شهدت مدينة حماة، رابع كبرى مدن سوريا، ليلة ساخنة من الاشتباكات العنيفة، بعدما تمكنت "هيئة تحرير الشام" والفصائل المسلحة المتحالفة معها من تطويق المدينة من ثلاث جهات (الشرق، الغرب، والشمال)، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
معركة جبل زين العابدين
نجح الجيش السوري في حسم معركة جبل زين العابدين المطل على المدينة، وهي معركة إستراتيجية كانت ستتيح للفصائل المسلحة إمكانية دخول حماة.
وأكدت القوات السورية أن القصف المدفعي والصاروخي المكثف، إلى جانب الغارات الجوية التي استهدفت مواقع المسلحين، حال دون تحقيق أي تقدم للفصائل نحو المدينة.
اشتباكات وكمين محكم
أفاد الجيش السوري بمقتل أكثر من 300 مسلح من الفصائل ليلة أمس، إثر المواجهات والغارات.
كما أوضح المرصد أن "هيئة تحرير الشام" دفعت بوحدتها الانتحارية المسماة "العصائب الحمراء" لمحاولة حسم المعركة.
إلا أن هذه الوحدة وقعت في كمين محكم نفذه الجيش السوري في منطقة جبل زين العابدين، ما أدى إلى انسحاب الفصائل المسلحة لمسافة تقارب 10 كيلومترات بعيداً عن المدينة.
الوضع داخل المدينة
من جهته، قال اللواء حسين جمعة، قائد شرطة حماة، إن الأوضاع داخل المدينة طبيعية، مشدداً على عدم صحة الأنباء التي تفيد بدخول المسلحين إلى المدينة.
وأضاف أن حركة السكان تسير بشكل طبيعي، ولم تُسجل أي حالات نزوح من المدينة أو ضمن أحيائها.
الجيش بلا منفذ إلا جنوباً
وكانت الفصائل المسلحة قد طوقت المدينة من ثلاث جهات، حيث باتت مواقعها تتراوح بين ثلاثة وأربعة كيلومترات فقط عن أطراف حماة.
ولم يتبقَّ للجيش السوري سوى منفذ واحد نحو مدينة حمص جنوباً، وهو ما زاد من تعقيد الموقف.
وشهدت المناطق الشمالية والشرقية من حماة مواجهات ضارية بين الجيش السوري، المدعوم بالطيران الروسي، والفصائل المسلحة.
وتعتبر حماة مدينة رئيسية، والاستيلاء عليها كان سيشكل ضغطاً إضافياً على الرئيس السوري بشار الأسد، خاصة بعد التقدم السريع للفصائل في مناطق حلب.
الفصائل المسلحة و"هيئة تحرير الشام" كانت قد حققت خلال الأسبوع الماضي مكاسب كبيرة، بما في ذلك السيطرة على مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، وعدة قواعد عسكرية، وأربعة مطارات.
إلا أن خبراء يرون أن هذا التقدم السريع لا يضمن قدرة الفصائل على الاحتفاظ بالمناطق التي سيطروا عليها، خصوصاً مع ورود أنباء عن نقص في الإمدادات الغذائية والوقود.