"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
تراجع القصف الإسرائيلي للأراضي السورية في الآونة الأخيرة، نتيجة ما يبدو أنها ضغوط أمريكية وتفاهمات إقليمية جديدة.
وتحاول إسرائيل التكيّف مع متغيرات المشهد السوري الذي لم يعد يسمح باستغلال حالة عدم الاستقرار كما في السابق.
ومن جهتها تفرض واشنطن قيوداً على العمليات الإسرائيلية في سوريا، لضمان عدم عرقلة مساعي الاستقرار، خاصة مع التقارب العربي-السوري ورفع العقوبات تدريجياً.
ورغم سياسة تل أبيب الرامية إلى إبقاء سوريا ضعيفة، فإنها اضطرت إلى مراعاة التوجه الأمريكي الجديد الذي يمنح الأولوية للتهدئة الإقليمية.
حول ذلك قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، نظير مجلي، إن إسرائيل بقيادتها العسكرية والأمنية والسياسة اليمينية الحالية، وغالبية أصحاب القرار السياسي فيها، لم تغير من سياستها وأطماعها تجاه سوريا.
وأوضح أن تل أبيب تريد أن تكون سوريا دولة ضعيفة -وإن أمكن- دولة ممزقة، بحيث لا تستطيع أن تشكل تهديداً حربياً لإسرائيل.
وأضاف مجلي لـ"إرم نيوز"، أنه لهذا الهدف، تحاول إسرائيل اختراع طرق للسيطرة على الحدود مع سوريا عن طريق قضم الأراضي واحتلالها.
وعن تراجع القصف الإسرائيلي لسوريا أخيراً، قال مجلي إنه جاء بطلب حازم من الولايات المتحدة عندما تعهدت للدول العربية بألا تعرقل جهود القيادة الجديدة في سوريا، من أجل الاستقرار والحفاظ على وحدة البلاد، وإعطاء تركيا مدى واسعا من التأثير في سوريا.
وأشار إلى أن واشنطن حرصت على أن يكون لإسرائيل دور بالتنسيق مع الأتراك، وأنها طلبت ألا يتم التشويش على ما يجري في سوريا لإعطاء النظام فرصة لتثبيت نفسه.
واستدرك بالقول إنه ليس مستبعداً أن تخرق إسرائيل هذا الالتزام، خاصة أنها غاضبة من السياسة الأمريكية في أكثر من ملف.
وأوضح مجلي أن وجود "قيادة إسلامية" في سوريا مشكلة بالنسبة لإسرائيل، مع أنها كانت تتعاطى معها بطريقة مركبة، عندما بدأت الثورة ضد النظام السوري السابق، فتعاونت مع هذه القوى.
ولذا قال مجلي "ليس لدى إسرائيل مشكلة في التعامل مع النظام الإسلامي من جديد بشرط أن يقبل هذا النظام بها ويعترف بها ويبدي نوايا حسنة تجاهها، ويظهر ما يقنع الإسرائيليين بأنه لا يشكل تهديداً لها".
ومن جانبه، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية-الأمريكية حسين الديك إن هذا التخفيف من أي انتهاكات إسرائيلية للسيادة السورية والعمق السوري جاء بعد تفاهمات ما بين واشنطن ودمشق ومجموعة اتصالات مهمة أوصلت رسالة قوية من واشنطن إلى تل أبيب للتوقف عن هذه الضربات.
وأضاف الديك لـ"إرم نيوز" أن الموقف الإسرائيلي كان ضد رفع العقوبات عن سوريا، ولكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخذ قراراً معاكساً لرغبة حليفه، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدا أن الموقف الأمريكي من سوريا الآن لا يتقاطع مع مصالح نتنياهو شخصياً.
وأوضح أن التقارب العربي-السوري انعكس إيجاباً على الموقف الأمريكي من سوريا ومن القادة الجدد في رسالة تم إيصالها إلى تل أبيب، إلى جانب الاتصالات المباشرة التي تمت بين الحكومة السورية وإسرائيل، سواء التي جرت في العاصمة الأذرية، باكو، أو التي جرت بوساطة عربية.
وأشار إلى أن الحكومة السورية أعلنت أنها منفتحة على الجميع، وأنها لن تشكل أي خطر على أي دولة من جيرانها، بما في ذلك إسرائيل، وهذه رسالة واضحة بأنه لن يكون هناك أي تهديد للأمن القومي الإسرائيلي من قبل سوريا.