل المسلحة لمسافة 10 كيلومترات بعيداً عن المدينة.
ما هي العصائب الحمراء؟
"العصائب الحمراء" هي وحدة انتحارية خاصة تابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، تُعتبر إحدى أكثر التشكيلات تدريباً وتسليحاً ضمن صفوف الهيئة.
تأسست هذه الوحدة لتكون رأس الحربة في الهجمات المعقدة والاقتحامات ذات الأهمية الاستراتيجية، حيث تعتمد على عناصر مستعدين لتنفيذ عمليات انتحارية عند الضرورة.
في أواخر عام 2016، أوكل الجولاني مهمة تأسيس وتنظيم وتدريب هذه الوحدة إلى شركة تحمل طابعًا إسلاميًا وتُعرف باسم «تاكتيكال الملاحم».
تأسست الشركة على يد مقاتلين من روسيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق، معظمهم من قدامى القوات الخاصة في بلدانهم.
وأوكلت قيادتها حينذاك لأبو سلمان البيلاروسي، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة لدولة روسيا البيضاء، وكان يعمل مساعدًا لمؤسس الشركة أبو رفيق الطاجيكي، الذي شغل سابقًا منصب معاون أول في القوات الخاصة الروسية.
التدريب والتسليح
تُعد العصائب الحمراء نخبة المقاتلين ضمن هيئة تحرير الشام. يخضع عناصرها لتدريبات مكثفة تشمل:
التكتيكات القتالية المتقدمة: عمليات الاقتحام والهجوم الليلي.
التدريب العقائدي: غرس عقيدة الجهاد والانتحار باعتبارها وسيلة لتحقيق النصر.
استخدام المتفجرات: تجهيز وتفجير العبوات الناسفة والسيارات المفخخة.
المهارات الفردية: القنص، تسلق الجبال، والقتال في التضاريس الوعرة.
أما بالنسبة للتسليح، فإن الوحدة تحصل على:
أسلحة خفيفة ومتوسطة مثل البنادق الهجومية والرشاشات.
قذائف مضادة للدروع (RPG) وصواريخ موجهة.
عبوات ناسفة مصممة خصيصاً لعمليات التفجير الانتحاري.
التشكيل
لا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد مقاتلي العصائب الحمراء، لكن تقديرات سابقة أشارت إلى أنهم يتراوحون بين 300 و500 عنصر عند التأسيس، يتم اختيارهم بعناية وفق معايير صارمة تشمل الالتزام العقائدي واللياقة البدنية العالية.
سبب تسمية الوحدة، لأن عناصرها يرتدون العصائب الحمراء على رؤوسهم، وتضم مقاتلين من جنسيات آسيوية وأوروبية وعربية.
دورها في معركة حماة
أرسلت هيئة تحرير الشام العصائب الحمراء لمحاولة اقتحام مدينة حماة عبر ثلاث جهات.
وكانت الخطة تركز على استغلال طبيعة الوحدة الانتحارية لتنفيذ هجمات صادمة تفتح ثغرات في خطوط الجيش السوري.
إلا أن الجيش استعد مسبقاً عبر القصف المكثف والغارات الجوية، ونصب كميناً محكماً في جبل زين العابدين.