وصف تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية مشهد تسليم الأسيرات الإسرائيليات الثلاث في وسط غزة بأنه رسالة تحدٍّ من حماس لإسرائيل.
وقالت إن صور مقاتلي حماس الذين عادوا للظهور "فوق الأرض" في غزة، مع وقف إطلاق النار، صدمت الإسرائيليين، وأثارت احتمال أنهم قد يديرون القطاع مرة أخرى.
وبحسب الصحيفة، فإن ظهور مقاتلي حماس وتأكيدهم سلطتهم، صدم الإسرائيليين، وطرح تساؤلات جديّة حول فاعلية الحملة الشرسة التي شنتها إسرائيل على القطاع المحاصَر.
وذكرت أنه بعد ساعات من بدء وقف إطلاق النار، الأحد، ظهر العشرات من المقاتلين الملثّمين من كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس، بأقنعتهم السوداء المميزة وعصابات الرأس الخضراء، لتسليم 3 أسيرات إسرائيليات للصليب الأحمر.
وعلى الرغم من تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتدمير حماس في أعقاب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلا أنه بعد 15 شهرًا من خوض "حرب عصابات" تحت الأرض، أصبح مسؤولو حماس ومقاتلوها ورجال الشرطة في الأيام التي تلت الاتفاق من بين أنقاض القطاع المحطم، على استعداد على ما يبدو لحكم غزة مرة أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حين صدم مقاتلو حماس الذين عادوا فوق الأرض وفرضوا سلطتهم، الرأي العام في تل أبيب، وأثاروا تساؤلات جدية حول فاعلية الحملة الشرسة التي شُنت على غزة، قال بعض المحللين الإسرائيليين إن موكب المسلحين الملثمين كان حيلة إعلامية لإخفاء خسائر حماس، فيما رأى آخرون في ذلك دليلًا على افتقار حكومة نتنياهو إلى التخطيط الاستراتيجي.
وفي هذا السياق، قال المحلل الإسرائيلي آفي يساخاروف: "غزة مدمرة، لكن حماس لا تزال واقفة على قدميها؛ والسبب في ذلك هو عدم اهتمام الحكومة الإسرائيلية بمناقشة أي خيار آخر لنظام بديل في غزة".
وتابعت الصحيفة أن هذا يجري على الرغم مما خلّفته الحرب الإسرائيلية على غزة من مقتل ما يقرب من 47 ألف شخص، وتدمير مساحات شاسعة من أراضي القطاع، علاوة على أن حماس تعرّضت لخسائر هائلة حيث فقدت العديد من كبار قادتها بمن فيهم زعيمها يحيى السنوار، إلى جانب ما يقدر بالآلاف من مقاتليها.
وحذر مسؤولون دوليون من أن ضراوة الحملة الإسرائيلية والمعاناة المدنية ربما تكون قد اجتذبت أعضاءً جددًا إلى حماس، حيث صرح وزير الخارجية في الإدارة الأمريكية السابقة أنتوني بلينكين الأسبوع الماضي بأن واشنطن تعتقد أن الحركة جنّدت عددًا من المسلحين يساوي تقريبًا عدد من فقدتهم.
ولفتت الصحيفة إلى أن السلطات في غزة سعت إلى استعادة القانون والنظام والسيطرة الإدارية على القطاع، وجرى نشر الشرطة على بعض الطرق والميادين، بينما تحاول المجالس المحلية فتح الشوارع المغلقة بالحطام الخرساني واستعادة الخدمات.
وخلُص التقرير إلى أن التحديات التي قد تواجه من يحكم غزة كثيرة، وأن الأصعب منها لا يزال قادما، فالبنية التحتية المدمرة وملايين الأطنان من الأنقاض سوف تتطلب استثمارات ضخمة لإعادة الإعمار.
وقالت "يبدو أن حماس لن تستطيع الاستمرار في السلطة نظرًا إلى المعارضة الإسرائيلية والأمريكية لذلك".