حذر الباحث في الشؤون الإسرائيلية الفلسطينية شاؤول أرئيلي، من العواقب الوخيمة المترتبة على أي خطوة تهدف إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية، وذلك في سياق تصريحات سياسية متصاعدة تدعو إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية على المنطقة، بحسب ما أوردته وسائل إعلام عبرية.
في تصريحاته، أشار العقيد السابق ورئيس دائرة المفاوضات في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى إعلان وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش، بأن عام 2025 سيكون عام "تطبيق السيادة"، مستندًا إلى دعم محتمل من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وأضاف أريئيلي أن هذه التصريحات ليست جديدة، إذ سبق أن أعرب نفتالي بينيت عن طموحات مشابهة في عام 2016، مؤكدًا أن "الضفة الغربية"، يجب أن تكون جزءًا من السيادة الإسرائيلية.
بحسب أريئيلي، شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا كبيرًا في بناء المستوطنات، إذ تم "تبييض" 22 بؤرة استيطانية وإنشاء 79 بؤرة جديدة، ما يزيد من تعقيد الوضع على الأرض ويقرب إسرائيل من مواجهة عواقب الضم.
تحذيرات من "قادة أمن إسرائيل"
تستند تصريحات أريئيلي إلى دراسة أجرتها مجموعة "قادة أمن إسرائيل"، التي حذرت من أن الضم، حتى لو كان جزئيًّا، قد يؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية، ووقف التنسيق الأمني، وفرض سيطرة إسرائيلية كاملة على الضفة الغربية.
وأشار التقرير إلى أن هذه الخطوة ستجبر إسرائيل على تحمل مسؤوليات إدارية ومالية شاملة تجاه 2.8 مليون فلسطيني، بتكلفة تصل إلى 14.5 مليار دولار سنويًّا، مع تضرر الاقتصاد والاستثمارات الأجنبية.
أزمة دبلوماسية وأمنية وشيكة
على الصعيد الدولي، من المتوقع أن تواجه إسرائيل أزمة دبلوماسية حادة، حتى لو حظيت بدعم أمريكي.
ومن المتوقع أن تفرض الدول الأوروبية وبعض الدول العربية عقوبات اقتصادية ودبلوماسية، في المجال الأمني، سيتعين على الجيش الإسرائيلي مضاعفة وجوده في الضفة الغربية، ما قد يضر بالاستعداد العسكري على جبهات أخرى، فضلًا عن تدهور العلاقات الأمنية مع الأردن ومصر.
اختيار مستحيل
يحذر التقرير من أن الضم قد يدفع إسرائيل إلى نقطة اللاعودة، إذ ستواجه خيارين: إما دولة ثنائية القومية تفقد فيها الأغلبية اليهودية، أو نظام فصل عنصري يُحكم فيه الفلسطينيون تحت إدارة عسكرية دون حقوق مدنية.
وخلصت الدراسة إلى أن أي خطوة نحو الضم ستكون مدمرة للرؤية الإسرائيلية، داعيةً إلى سياسة انفصال عن الفلسطينيين، مع الحفاظ على السيطرة الأمنية حتى التوصل إلى تسوية سياسية شاملة.
وختم أريئيلي بالقول: "بدلًا من التسرع وراء وهم 'الفرصة التاريخية'، يجب على صناع القرار التفكير بعمق في الثمن الباهظ الذي قد تدفعه إسرائيل".