logo
العالم العربي

بعد سقوط سنجة.. هل عجزت قوات البرهان عن إدارة عملياتها العسكرية؟

بعد سقوط سنجة.. هل عجزت قوات البرهان عن إدارة عملياتها العسكرية؟
الدخان يتصاعد خلال مواجهات في الخرطومالمصدر: رويترز - أرشيف
03 يوليو 2024، 8:57 ص

فيما يشبه الانهيار للجيش السوداني واصلت قوات الدعم السريع تقدمها في ولاية سنار، عقب سيطرتها على عاصمتها مدينة سنجة، وسط اتهامات لقيادة الجيش بعجزها عن إدارة العمليات العسكرية.

وجاءت سيطرة قوات الدعم السريع على عاصمة ولاية سنار بالتزامن مع زيارة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان للمنطقة، ما اعتبره خبراء دليلًا على عدم قدرة الرجل وجهاز استخباراته على إدارة العمليات العسكرية.

ووفق مصدر عسكري، فإن الجيش السوداني يعاني نقصًا حادًّا في الإمداد العسكري من حيث المقاتلين والسلاح؛ ما جعله يستعين بالميليشيات، مثل: المقاومة الشعبية والمستنفرين والحركات المسلحة، مشيرًا إلى أنه فشل أيضًا في توفير السلاح لكل المستنفرين الذين تطوعوا للقتال بجانبه.

أخبار ذات علاقة

أعمدة دخان تتصاعد جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع

"الدعم السريع" يطالب بتحقيق دولي في قصف المدنيين بـ"سنار"

 

خلافات القيادات

وأكد المصدر لـ"إرم نيوز" أن الجيش السوداني يعاني أيضًا تباين وجهات النظر بين قياداته الأربعة لدرجة تكاد تصل إلى الخلافات؛ ما أثر على العمليات العسكرية، وتسبب في الهزائم التي تلقاها من قوات الدعم السريع في جبهات مختلفة.

وأشار إلى أن التباينات كانت واضحة خلال الفترة الماضية بين نائب القائد العام للجيش السوداني الفريق شمس الدين كباشي، ومساعد القائد العام الفريق ياسر العطا، حول العمليات العسكرية والتدخلات السياسية من منسوبي نظام الرئيس السابق عمر البشير في معسكرات الجيش.

وأضاف أن انشغال الجنرالات بمهام سياسية وتنفيذية جعلهم بعيدين عن الميدان العسكري؛ ما عرّضهم للهزائم.

يشار إلى أن البرهان ونائبه كباشي ومساعديه ياسر العطا وإبراهيم جابر، يشغلون عضوية مجلس السيادة، ويشرفون على وزارات تنفيذية بحكومة بورتسودان.

أخبار ذات علاقة

5dc6cddf-ce46-45d8-84b8-a919333b172d

"الدعم السريع" تسيطر على مواقع جديدة في سنار

 

تقدم الدعم السريع

ومنذ سيطرتها على مدينة سنجة واصلت قوات الدعم السريع، تقدمها عسكريًّا على حساب الجيش السوداني، إذ أعلنت أول أمس الاثنين سيطرتها على مواقع عسكرية جديدة بولاية سنار، قائلة إن هناك انهيارًا كبيرًا وسط قوات البرهان.

وقالت قوات الدعم السريع على منصة "إكس" إنه "مواصلة لسلسلة انتصاراتها العظيمة، سجلت اليوم نصرًا جديدًا بتحرير اللواء 67 مشاة واللواء 165 مدفعية التابعين للفرقة الـ17 بمدينة سنجة"، مؤكدة أنها بذلك بسطت سيطرتها التامة على المنطقة، وتزحف نحو أهداف جديدة.

وأضاف البيان أن "الانتصارات المتتالية لأشاوس قوات الدعم السريع في جميع المحاور بما في ذلك تحرير الفرقة الـ17 سنجة، ستفتح الباب واسعًا لتحرير ما تبقى من الوطن من براثن الحركات المتطرفة وكتائبها وقياداتها في القوات المسلحة، الذين أشعلوا الحرب، وتسببوا في كل المآسي التي يعانيها شعبنا".

وأكدت قوات الدعم السريع أنها "ستقوم بواجبها كاملاً في تأمين وحماية المدنيين، وإعادة الحياة إلى وضعها الطبيعي بفتح الأسواق والمستشفيات وتوفير الخدمات الأساسية"، داعية المواطنين الذين نزحوا بسبب قصف الطيران للعودة إلى منازلهم.

وأضاف البيان أن "قوات الدعم السريع مصممة على إنهاء الحرب لمصلحة الشعب، بتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار، وبناء السودان على أسس جديدة وعادلة، ترفع الظلم والتهميش عن جميع الشعوب السودانية".

وكانت قوات الدعم السريع، بسطت يوم السبت سيطرتها على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار بعد معارك لم تدم طويلًا، في خطوة مفاجئة، لينتقل الصراع بعدها من الجزيرة إلى ولايات جديدة.

وتقع مدينة سنجة في الاتجاه الجنوبي من مدينة سنار على مسافة نحو 60 كيلو مترًا، ولا سبيل أمام القادمين من جهة الشمال إلّا المرور عبرها للوصول إلى سنجة، بيدَ أن قوات الدعم استخدمت طرقًا غير مألوفة للوصول إلى عاصمة الولاية، وفق شهود عيان.

خلل في القيادة

ويرى الضابط المتقاعد في الجيش السوداني خليل محمد سليمان، أن هناك خللًا في قيادة الجيش، مطالبًا بحل جهاز الاستخبارات.

وقال سليمان على صفحته بموقع فيسبوك، إنه "سبق وطالب بحل جهاز الاستخبارات التابع للجيش السوداني، وأن تعمل كل وحدة بجهدها في حدود مسؤولياتها في توفير المعلومة وتحليلها والتعامل معها في إطارها الضيّق، الذي يخدم مصلحة الوحدة وحياة أفرادها وحماية المواطنين في حدود مسؤوليتها".

وأشار إلى أنه طرح هذه الفكرة؛ لأن مركزية العمل الاستخباري في ظل جهاز مخترق ستكون آثاره مدمرة وباهظة التكاليف، مشيرًا إلى أن ما يحدث هو نتيجة الإخفاق الاستخباراتي للجيش السوداني.

وردًّا على من يعتبرون جهاز الاستخبارات "جهازًا عريقًا" يقول خليل، "نعم، هو جهاز عريق ومنظم، لكن هناك أشياء بعيدة عن مهمته الأساسية"، موضحًا أن "الجيش عريق في التجارة والسمسرة وتهريب الذهب والتخطيط للتآمر السياسي".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC