تباينت آراء الخبراء بشأن أثر خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة وتهديداته لحركة حماس وتبعاتها على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن والأسرى مع إسرائيل.
ويصر ترامب على تنفيذ خطته بشأن غزة التي تقوم على أساس تولي الولايات المتحدة إدارة القطاع في اليوم التالي للحرب، وتحويله إلى جهة استثمارية، إلى جانب نقل سكانه للخارج قبل البدء بعملية إعادة الإعمار الشاملة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "المماطلة الإسرائيلية وإعلان ترامب عن خطته للإخلاء وإعادة الإعمار، خلقا شعورًا لدى حماس بأن إسرائيل تخطط لتمديد المرحلة الأولى من الصفقة وإطلاق سراح الرهائن".
وقال أستاذ العلوم السياسية، أحمد عوض، إن "حماس وعلى إثر تهديدات ترامب ستعمل على التشدد بمواقفها خلال المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من التهدئة"، مبينًا أن الحركة ستجد صعوبة في القبول بتمديد المرحلة الأولى من التهدئة.
وأوضح عوض، لـ"إرم نيوز"، أن "تصريحات ترامب تؤكد رغبة الولايات المتحدة وإسرائيل في تمديد المرحلة الأولى وإلغاء المراحل اللاحقة، وذلك للتعجيل في تنفيذ مخطط الإدارة الأمريكية الجديدة، وهو ما يخالف مخططات الحركة".
وأضاف أن "التشدد بالمواقف سيؤدي لانهيار الاتفاق بين الجانبين، وسيدفع الولايات المتحدة لمنح إسرائيل الضوء الأخضر للمضي قدمًا بالحرب ضد حماس"، متابعًا "بتقديري ترامب لن يتراجع عن خطته بشأن غزة، وما يمكن أن يقبل به هو تعديلها فقط".
ولفت إلى أن "حماس متخوفة من مخططات ترامب بشأن اليوم التالي للحرب، وتأكيده على عدم وجودها بمشهد الحكم في غزة، وهو ما قد يدفع الحركة لاختيار العودة للحرب مع إسرائيل على التنازل عن حكم القطاع".
في المقابل، يرى المحلل السياسي، أليف صباغ، أن "حماس مضطرة للمضي قدمًا بتنفيذ بنود الاتفاق بالرغم من أي تهديدات معلنة من جانب قياداتها السياسية والعسكرية"، مبينًا أن الحركة لا تمتلك أي بدائل في إطار ما أفرزته الحرب.
وقال صباغ، لـ"إرم نيوز"، إن "الحركة تحاول استرضاء المجتمع الدولي من أجل القبول باستمرار حكمها لغزة، وبالتالي فهي مضطرة لتنفيذ بنود الاتفاق وستبدي مرونة بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق أو التوصل لاتفاق نهائي".
وأشار إلى أن "خيارات حماس ضيقة للغاية، وانهيار الاتفاق يعني تدمير ما تبقى من قدراتها السياسية والعسكرية".
ورأى أن "من تبقى من قيادة الحركة في الداخل والخارج ليس لديهم رغبة في ذلك، والهدف الأساسي المتفق عليه هو إعادة ترميم الحركة داخليًا وخارجيًا، واستعادة السيطرة على القطاع في ظل الأوضاع الجديدة التي أفرزتها الحرب".