logo
العالم العربي

وسط شح الخدمات الطبية والمياه.. مرضى الكلى في غزة يواجهون الموت

وسط شح الخدمات الطبية والمياه.. مرضى الكلى في غزة يواجهون الموت
(أرشيف) فلسطينيون يخضعون لغسيل الكلى في مستشفى الشفاءالمصدر: (أ ف ب)
12 أبريل 2025، 5:30 م

يهدد شحّ مياه الشرب وتقليص جلسات الغسيل الأسبوعية حياة المئات من مرضى الكلى في قطاع غزة، والذين يعانون الويلات بسبب عدم تقديم الخدمات الطبية الكافية لهم، ما ينذر بكارثة صحية كبيرة على هذه الفئة من المرضى.

ووفق الإحصاءات الرسمية الفلسطينية، فإن عدد المصابين بمرض الفشل الكلوي بلغ أكثر من 11 ألفًا من سكان غزة، حرمهم الجيش الإسرائيلي من تلقي العلاج، كما أن الحرب دمّرت قسم علاج الكلى الرئيس الموجود في مستشفى الشفاء غربي مدينة غزة.

أخبار ذات علاقة

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي

دون تهجير سكانه.. السيسي يؤكد ضرورة بدء إعادة إعمار قطاع غزة

ساعات مقلصة

وقال خالد مطر، أحد المصابين بالمرض، إنه "يحتاج إلى جلستين في الأسبوع من أجل الحفاظ على حالته الصحية"، مشيرًا إلى أنه مؤخرًا تقلصت ساعات تلك الجلسات بسبب نقص الوقود وعدم تشغيل الأجهزة للساعات الكافية للمرضى.

وأوضح مطر، لـ"إرم نيوز"، أنه "منذ أن اضطر للنزوح إلى جنوب القطاع مع بداية الحرب لم يتمكن من العودة إلى منزله بمدينة غزة، وذلك بسبب عدم توفر الخدمة الطبية اللازمة له ولأقرانه من المرضى"، مبينًا أن ذلك يزيد صعوبات حياته.

غسيل الكلى في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح

وأضاف: "أجد صعوبة في توفير المياه الصالحة للشرب والتي يجب أن تكون بمواصفات خاصة، كما أنني لا أجد الأدوية اللازمة لحالتي الصحية، علاوة على وجودي في بيئة ناقلة للأمراض، وهو الأمر الذي يزيد مخاطر إصابتي بمشاكل صحية أخرى".

وتابع: "الحرب والحصار الإسرائيلي على غزة أثرا بشكل كبير على فئة مرضى الكلى، كما أنه كان أحد أسباب عدم توفر الطعام الصحي اللازم لنا، مما أدى إلى تراجع كبير في الحالة الصحية لمختلف المرضى"، مشددًا على أنهم يواجهون الموت في كل لحظة.

طوابير من الانتظار

وقالت خولة أبو حصيرة، إنها "تنتظر لساعات طويلة في كل مرة من أجل غسيل الكلى، وتضطر للتنقل من شمال القطاع إلى جنوبه من أجل ذلك"، مشيرةً إلى أنها تعيش رحلة من العذاب والمعاناة بسبب نقص الإمكانيات الطبية.

وأوضحت أبو حصيرة، لـ"إرم نيوز"، أن "مرضى الفشل الكلوي من أكثر الفئات تضررًا من الحرب، خاصة مع نقص المعدات الطبية، وعدم توفر الوقود اللازم وتعطل الأجهزة الطبية".

مصابون بأحد مستشفيات غزة

وأشارت إلى أن "الأوضاع الصحية لها وللمرضى صعبة للغاية، وأنهم ينتظرون الموت في كل لحظة"، متابعةً: "كنا شهودًا خلال الحرب وفي الأسابيع الأخيرة على وفاة عدد من المرضى على أجهزة الغسيل، الأمر الذي يثير الرعب في نفوسنا ويؤثر على حالاتنا النفسية".

وختمت: "كنت قبل الحرب أتوجه إلى قسم غسيل الكلى 3 مرات أسبوعيًا، وتقلصت خلال الحرب إلى مرتين، وفي الكثير من الأحيان إلى مرة واحدة"، مشيرةً إلى أن بعض الأسابيع لا تتمكن من التوجه للمستشفى بسبب النزوح المتكرر.

أخبار ذات علاقة

طفلة من قطاع غزة

بعد شبح المجاعة.. توقف إمدادات الوقود يعيد أزمة مياه الشرب في غزة

أوضاع صحية صعبة

وقال مدير عام المستشفيات الميدانية في غزة، مروان الهمص، إن "الأوضاع الصحية لمرضى الكلى صعبة للغاية، خاصة في ظل عدم قدرة المراكز الصحية بالقطاع على تقديم الخدمات بالشكل الملائم للمرضى، وبما كانت عليه قبل الحرب".

وأوضح الهمص، لـ"إرم نيوز"، أن "الجيش الإسرائيلي دمّر معظم المراكز الطبية، وتسبب في إخراج عدد كبير من أقسام مرضى الكلى عن الخدمة"، مبينًا أن هناك زيادة في أعداد المرضى من هذه الفئة، وعدم قدرة على توفير الأدوية اللازمة لهم.

حصار خانق

وأضاف أنّ "الحصار الإسرائيلي الخانق أثّر على أداء المستشفيات التي تعاني أصلًا من الاستهدافات العسكرية، كما أن المستشفيات الميدانية التي تم إنشاؤها في مختلف المناطق لا تقدم الخدمات لهذه الفئة من المرضى".

وأشار إلى أن نحو "40% من مرضى الفشل الكلوي في غزة توفوا بسبب سوء الوضع الصحي، وعدم حصولهم على الخدمات الطبية الملائمة، إلى جانب عدم توفر المياه الصالحة للشرب، والأدوية، والمسكنات الطبية".

وتابع أن "مرضى الفشل الكلوي يتمكنون من تنفيذ عمليات غسيل الكلى مرتين في الأسبوع بأحسن الأحوال، وبساعات أقل من المتعارف عليها طبيًا"، مشددًا على أن ذلك يأتي في إطار استهداف الجيش الإسرائيلي لفئة المرضى والمنظومة الطبية بأسرها.

أخبار ذات علاقة

منازل مهدمة في غزة

تدمير ممنهج.. إسرائيل تقيم منطقة عازلة على ممتلكات الغزيين

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC