تواجه بلديات قطاع غزة تحديات كبيرة وخطيرة مع اقتراب دخول فصل الصيف، خاصة مع انهيار خدماتها؛ بسبب الحرب المتواصلة في القطاع بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من 18 شهرًا، ما كان سببًا في عجزها عن خدمة السكان.
واستهدفت إسرائيل بشكل متعمد جميع المرافق الخدمية لبلديات القطاع، إلى جانب الدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية في مختلف المناطق، علاوة على تكدس النفايات في الطرقات والأماكن العامة، وعدم القدرة على نقلها للأماكن المخصصة.
وقال منسق اتحاد بلديات قطاع غزة، حسني مهنا، إن "هناك مخاوف من تفاقم الكوارث البيئية والصحية في القطاع مع اقتراب فصل الصيف، نتيجة انهيار منظومة الخدمات الأساسية لدى البلديات، خاصة بعد استئناف الحرب الإسرائيلية والحصار المطبق على غزة.
وأوضح مهنا، لـ"إرم نيوز"، أن "البلديات تواجه أوضاعًا بيئية وصحية غير مسبوقة، وتكدس أكثر من 175 ألف طن من النفايات الصلبة في شوارع وأحياء غزة وحدها"، مبينًا أنه يتعذر على الطواقم المختصة ترحيلها إلى المكبات بسبب استهداف الاحتلال الإسرائيلي لـ134 آلية ومركبة.
وأشار مهنا، إلى أن "البلديات أوقفت مُجبرة خدمات النظافة والمياه والصرف الصحي في معظم المناطق، وأن الحرب كانت سببًا في تدمير البنية التحتية الخدمية، ومنع دخول المعدات وأدوات الصيانة الأساسية"، مبينًا أن البلديات عاجزة عن تشغيل معداتها أو الاستجابة للطوارئ.
وأضاف: "ينذر ذلك بتفشي الأوبئة مع ارتفاع درجات الحرارة وتكاثر الحشرات والجرذان بشكل كبير، كما أن توقف إمدادات المياه من شركة ميكروت الإسرائيلية بشكل كامل فاقم أزمة المياه في القطاع، في ظل تدمير عشرات الآبار وخطوط الضخ المحلية".
وبين أن "ذلك يحرم مئات الآلاف من السكان من المياه الصالحة للشرب، ورفع معدلات التلوث في مناطق عدة، كما أن تفاقم المجاعة وسوء التغذية في القطاع زاد من هشاشة السكان في مواجهة هذه الأزمات، خاصة مع انتشار النزوح الجماعي وتكدس السكان في مناطق الإيواء غير الصحية".
وشدد على أن "بلديات القطاع تقف عاجزة تمامًا أمام كارثة بيئية وصحية قادمة لا محالة إذا لم يتم التدخل الدولي العاجل"، متابعًا "ندعو المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية والإغاثية للتحرك الفوري لتوفير الوقود والمعدات والمساعدات الطارئة".
وأكد المسؤول المحلي ضرورة العمل من أجل تمكين البلديات من أداء دورها الإنساني والبيئي، قائلًا: "نحذر من أن الصيف المقبل قد يكون الأخطر في تاريخ قطاع غزة إذا استمر هذا الانهيار في الخدمات".
