حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن خطة إسرائيلية لاستئناف إدخال المساعدات لقطاع غزة دون اتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، ما يثير التساؤلات حول فرص نجاح هذه الخطة.
وقالت الصحيفة، إن "الجيش الإسرائيلي يستعد لبدء مشروع تجريبي لتوزيع المواد الغذائية على الفلسطينيين في رفح"، مشيرة إلى أن ذلك مرهون بموافقة القيادة السياسية، خاصة أنه من الواضح عدم وجود خيار سوى استئناف إدخال المساعدات للقطاع.
ونقلت الصحيفة، عن مصادر بالجيش الإسرائيلي، قولها إن "الوضع سيزداد سوءًا عندما تبدأ العملية العسكرية الشديدة في رفح، وستصبح مواعيد انتهاء المواد الغذائية أقصر بالمناطق التي سنقاتل فيها مجددًا، والساعة الإنسانية تدق".
وبينت أن "الخطة الجديدة عبارة عن عمليات متعددة ستبدأ بتجربة أولية في رفح، خلال الأشهر المقبلة، بحيث توزع المنظمات الدولية المساعدات على السكان بإشراف مباشر من الجيش الإسرائيلي وبمراكز توسيع يسيطر عليها".
وأشارت إلى أن "التجربة الأولية ستشارك بها شركة أمريكية خاصة، وأنه من غير المستبعد تجميد الخطة في حال لم يوعز المستوى السياسي باستئناف القتال بقوة شديدة، وذلك لأن هدف العملية العسكرية الحالية في القطاع ليس جعل حماس تنهار وهزمها عسكريًا وإنما الضغط عليها لاتمام صفقة تبادل".
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، ناجي البطة، أن "خطة إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة بواسطة الجيش الإسرائيلي تأتي لسببين رئيسيين، الأول الضغط الدولي المتواصل على حكومة بنيامين نتنياهو لتخفيف الحصار عن سكان غزة".
وقال البطة، لـ"إرم نيوز"، إن "السبب الثاني يتمثل في معرفة إسرائيل أن استمرار الحصار سيكون له أثر على المطالبات الدولية بمحاكمة قادتها السياسيين والعسكريين، خاصة مع اقتراب نفاد مخزون المواد الغذائية بالقطاع".
وأشار إلى أن "إسرائيل تعلم جيدًا المدة الزمنية المتبقية لدخول المجاعة لغزة، وهو الأمر الذي تعمل على تجنبه، خاصة وأن ذلك سيفرض عليها وقف الحرب على إثر المطالبات الدولية"، مبينًا أن الخطة المقترحة لا يمكن أن تلبي حاجات السكان.
وأضاف أن "تولي الجيش مهمة توزيع المساعدات فيه الكثير من المخاطر الأمنية، وسيجبره (الجيش) على الاحتكاك المباشر بسكان القطاع"، مؤكدًا أن الأحزاب اليمينية بالائتلاف الحكومي الإسرائيلي لن تقبل بدعم مثل هذه الخطة.
وأشار إلى أن "مثل هذه الخطة لو كانت ناجحة لتحرك الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب ونفذها على أرض الواقع؛ إلا أنها أحد أساليب الضغط على حماس، ولمراوغة المجتمع الدولي وكسب مزيد من الوقت في حصار القطاع".
ويستبعد المحلل السياسي، تيسير عابد، نجاح مثل هذا المخطط الإسرائيلي، خاصة أن توزيع المساعدات سيكون تحت إشراف ومسؤولية القيادة العسكرية، ويحتاج لمناطق عازلة يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي بالكامل.
ويرى عابد، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "هناك خلافات عميقة بين المستويات السياسية والأمنية الإسرائيلية فيما يتعلق بإدخال المساعدات لغزة"، في إشارة إلى عدم وجود رؤية واضحة من قبل المؤسسات الإسرائيلية بهذا الشأن.
وقال عابد إن "الخلاف بين المستويات السياسية والأمنية الإسرائيلية حول إدخال المساعدات إلى غزة، يدفع نحو الوصول لسيناريو توافقي بهذا الشأن"، مبينًا أن هذا السيناريو يتمثل في جعل رفح جنوب القطاع أو بيت حانون شمالًا منطقة عازلة لتوسيع المساعدات.
ووفق المحلل السياسي، فإن "ذلك سيكون بإشراف مباشر من الجيش الإسرائيلي"، متابعًا "سيتطلب ذلك نقل من يريد المساعدة من سكان قطاع غزة إلى هاتين المنطقتين، وهو الأمر الذي سيكون عبر نقاط تفتيش للجيش".