تضاربت التقييمات والتوقعات في الإعلام العبري حول إتمام اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وميليشيا حزب الله في لبنان.
ولا يستبعد الإعلام العبري الاستمرار بالتصعيد من الجانبين خلال وصول المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين المرتقبة لبيروت، للدخول في النقاشات شبه النهائية للاتفاق.
وتعلق القناة 12 الإسرائيلية إن تل أبيب عاشت ليلة صعبة في ظل الاتصالات المتقدمة للتسوية في لبنان، حيث كان هناك إطلاق نار ودمار في إسرائيل قبل زيارة هوكشتاين إلى بيروت.
حيث واصل حزب الله إطلاق النيران على إسرائيل، ووصل عدد الصواريخ إلى حوالي 130 إطلاقاً من لبنان.
ومع التصعيد الحاصل تضاربت الأنباء حول زيارة هوكشتاين إلى بيروت، وتم تبليغ إسرائيل أن مبعوث بايدن سيأتي بالفعل، بعد تلقي توضيحات تسمح بتوقيع التسوية.
ومن المنتظر أن يلتقي المبعوث برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.
ورصد الإعلام العبري توابع الإشارات الإيجابية لموافقة حزب الله على التسويه في لبنان، وارتباطها بالتصعيد، حيث بينت بعض المواقع الإسرائيلية أن المستوى السياسي الإسرائيلي هو من بدأ التصعيد منذ الأسبوع الماضي بالانتقال للخط الثاني بالقرى، والعودة للضربات القوية المتلاحقة في الضاحية.
وتوقع الإعلام الإسرائيلي أن التوقيع على الاتفاقية سيتم بعد زيارة هوكشتاين، وربما حتى خلال أيام قليلة، خاصة أن الحديث يدور حول الرسائل التي تلقاها الرئيس الأمريكي جو بايدن في إطار المتطلبات الإسرائيلية.
وتحدثت صحيفة "يسرائيل هايوم" المقربة من نتنياهو، عن تشاؤم في تل أبيب من التوصل لاتفاق في هذه الأجواء .
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن اتفاق لبنان لن يتم في الأيام المقبلة، ونسبت هذا التشاؤم للحكومة، حيث أدعت أن الاتفاق قد يتأخر بسبب مناوشات بيروت في التحفظات على الخطوط العريضة الأمريكية التي تمت صياغتها وفق المتطلبات الإسرائيلية.
ووصلوا حتى إلى أن الترتيبات للاتفاق في لبنان خادعة، فالمبعوث الأمريكي سيذهب بالفعل إلى بيروت، لكن في إسرائيل التوقعات أقل إيجابية، ويقولون إنه حتى الآن لم يصل أي رد رسمي على وثيقة الاتفاق التي قدمت إلى لبنان.
وذلك بعد إشارات من الحكومة اللبنانية ورئيس مجلس النواب حول مطالبات بإدخال تغييرات على مسودة الاتفاق.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي لـ"إسرائيل اليوم" إن التوصل إلى اتفاق قد يتأجل في ظل التناقض اللبناني، وفي إسرائيل تجري الاستعدادات لتنفيذ الاتفاق وانسحاب القوات، لكنهم في الوقت نفسه يقولون: "سنزيد من شدة النار حتى توقيع الاتفاق رسمياً".
وأكد مسؤول سياسي إسرائيلي آخر للصحيفة الإسرائيلية أن التوصل إلى اتفاق غير مرجح في الأيام المقبلة، وذلك على عكس التفاؤل الحذر الذي عبرت عنه أطراف سياسية في الأيام الأخيرة بشأن الرغبة في التوصل إلى اتفاق قريباً.
في الوقت نفسه، توافق إسرائيل على خطط إضافية لتنفيذ هجمات جديدة في الضاحية، من اغتيالات وإلحاق أضرار مستمرة بالبنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود مع إسرائيل، مع التركيز على القرى التي تم فيها بناء بنية تحتية واسعة النطاق للأنفاق داخل المنازل.
وتدعي إسرائيل وفق "يسرائيل هايوم" أن القضية الأكثر أهمية في الطريق إلى التسوية البعيدة في لبنان هي ما يعرفه الجيش الإسرائيلي على أنه حرية عمل في جميع أنحاء لبنان، إذا قام حزب الله بتسليح نفسه أو الاستعداد لإيذاء الإسرائيليين.
وفي هذا النطاق، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في جلسة مجلس الوزراء ولأعضاء لجنة الشؤون الخارجية والأمن الذين قدم لهم نظرة عامة واسعة عن المشهد: "الورق مجرد ورق".، وإذا وافق لبنان على الاتفاق الذي يتضمن تسليح الجيش اللبناني ووضعه على الأرض، إلى جانب دفع حزب الله إلى ما وراء الليطاني، سيكون لدينا التمتع بالأغلبية اللازمة لتمرير الاتفاق.
وفي مجلس الوزراء، من المتوقع أيضًا أن يدعم كبار المسؤولين الحكوميين من غير أعضاء الليكود التسوية بالجبهة الشمالية، بشرط أن يستمر القتال في غزة وستستمر حتى تحقيق أهداف الحرب، حسب "يسرائيل هايوم".