تشتد"“حرب السعرات الحرارية" على سكان قطاع غزة، الذين يعانون الأمرين مع استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع منذ مارس/آذار الماضي، خاصة في ظل النقص الحاد للطعام والسكر ومختلف أنواع الحلويات.
وتستخدم إسرائيل الغذاء كسلاح ضد سكان القطاع، خاصة وأنها تتحكم فيما يدخل من سعرات حرارية إلى غزة، وتعمل بشكل متعمد على تقليلها لأقصى حد، وهو الأمر الذي يتسبب بتغيرات بدنية وصحية للسكان، وصولًا للمجاعة التي باتت تهددهم.
ووفق تقارير دولية، فإن "إسرائيل أجرت حسابات دقيقة لاحتياجات سكان غزة اليومية من السعرات الحرارية لتجنب سوء التغذية، كما أنها وضعت منذ سنوات قائمة من الأطعمة المسموح بها والممنوعة في القطاع".
وكشف تقرير أصدرته منظمة "أوكسفام" الدولية، منتصف العام الماضي، أن "سكان شمال غزة كانوا مجبرين على العيش بمتوسط 245 سعرة حرارية يوميا، أي أقل مما تحتويه علبة فاصوليا، مبينًة أن هذه الكمية الضئيلة من الطعام تمثل أقل من 12% من الكمية اليومية الموصى بها للفرد.
ومع الواقع الصعب وجد غالبية سكان قطاع غزة أنفسهم أمام واقع باتوا قادرين فيه على تناول وجبة طعام واحدة خلال اليوم، فقيرة بغالبية الأصناف الغذائية التي يحتاجها الجسم، كما بات السكر عنصرا مفقودا في طعامهم وشرابهم بعد تجاوز ثمن الكيلوغرام الواحد منه 80 دولارا.
حرب إسرائيلية
وقال محمد اسليم، أحد سكان غزة، أنه "لا يحصل على ما يكفيه من الطعام والسعرات الحرارية بشكل يومي"، مشيرا إلى أن إسرائيل تسمح منذ بداية الحرب بإدخال ما يبقي سكان قطاع غزة على قيد الحياة دون أن تعينهم.
وأوضح اسليم، لـ"إرم نيوز"، أنه وبسبب حرب السعرات الحرارية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على السكان ويستخدم التجويع كأحد أسلحتها الرئيسة؛ فإن جميع السكان يفتقرون في الوقت الحالي للبنية الجسدية السليمة.
وأشار إلى أن الجميع فقد قدراته الجسدية وتوازنه، كما أن حرب السعرات الحرارية أثر على القدرة النفسية والعقلية للسكان، مبينًا أنه يشعر بشكل دائم باختلال التوازن النفسي والعقلي له وللمحيطين به بسبب الممارسات الإسرائيلية.
وأكد محسن السرسك، أحد سكان القطاع، أنه "ومنذ بداية الحرب لم يحصل على السعرات الحرارية الكافية لجسده، كما أنه لم يوفر لأطفاله السعرات الحرارية الملائمة له"، مبينًا أن غزة تفتقر لأي مصدر ثابت لتلك السعرات، خاصة السكر والحلويات ومشتقاتهما.
ولفت في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن "هذه الحرب لا تقل صعوبة عن حرب الصواريخ والدمار الذي حدث في غزة، خاصة وأنها تؤثر على الوضع الصحي والنفسي على جميع الفئات العمرية وخاصة الأطفال".
واستكمل "الوضع في غزة يزداد صعوبة ولا نجد أقل القليل من الطعام والسعرات الحرارية، وأصبحنا نشتهي كأس الشاي بالسكر في ظل قلته والغلاء الفاحش له"، مطالبًا بضرورة وقف الحرب وإدخال المواد الغذائية لغزة.
أعراض جسدية
وقالت أخصائية التغذية، هبة أبو جلال، إن "نقص السعرات الحرارية في جسم الإنسان سيكون سببا في فقدانه التوازن والقدرة على التركيز، علاوة على أنه سبب في ضعف جهازه المناعي بالوقت الحالي وعلى المدى البعيد.
وأوضحت أبو جلال، لـ"إرم نيوز"، أن "حالات سوء التغذية خاصة بين الأطفال سببها الرئيس نقص السعرات الحرارية التي تتلقاها أجسادهم يوميًا، خاصة في ظل عدم حصولهم على الطعام الكافي والوجبات الغذائية الكافية".
وزادت "الوضع الصحي في غزة صعب للغاية، ومنع إدخال الأطعمة وتقنين السعرات الحرارية للسكان سيكون له تأثير كبير على المدى البعيد، وسيكون سببا في انتشار الكثير من الأمراض"، محذرة من خطورة سياسة التجويع الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.