رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي

logo
العالم العربي
خاص

بعد إقرار خطته.. ما "الإعلانات المثيرة" التي سيكشفها ترامب بشأن غزة؟

الرئيس الأمريكي يستضيف ولي العهد السعودي في البيت الأبيضالمصدر: رويترز

يبدو أن شخصية رجل الأعمال التي تسيطر على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستفرض نفسها على تعامله مع مستقبل غزة في الفترة المقبلة، وذلك بعد أن أعلن خلال احتفائه بإقرار مجلس الأمن مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة، يؤيد خطته لإنهاء الحرب في القطاع، أن بحوزته مفاجآت سيقدمها في الأسابيع المقبلة وصفها بـ"الإعلانات المثيرة". 

أخبار ذات علاقة

غزة

عالقة بين نموذجين.. خلافات معقدة تهدد خطة نشر القوة الدولية في غزة

ويقول مصدر دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى، إن إعلانات ترامب المنتظرة بشأن مستقبل غزة والتي سيكشف عنها خلال الفترة المقبلة ستكون اقتصادية واستثمارية بامتياز، ومن بينها العمل على إنشاء مطار دولي وميناء عالمي في غزة، وأيضا شكل ونوعية الشخصيات الذين سيكونون ضمن مجلس السلام "الانتقالي" الذي يعمل على تأسيسه لحكم القطاع.

 وأوضح المصدر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "الإعلانات المثيرة" تتعلق بإنشاء منطقة اقتصادية حرة تشمل استثمارات في قطاعات الطاقة والملاحة والتكنولوجيا وريادة الأعمال ومجالات تجارية وصناعية، يكون على أساسها ضخ أموال واستثمارات لشركات أجنبية وعربية، ينتج عنها ديناميكية في الإعمار.

وأكد المصدر أن المخطط الاقتصادي تنموي يستهدف أن تتحول غزة "المهدمة" إلى منطقة جاذبة للاستثمارات والتجارة الدولية، وفي الوقت نفسه، يسهم ذلك في تحريك عجلة إعادة الإعمار عبر الاستثمارات والمساعدات التي ستضخ في هذا الإطار.

 وبين المصدر أن "الإعلانات المثيرة" للرئيس الأمريكي بخصوص غزة سيكون بعضها مرتبطا بتشكيل مجلس السلام العالمي وأعضائه، الذين سيكون من بينهم شخصيات لها علاقة بالبعد الاقتصادي، وسيقدم أسماء ليست مطروحة وغير متوقعة، سياسية واقتصادية واستثمارية، وسيكون منهم مقربون منه.

 ولفت المصدر إلى أنه خلال الأسابيع المقبلة سيكون السعي ضمن إنجاز خطة إعمار قطاع غزة بشكل واقعي، والغرض الأساسي من وجود شخصيات تنموية الخروج بتصور اقتصادي كبير لتقديم غزة جديدة قائمة على بنية تحتية ذات بعد تنموي واقتصادي، وقد تكون هناك تحالفات استثمارية في مشروعات تنموية من شخصيات فلسطينية سياسية واقتصادية، يؤمنون بدور بمجلس السلام الانتقالي.

 وفي هذا السياق، أوضح المخطط الاستراتيجي في الحزب الجمهوري إيلي بريمر، أن ترامب اعتمد تاريخيا نهجا غير تقليدي وواسع النطاق لحل النزاعات وصياغة اتفاقيات السلام مقارنةً بأسلافه.

 وأضاف بريمر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه عادة ما يقدم ترامب في الملفات المعقدة حلولا اقتصادية قائمة على الاستدامة، إيمانا منه بأن ذلك يزيد من فرص التوصل إلى حل طويل الأمد ولا يخلق الأزمة من جديد، وهو ما يريده في غزة.

 ويتوقع بريمر في هذا الصدد، أن تركز إعلانات ترامب المنتظرة على مستقبل اقتصادي مستدام في غزة مع حزمة دعم متعددة الجنسيات تتجاوز كثيرا تقديم المساعدات المالية المباشرة، لتطرح رؤيةً لواقع مالي مستقر في غزة.

