logo
العالم العربي

اعتقالات وقتل وإعدامات.. جيش البرهان "يفتك" بالمدنيين في السودان

اعتقالات وقتل وإعدامات.. جيش البرهان "يفتك" بالمدنيين في السودان
مقاتلان في الجيش السودانيالمصدر: أ ف ب
10 أبريل 2025، 3:30 م

قالت مصادر سودانية إن عمليات القتل والاعتقال على أساس العرق والجهة زادت في العاصمة الخرطوم، مع سيطرة الجيش السوداني وكتائب الحركة الإسلامية.

وأوضحت المصادر أنه تم تنفيذ سلسلة تصفيات وإعدامات بطرق بشعة بحق مئات المدنيين، لمزاعم التعاون مع قوات "الدعم السريع".

وبحسب المصادر المحلية، داهمت الميليشيات الموالية للجيش منازل المواطنين في "جنوب الحزام"، حي شعبي جنوب الخرطوم، واقتادت مجموعة كبيرة من الرجال إلى جهة مجهولة، لا يعرف مصيرهم حتى الآن، ما إذا كانوا أمواتًا أم أحياء. 

وقال أحد سكان الحي، لـ"إرم نيوز"، شريطة عدم ذكر اسمه خوفًا من ملاحقته، إن الاعتقال يستهدف أي شخص تتحدر أصوله من إقليمي دارفور وكردفان غرب السودان.

وأضاف أنه أثناء عمليات القبض العشوائي كان يتعرض الأشخاص إلى الضرب بأعقاب البنادق والخراطيش وكل شيء حاد يحمله عناصر الميليشيات في أيديهم، ورغم تدفق الدماء الغزيزة من أجساد هؤلاء الأشخاص، إلا أن ضرب العناصر لا يتوقف.

أخبار ذات علاقة

قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان

تنديد أممي بعمليات إعدام "مروّعة" نفذها الجيش السوداني في الخرطوم

 "الغرابة"

من جانبه، قال شاهد عيان آخر، إن ميليشيات الإسلاميين المرافقة للجيش أعدمت أكثر من 20 رجلًا رميًا بالرصاص في أحياء متفرقة من جنوب الحزام، ولا يعرف مصير من تم اقتيادهم.

وأضاف الشاهد، خلال حديث عبر الهاتف مع "إرم نيوز"، كانوا يصفونهم بــ"الغرابة" نسبة لغرب السودان.

وتابع: "كان أول سؤال يوجه للمعتقل حول ما إذا كان ينتمي إلى قبائل الرزيقات أو المسيرية؟".  وأكد الشاهد رؤيته وآخرون لعشرات الجثث من المواطنين ملقاة في الطرقات. 

وأشار إلى أنه بعد دخول الجيش القصر الجمهوري غادرت مئات العوائل جنوب الحزام إلى كردفان ودارفور خوفًا من تعرضهم للقتل والعنف، رغم أنهم قدامى السكان في المنطقة.    

بدوره، قال المواطن (أ، ف) إن أفرادًا بالزي العسكري للجيش السوداني اعتقلوا أحد أقربائه من الدرجة الأولى من منزله في ضاحية الكلاكلة، جنوبي الخرطوم، ولا يعرفون مصيره.

وأضاف: "خلال اتصالاتي بالجيران في الحي تحدثوا عن اختفاء أعداد كبيرة من الشباب، ويرجحون بشدة أنه تمت تصفيتهم".

وأبلغ عدد من السكان أن ميليشيات كتائب البراء بن مالك، كانت تلقي القبض على الشباب وتقوم بعصب أعينهم وربط أيديهم وراء ظهورهم، ويتم نقلهم في سيارات عسكرية إلى جهات غير معلومة، ولا يظهرون مرة أخرى.

وأفادت المصادر بأن ذوي المعتقلين ظلوا يجوبون أقسام الشرطة والمعتقلات والسجون دون أن يجدوا أثرًا لأبنائهم.

وأوضحت أنه تم اعتقال عدد من الشباب المتطوعين في لجان المقاومة الذين كانوا يعلمون في غرف الطوارئ والمطابخ لتقديم الغذاء للمواطنين طيلة فترة الحرب، بزعم التعاون مع قوات الدعم السريع، مؤكدة أن "هذه المزاعم غير صحيحة البتة".

وقال أحد زملاء هؤلاء الشباب، إن كثيرا من أعضاء لجان المقاومة الشعبية هربوا إلى خارج البلاد مع سيطرة الجيش على الخرطوم، خوفًا من تعرضهم للتصفية الجسدية أو الاحتجاز الطويل في معتقلات وسجون الجيش السوداني، التي يتعرض فيها المعتقلون للتعذيب الشديد والإهمال.

وتعتقد المصادر المحلية، التي تحدثت لــ"إرم نيوز"، أنه من الصعب في الوقت الحالي الوصول إلى حصر دقيق لأعداد ضحايا التصفيات والقتل العشوائي والمعتقلين؛ بسبب التضييق الشديد والرقابة التي تفرضها قوات الجيش على الاتصالات المحلية في منطقتي جنوب الحزام وأحياء الكلاكلات.

وأشارت إلى أن كل من تم اعتقالهم من منازلهم للتحقيق في أحياء الكلاكلات، لم يطلق سراحهم، وربما يكونوا في عداد الأموات.

توثيق للتصفيات

بدورها، تقول المفوضية السامية لحقوق الإنسان، إنها تلقت تقارير موثوقة تفيد بتنفيذ عمليات قتل خارج إطار القانون على نطاق واسع ضد المدنيين في الخرطوم، عقب استعادة الجيش السوداني السيطرة على المدينة.

وأشارت إلى وقوع العديد من حالات الإعدام بإجراءات موجزة لمدنيين في عدة مناطق بالخرطوم، للاشتباه بتعاونهم مع قوات الدعم السريع.

واستندت المفوضية على مقاطع فيديو بعد التدقيق فيها، تظهر رجالًا مسلحين، بعضهم يرتدي الزي العسكري، وآخرين بملابس مدنية، ينفذون إعدامات بدم بارد ضد مدنيين في أماكن عامة، وأن ما لايقل عن 20 مدنيًا، بينهم أمرأة واحدة قتلوا في منطقة جنوب الحزام.

أما محامو الطوارئ "هيئة حقوقية"، فقد وثقت مقاطع فيديو لتصفيات ميدانية نفذها أفراد من الجيش السوداني والمجموعات التي تقاتل معه بحق مدنيين وأسرى في أحياء العاصمة الخرطوم (جبل أولياء، الجريف غرب، الصحافة، الأزهري، والكلاكلات).

وأشارت الهيئة إلى أن عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء التي تمت في الخرطوم في مواجهة محاكمة عادلة، تعد جرائم حرب بموجب القانون الدولي الإنساني، وأن تكرار هذه الجرائم بعد سيطرة الجيش السوداني على مدينة ودمدني، عاصمة ولاية الجزيرة، يؤكد أنه ينفذ سياسة ممنهجة. 

أخبار ذات علاقة

مجازر الجيش السوداني

أبرز مجازر الجيش السوداني مع دخول الحرب عامها الثالث (إنفوغراف)

 تصفيات بولاية سنار

وبدأت تصفيات المدنيين بدخول الجيش السوداني والميليشيات الإسلامية المتحالفة معه في ولاية سنار، إذ قتل العشرات من المواطنين العزل، كما تم أسر المئات منهم، وترحيلهم إلى سجون ومعتقلات في ولايتي الجزيرة والقضارف. 

وبعد استعادة الجيش السوداني مدينة ودمدني في يناير/ كانون الثاني الماضي، انتشرت تسجيلات مصورة لفرد بزي عسكري يذبح مدنيًّا.

وتلا ذلك مقطع فيديو حظي بتدوال واسع على منصات التواصل الاجتماعي، يُظهر عناصر يرتدون سترات مطبوع عليها شعار قوات لواء البراء بن مالك، أحد الأذرع العسكرية للحركة الإسلامية، وهي تلقي بأحد الأشخاص من فوق جسر حنتوب في النهر، وتطلق الرصاص الحي عليه.  

ومن اختار البقاء في منطقته على النزوح داخليًّا أو اللجوء إلى دول الجوار لأي ظرف، أصبح موضع شك واتهام، بأنه "متعاون"، وقد يتعرض للتصفية الجسدية ذبحًا أو برصاص الجيش السوداني أو القوات الموالية له.

من جانبها، قالت مصادر أخرى في عدد من أحياء شرقي الخرطوم، إن المداهمات لا تزال مستمرة، وإن قوات من الجيش والميليشيات تواصل مداهماتها للمنازل، وتلقي القبض على الشباب في الشوارع، دون أي مبررات، يتعرضون خلالها للضرب والإهانة.

وأضافت أن سكان تلك الأحياء ممن تعود جذورهم إلى أصول أفريقية هم الأكثر تعرضًا للمضايقات.  

ويحتجز الجيش السوداني الآلاف من المدنيين في السجون ومراكز الاعتقال بالخرطوم وودمدني وغيرها من المدن، بمزاعم التعاون أو التخابر مع قوات الدعم السريع، وسط تقارير إعلامية تفيد بأنهم يتعرضون للتعذيب والتجويع، مما أدى إلى وفاة المئات.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC