يواصل الجيش الإسرائيلي، توسيع حدود "الخط الأصفر" في قطاع غزة من خلال نقل المكعبات الخرسانية الصفراء التي تحدد المناطق تحت سيطرته؛ ما يُعد خرقاً واضحاً لاتفاق الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ في نوفمبر 2024.
وقالت مصادر فلسطينية لـ"إرم نيوز" إن التوسع الإسرائيلي التدريجي في حدود الخط الأصفر رفع من نسبة المساحة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي إلى نحو 60% من إجمالي مساحة قطاع غزة؛ ما يمثل انتهاكًا جديدًا لاتفاق وقف إطلاق النار وخطة ترامب للتسوية في القطاع.
وأكدت المصادر، أن شهر نوفمبر الماضي شهد قيام الجيش الإسرائيلي بتوسيع حدود الخط الأصفر ثلاث مرات حيث جرى نقل المكعبات الصفراء داخل الأراضي التي تقع خارج سيطرة الجيش.
وأشارت المصادر، إلى أن استمرار الجيش الإسرائيلي في التوسع بحدود الخط الأصفر يهدف إلى محاولة فرض واقع جديد على الأرض قبل أي تسوية دائمة وذلك رغم الإدانات الدولية للانتهاكات الإسرائيلية.
وتفصيلًا، فقد أظهرت المعلومات الميدانية أن عملية التوسع الأولى في حدود الخط الأصفر جرت في حي الشجاعية؛ ما أدى إلى تهجير إضافي ودمار واسع في المنازل والمباني السكنية في الحي.
أما عملية التوسع الثانية فقد جرت في منطقة بني سهيلا، حيث استيقظ سكان مركز إيواء تابع للأونروا (مدرسة ملك) ليجدوا أنفسهم محاصرين بعد ضم المدرسة إلى الخط الأصفر؛ ما يُعيق إيصال المساعدات الإنسانية ويُفاقم الأزمة الإنسانية.
وشهد مخيم جباليا عملية التوسع الثالثة حيث تم نقل المكعبات الخرسانية الصفراء عشرات الأمتار غرباً؛ ما يُوسع المنطقة العازلة ويمنع عودة آلاف النازحين إلى منازلهم، وسط تقارير عن هدم مبانٍ إضافية لإنشاء حواجز أمنية.
وتعكس عمليات التوسع في حدود الخط الأصفر، التي تؤكد المصادر الفلسطينية أنها تتم تحت غطاء الأمن القومي، إستراتيجية القضم التدريجي التي تنفذها إسرائيل وتهدف إلى تحويل الخط إلى حدود دائمة، مع السيطرة على الأراضي الزراعية والمياه الجوفية في المناطق المضمومة.
وكان رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير وصف الخط بأنه «خط حدودي جديد» و«دفاعي هجومي»، بهدف منع عودة حماس إلى السلطة وتقليل التهديدات على المستوطنات المحاذية.
من جانبها وصفت حركة حماس التوسع الإسرائيلي في حدود الخط الأصفر بـ«نكبة ثانية» ودعت إلى ردود دولية فورية، مشيرة إلى أن الضم يُعيق عودة النازحين ويُفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.
ومع اقتراب موعد نشر قوات الاستقرار الدولي في غزة وتنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب يبقى السؤال.. هل سيؤدي هذا التوسع في حدود الخط الأصفر إلى تصعيد جديد، أو سيدفع الضغط الدولي إسرائيل نحو الانسحاب؟