 ويرجح بريمر أن يكون ضمن مخطط ترامب اقتراح حل أمني متعدد الجنسيات يحمي مصالح إسرائيل بشكل موثوق في المستقبل.

 وبدورها، ترى الباحثة السياسية الفلسطينية، الدكتورة تمارا حداد، أن إعلانات ترامب "المثيرة" بخصوص مستقبل غزة، تتلخص بشكل كبير في المسار المستقبلي للقطاع الذي سيكون اقتصاديا وتنمويا لتحويلها إلى غزة الجديدة وأيضا الشخصيات التي ستكون ضمن أعضاء مجلس السلام الذي سيحكم غزة مؤقتا.

 وتعتقد حداد في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ما وعد به ترامب هو مشروع تنموي خالص يستهدف تحويل غزة إلى سنغافورة ولكن برؤية أمريكية تأخذ أفقا اقتصاديا واستثماريا متنوعا، وفي ما يتعلق بالأفق السياسي سيكون ضمن مسار طويل الأمد ويأخذ وقتا طويلا لتسوية القضية الفلسطينية إذا تم ربطها بإصلاح السلطة وإعادة بناء المؤسسات.

وأفادت حداد بأن هناك شرطا لعملية إنهاء التسوية السياسية بإصلاح السلطة الفلسطينية حتى تتحول إلى دولة فلسطينية مرجحة بإعلان ترامب خلال العامين القادمين عن رؤيته لأفق سياسي بعد المرحلة الانتقالية كتوجه ليكون للسلطة دور بعد إصلاحها عقب انتهاء عمل مجلس السلام في 2027.

وأشارت إلى أنه خلال العامين المقبلين، سيتسلم مجلس السلام شخصيات دولية ومن المحتمل أن يكون جاريد كوشنر أو ستيف ويتكوف إحدى هذه الشخصيات، في ظل معارضة عربية وفلسطينية لطرح اسم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.

 واستكملت أن مجلس السلام سيكون بمثابة تشكيل هيكل حكومة تكنوقراط مؤقتة بمعنى أن يكون هناك وجود فلسطيني ولكنه مرتبط بالمجلس الذي تشرف عليه الولايات المتحدة؛ لأنه ستكون هناك آلية رقابة من واشنطن، لاسيما أن قرار مجلس الأمن يجعل الولايات المتحدة تتسلم زمام الأمور لتنفيذ رؤية بوجود شخصيات منها كوشنر وويتكوف للعمل على شراكات اقتصادية تمول الإعمار. 

أخبار ذات علاقة

طفل تنظر من داخل أحد مخيمات النزوح في غزة

السلطة ترحب والفصائل تحذر.. قرار مجلس الأمن بشأن غزة يقسم الفلسطينيين

 وتابعت حداد أن الإعلانات "المثيرة" لترامب ستحدد بشكل فعلي من سيحكم غزة مؤقتا، وفي ما يتعلق بالبعد الأمني، ستأتي قوات حفظ الاستقرار من قوات دولية تقبل المشاركة بالإضافة إلى قوات فلسطينية من الداخل، من جهة، ومن جهة أخرى، طرح رؤية إعادة الإعمار عبر شراكات اقتصادية ومساهمات دولية كبيرة في هذه العملية.

واستطردت أن غزة أصبحت جزءا لا يتجزأ من ترتيبات أمنية إقليمية جديدة ومسار السلام الاقتصادي الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، وأيضا جزءا من ترتيبات واقع جديد وهيكلية إقليمية جديدة لا تصلح إلا بإنهاء حكم حركة حماس ونزع سلاحها وليس هي فقط ولكن تنظيمات أخرى في المنطقة.

 وأشارت حداد إلى أن ما فرض اليوم على قطاع غزة من رؤية أمريكية يجهز لتنفيذها في مناطق أخرى منها جنوبي لبنان، أي أن الترتيبات الأمنية المستقبلية في المنطقة ستكون أمريكية بحتة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC