رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي

logo
العالم العربي

عودة ناصر القدوة إلى "فتح".. هل تمهد لإدارة غزة في ظل خطة ترامب؟

القيادي في حركة فتح ناصر القدوةالمصدر: وسائل إعلام فلسطينية

برزت تساؤلات، في أعقاب قرار اللجنة المركزية لحركة فتح إعادة القيادي المفصول ناصر القدوة إلى صفوفها بعد أكثر من 4 سنوات على استبعاده، حول توقيت هذه العودة وما إذا كانت تمهيدًا فعليًا لدور سياسي أو إداري أوسع له في قطاع غزة.

ويتزايد الحديث عن دور محتمل للقدوة وقيادات فلسطينية من التكنوقراط، خاصة مع خطة ترامب للسلام وترتيبات اليوم التالي للحرب، واستئناف النقاش حول حلول دولية، منها لجنة للسلام يترأسها ترامب ويعدّ عرابها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

"بما يتجاوز غزة".. ترامب "متفائل" بالتوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط

دلالات أعمق

عودة القدوة، التي ترافقت مع دعوات عربية متزايدة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، قد لا تكون مجرد إجراء تنظيمي داخلي في فتح، بل ربما تحمل دلالات أعمق تتعلق بإعادة ترتيب إدارة غزة، في ظل سعي إقليمي ودولي لوضع حد للحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، وصياغة هيكل إداري جديد للقطاع قد يكون بقيادة تكنوقراط مستقلين مقبولين دوليًا ومحليًا.

سبق للقدوة أن قدم في سبتمبر/أيلول 2024، مبادرة مشتركة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، لكن عقبات عدة وقفت في طريقها، أبرزها موقف حركة حماس، حدود صلاحيات السلطة الفلسطينية، وقبول المجتمع الدولي بأي قيادة فلسطينية جديدة للقطاع في غياب وحدة سياسية كاملة.

ويقول المحلل المختص في الشأن الفلسطيني، حمادة فراعنة، إن التركيز العربي كان واضحًا في مطالبة القيادة الفلسطينية بإنهاء الانقسام داخل حركة فتح وتقوية مركزها كرافعة سياسية ووطنية، مشيرًا إلى أن انقسام فتح إلى ثلاثة تيارات (عباس، دحلان، القدوة) أضعف قدرتها على المبادرة.

إعادة ترتيب صفوف

ويضيف فراعنة، لـ"إرم نيوز"، أن مؤسسات الحركة والعديد من العواصم العربية والدولية كانت قد دعت سابقًا إلى جمع الفصائل تحت مظلة حوار وطني، لكن نتائج هذه الجهود بقيت نظرية، ورغم الشروط الصعبة التي وضعها عباس لعودة المفصولين، بادر ناصر القدوة ومعه آخرون إلى تقديم طلبات فردية للعودة للحركة، وهو ما استُجيب له.

ما يعني، وفق فراعنة، أن احتمالات إعادة ترتيب صفوف فتح بدأت تأخذ مسارًا جديًا، وقد تشمل مستقبلاً تيار محمد دحلان، ولو عبر شخصيات مثل سمير المشهراوي الذي يقود تيار دحلان.

ويختتم فراعنة بالتأكيد أن الدول العربية، رغم اختلاف أولوياتها، تدفع نحو إنهاء الانقسام الفلسطيني وإعادة توحيد المؤسسة السياسية، وهو شرط لازم لأي عملية إعادة بناء سياسي أو إداري لغزة.

محطة فاصلة

أما عضو المكتب السياسي للجبهة العربية الفلسطينية، عمران الخطيب، فلا يستبعد أن يكون للقدوة دور في إدارة قطاع غزة في المرحلة المقبلة، خاصة إذا تم تشكيل هيئة تكنوقراطية محايدة.

ويشير الخطيب، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن عودة القدوة جاءت ضمن سياق أوسع شمل أيضًا إعادة القيادي توفيق الطيراوي، ما يعني أن الرئيس الفلسطيني لم يعد يضع تحفظات على عودة المفصولين أو المجمدة عضويتهم.

ويؤكد الخطيب أن العمل جارٍ حاليًا داخل فتح للتحضير للمؤتمر الثامن، المؤجل منذ سنوات بسبب الوضع الأمني والسياسي، لا سيما بعد أحداث 7 أكتوبر، ويتوقع أن يكون المؤتمر محطة فاصلة لإعادة ترتيب البيت الداخلي ووضع خارطة طريق نحو الانتخابات العامة.

ويضيف الخطيب أن القدوة، بما يمثله من بعد سياسي وتاريخي، قادر على أن يلعب دورًا جامعًا، ليس فقط في غزة بل في البنية التنظيمية لحركة فتح، ضمن سعي شامل لإعادة الثقة إلى الشارع الفلسطيني عبر أدوات ديمقراطية ومصالحة حقيقية.

قرار إعادة ناصر القدوة لم يكن معزولًا عن المناخ السياسي الراهن، بل جاء ضمن سياق أوسع من محاولات إعادة اللحمة إلى صفوف حركة فتح التي تعاني من انقسامات داخلية متعددة، خاصة بعد فشل محاولات سابقة لعقد مؤتمر جامع أو إجراء انتخابات داخلية موحدة.

أخبار ذات علاقة

آثار الدمار جراء استمرار الحرب في غزة

تحت قيادة "مجلس السلام".. الكشف عن خطة "جيتا" لإدارة غزة

وثيقة القدوة 

القدوة، الذي فُصل في مارس 2021 بعد تشكيله قائمة مستقلة استعدادًا للانتخابات التشريعية التي أُلغيت لاحقًا، كان واحدًا من أبرز الوجوه المطالبة بالإصلاح داخل الحركة.

وقبل يومين أعادت اللجنة المركزية لحركة فتح القدوة إلى صفوفها وإلى منصبه كعضو في اللجنة المركزية، وحصل القرار على 12 صوتًا من أصل 15 عضوًا، في اجتماع عقد في رام الله، استنادًا إلى رسالة وجهها القدوة للرئيس الفلسطيني محمود عباس بطلب العودة.

وكان ناصر القدوة قد أصدر في سبتمبر/أيلول 2024، وثيقة مشتركة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، تتناول مبادرة شاملة لإنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة على قاعدة "حل الدولتين" وحدود 1967، وتضمن المقترح إنشاء مجلس مفوضين من تكنوقراط لإدارة قطاع غزة، مرتبط تنظيميًا بالسلطة الفلسطينية، إلى جانب انتخابات عامة خلال 24‑36 شهرًا، وممر آمن بين غزة والضفة، وتبادل أراضٍ محدود.

واقترحت الوثيقة نشر قوة أمنية عربية مؤقتة بالتنسيق مع قوة فلسطينية لضمان الاستقرار خلال المرحلة الانتقالية، إضافة إلى مشاركة دول مانحة في إعادة الإعمار، وقد لاقت الوثيقة دعمًا دوليًا محدودًا، في حين لم تسلم من انتقادات فلسطينية داخلية.

ولد ناصر القدوة في خان يونس عام 1953، وهو ابن شقيقة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ما أكسبه مكانة رمزية داخل حركة فتح.

وانخرط القدوة مبكرًا في العمل السياسي والدبلوماسي، وكان ممثلًا دائمًا لمنظمة التحرير الفلسطينية في الأمم المتحدة من 1991 حتى 2005، ثم وزير خارجية فلسطين بين 2005 و2006، وفُصل من حركة فتح في مارس/أذار 2021.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC