logo
العالم العربي

الجيش السوداني يعمّق مأساة المدنيين بالمسيّرات الإيرانية

الجيش السوداني يعمّق مأساة المدنيين بالمسيّرات الإيرانية
تصاعد الدخان خلال غارات جوية في وسط الخرطومالمصدر: أ ف ب
10 أبريل 2025، 12:09 م

تصاعدت أعداد ضحايا الصراع في السودان في الأشهر الأخيرة من عام 2024 والأولى من عام 2025، بفعل الطائرات المسيّرة الإيرانية والتركية  التي حصل عليها الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان.

 وبعدما كان يقتل المئات في شهر واحد، في العام الأول من الحرب، بات هذا الرقم يسجل في يوم واحد، مثلما حدث في مجزرة في سوق طرة شمال دارفور، حيث قُتل 300 مدني في هجوم للجيش بطائرات مسيّرة.

أخبار ذات علاقة

طائرات بدون طيار من طراز "TB2 "

واشنطن بوست: أدلة تثبت تورط شركة أسلحة تركية بتأجيج حرب السودان

وشكلت الطائرات المسيّرة عاملاً سلبياً في زيادة أعداد الضحايا، خصوصاً مع سعي الجيش المحموم لحسم الصراع وبأعلى كلفة بشرية، لتتزامن مع كشف صحيفة "واشنطن بوست" في يناير/ كانون الثاني الماضي عن تورط شركة أسلحة تركية في تأجيج النزاع المسلح في السودان، عبر إرسال شحنات سرية من الطائرات المسيرة والصواريخ إلى الجيش، بعضها كان محمّلاً بغازات سامة.

ويؤكد عمار سعيد، الباحث في الشأن السياسي السوداني، أن هذا الاستخدام "المكثّف" مع استغلال عامل الجغرافيا والسيطرة في نطاق المنطقة، أسهم في دمار كبير أحدثته هذه المسيّرات، لافتاً إلى مشاهد مروّعة لفيديوهات منتشرة، خصوصاً في معركة السيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم.

معركة القصر

ويوضح عمار سعيد، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الجيش السوداني والميليشيات المتحالفة معه درّبت منسوبيها على استخدام هذه المسيّرات وعلى التحكم بها قبل معركة القصر الجمهوري، معتبراً أن هذا يشكّل "تطوراً خطيراً في الصراع"، وهو يشير بذلك إلى عدد الضحايا الذين يمكن أن يسقطوا خلال عمليات هذا النوع من المسيّرات. 

"هذه المسيرات تثير القلق خصوصاً أنها في أيدي جماعات إرهابية" بحسب الباحث عمار سعيد، محذّراً من خطورة أن تواصل هذه الميليشيات المتحالفة مع الجيش استخدام هذه المسّيرات بكثافة، إذ إن ذلك يعني ارتفاعاً في أعداد الضحايا المدنيين. 

أخبار ذات علاقة

آثار المعارك في أحد شوارع مدينة "ود مدني"

"الدعم السريع" لـ"إرم نيوز": البرهان سلم السودان إلى إيران

صفقة المسيّرات

الانتهاكات المروّعة التي ارتكبها الجيش، تمّت بمشاركة نوعية لمسيّرات تركية وأخرى إيرانية، وتزامنت مع تقارير صحفية تحدثت عن إرسال إحدى الشركات شحنات سرية من الطائرات المسيرة إلى الجيش السوداني.

وفي أكثر من مناسبة تمكنت قوات الدعم السريع من إسقاط مسيرات تابعة للجيش كان يستخدمها لقصف مواقع مدنية، تبين أنها إيرانية الصنع، وكان أغلبها من نوع شاهد 129.

ومؤخراً كشف موقع "إيران إنترناشيونال" عن معلومات استخباراتية تفيد بأن الحرس الثوري الإيراني أرسل، في الـ17 من مارس الماضي، شحنة أسلحة إلى السودان عبر طائرة شحن تابعة لشركة "فارس إير قشم"، الخاضعة لعقوبات دولية. 

الطائرة، من طراز بوينغ 747 وتحمل رمز التسجيل "EP-FAB"، انطلقت من طهران ونفّذت عملية تسليم سرية في بورتسودان، يُعتقد أنها شملت طائرات مسيّرة من طراز "مهاجر 6" و"أبابيل 3"، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدروع.

ورغم محاولات إخفاء المسار الحقيقي عبر إيقاف أنظمة التتبع الجوي، أظهرت بيانات موقع "فلايت رادار 24" أن الطائرة نفّذت رحلة إلى بورتسودان، وعادت إلى طهران في اليوم نفسه. 

مصدر استخباراتي أوروبي أكد أن هذه الشحنات تُسلّم للجيش السوداني، وتُستخدم في الصراع الداخلي ضد "قوات الدعم السريع".

وليست هذه المرة الأولى. الطائرة ذاتها شاركت في نقل شحنات مماثلة خلال العام الماضي. 

وتؤكد صور الأقمار الصناعية وتقارير إعلامية أن الطائرات الإيرانية المُسيرة استخدمت فعلياً في الحرب الأهلية السودانية، كما شوهدت صواريخ "صاعقة 2" في معسكرات الجيش السوداني.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC