logo
العالم العربي

دلالات اشتباكات "الحشد الشعبي" والجيش السوري على الحدود العراقية

دلالات اشتباكات "الحشد الشعبي" والجيش السوري على الحدود العراقية
أفراد من الحشد الشعبي العراقيالمصدر: رويترز
15 يونيو 2025، 6:01 ص

كشف مصدر أمني عراقي، أن الاشتباكات التي اندلعت الجمعة بين قوات الجيش السوري، وعناصر في الحشد الشعبي، جاءت بعد رصد استخباراتي عراقي لحركة ميليشيات مسلحة يشتبه في أنها تسعى لفتح ممرات غير شرعية لعبور عناصر وقيادات موالية لإيران باتجاه الداخل السوري.

وأوضح المصدر، لـ"إرم نيوز"، أن "الاستخبارات العراقية رصدت تحركات مشبوهة في مناطق زراعية قرب الحدود المقابلة للبوكمال، وأبلغت الجانب السوري بضرورة تشديد المراقبة ونشر نقاط إضافية"، مضيفًا أن "وحدات من الحشد الشعبي تحركت في هذه الأثناء دون تنسيق مباشر مع القيادة العراقية؛ ما أسفر عن احتكاك محدود مع قوات الجيش السوري تخللته رشقات نارية متبادلة، أصيب خلالها عنصر في الجيش السوري وشخص مدني".

أخبار ذات علاقة

مسلحون يتبعون لإحدى الفصائل في العراق

بين دعم طهران وضبط النفس.. العراق في قلب المواجهة بين إسرائيل وإيران

وأشار المصدر، الذي طلب حجب اسمه، أن "الجيش العراقي تمكن من تجاوز الأمر، وكثّف من دوريات المراقبة على طول الشريط الحدودي لمنع أي محاولة تسلل لهذه الجماعات " مؤكدًا "وجود قنوات اتصال عسكرية مع دمشق لاحتواء الموقف وتلافي أي تصعيد غير محسوب".

ومع تصاعد القصف والرد المتبادل، اضطرت الحكومة السورية إلى إغلاق بعض المعابر النهرية المؤدية لمناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" شرق الفرات لساعات محدودة؛ ما أثار قلق سكان القرى الحدودية الذين يعتمدون بشكل أساس على حركة النقل اليومي للسلع والبضائع عبر هذه النقاط الحيوية، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية.

فتح المنافذ مع العراق

ورغم التوتر الأمني على الشريط الحدودي، أعلنت هيئة المنافذ الحدودية العراقية، السبت، استئناف العمل بمعبر القائم الحدودي مع سوريا بشكل كامل أمام حركة الشاحنات والمسافرين، بعد ساعات من الإغلاق.

وقالت الهيئة في بيان إن "إعادة تشغيل المعبر جاءت عقب تقييمات ميدانية مشتركة مع السلطات السورية وبالتنسيق مع القوات الأمنية والتحالف الدولي"، مؤكدة أن حركة التبادل التجاري والمسافرين عادت إلى وضعها الطبيعي مع تشديد إجراءات الرقابة والتفتيش لضمان أمن المنطقة".

وأغلق معبر القائم الحدودي الواقع غرب محافظة الأنبار، في ديسمبر/كانون الأول الماضي نتيجة التطورات الأمنية في الداخل السوري وسقوط النظام السابق، تزامنًا مع انسحاب وحدات الجيش السوري من مدينة البوكمال المقابلة للمنفذ.

ويملك العراق ثلاثة منافذ رئيسة مع سوريا، أبرزها معبر القائم المعروف في الجانب السوري باسم البوكمال، إضافة إلى معبري الوليد وربيعة شمالًا، حيث يعد معبر القائم الأكثر استخدامًا في التبادل التجاري ونقل الشاحنات والبضائع، ويخدم أيضًا سكان المناطق الغربية من محافظة الأنبار بشكل خاص.

حرب إيران وإسرائيل

ويرى مراقبون أن ما يجري في هذه المنطقة لا ينفصل عن أجواء التوتر الإقليمي، في ظل تصاعد الضربات الجوية والصاروخية بين إسرائيل وإيران، ومحاولة بعض الميليشيات استغلال الوضع الميداني لإعادة تثبيت وجودها على نقاط التماس الحدودية.

وبينما يأمل سكان المناطق الغربية في العراق، وسائقو الشاحنات أن يستمر فتح المعبر دون عراقيل جديدة، يرى خبراء أن استقرار الحدود يبقى هشًّا ما لم تُضبط الميليشيات المسلحة، ومنعها من أي محاولات تهريب جديدة.

بدوره، يرى الباحث في الشأن الأمني رياض الجبوري، أن "الأوضاع الراهنة على الحدود العراقية السورية، والمنطقة بشكل عام، تمثل فرصة لبعض الجماعات المسلحة لإعادة تفعيل مسارات التهريب ونقل الأفراد والسلاح مستغلة الانشغال بالتصعيد الإقليمي".

وأوضح الجبوري لـ"إرم نيوز"، أن "هناك محاولات متكررة من مجموعات منفلتة لاستثمار حالة الفوضى في بعض المناطق الحدودية وفرض واقع ميداني جديد؛ ما قد يضعف جهود الحكومة العراقية في تأمين الشريط الحدودي".

وبيّن أن "وجود تنسيق استخباراتي مستمر بين بغداد والتحالف الدولي ودمشق أمر مهم لضبط هذه التحركات ومنع تفاقمها".

وكانت وسائل إعلام سورية ذكرت أن اشتباكات وقعت بين قوات الجيش السوري وعناصر في الحشد الشعبي، في منطقة البوكمال على الحدود مع العراق، عقب قصف صاروخي استهدف مواقع عسكرية سورية؛ ما أدى إلى إصابة شخصين.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC