logo
العالم العربي

"الغارديان": غزة تشهد موجة نهب وسرقة للحصول على طعام

"الغارديان": غزة تشهد موجة نهب وسرقة للحصول على طعام
فلسطينيون في غزة يتلقون الطعام من جمعية خيريةالمصدر: رويترز
07 مايو 2025، 2:27 م

يشهد قطاع غزة موجة من النهب والسرقة والعنف، في ظل معاناة سكانه اليائسين والمصدومين المتزايدة للحصول على الطعام، وبينما تستغل العصابات الإجرامية حالة انعدام الأمن والنظام.

وبحسب تقرير لصحيفة "الغارديان"، يصف مسؤولو الإغاثة وشهود العيان في القطاع المدمر هجمات مسلحين على مستودعات المساعدات الإنسانية، واشتباكات مسلحة على ما تبقى من مخازن الطعام، وموجة من سرقة الإمدادات الحيوية للبقاء على قيد الحياة، مثل أجهزة الشحن بالطاقة الشمسية والبطاريات والهواتف وأواني الطهي.

وفي هذا السياق، يقول عمال الإغاثة إن غزة على شفا كارثة بعد شهرين من الحصار الإسرائيلي الشامل، حيث تكتفي العديد من العائلات بوجبة واحدة يوميًا في وقت أصبح فيه الدقيق الفاسد يُباع بأسعار أعلى بثلاثين أو أربعين ضعف سعره المعتاد، ولا يتوفر وقود سوى الخشب أو البلاستيك المهمل.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

"وضع حرج".. ماكرون يطالب بإدخال المساعدات إلى غزة

وفي حين يُبلغ مسؤولون طبيون عن تزايد حالات سوء التغذية الحاد، وإغلاق المطابخ المجتمعية التي كانت تقدم مليون وجبة يوميًا بسبب نقص المواد الغذائية الأساسية، تقول وكالات الإغاثة إنها وزعت جميع مخزونات الغذاء المتبقية. 

وقال مسؤول إنساني في غزة: "بحلول الوقت الذي تُعلن فيه المجاعة، سيكون الأوان قد فات لأن موجة الجريمة هذه ناجمة عن وجود مليوني شخص أو أكثر يائسين ومصدومين، في ظل انعدام شبه تام للرقابة".

وأشارت الصحيفة إلى أن مدينة غزة كانت الأكثر تضررًا من موجة الجريمة، على الرغم من الإبلاغ عن بعض الحوادث في أماكن أخرى من القطاع.

ففي حادثة أولى، اقتحمت مجموعة مسلحة مخبزين أو ثلاثة في مدينة غزة الأسبوع الماضي، على أمل العثور على دقيق، ثم استهدفت مطعمًا خيريًا عندما لم يعثروا على شيء. 

وفي حادثة أخرى، سرق لصوص آخر مخزونات مطبخ مجتمعي، بالإضافة إلى جميع أوانيه ومقاليه.

وفي حادثة سرقة ثالثة، احتُجز موظفون في موقع توزيع تديره منظمة غير حكومية تحت تهديد السكاكين أثناء نهبه، بينما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أنها اضطرت لإجلاء موظفيها يوم الأربعاء بعد أن اقتحم آلاف الفلسطينيين مكتبها الميداني في مدينة غزة وأخذوا الأدوية. 

ووصفت لويز ووتريدج، مسؤولة الطوارئ في (الأونروا)، النهب بأنه "نتيجة مباشرة لحرمان لا يُطاق وممتد".

واستعرضت الصحيفة تصريحات شهود عيان وصفوا اشتباكات بين لصوص مسلحين وحراس أمن في الأيام الأخيرة.

قال أنس رأفت، وهو محامٍ يبلغ من العمر 25 عامًا من مدينة غزة، إنه وعائلته استيقظوا على هجوم عصابات مسلحة على مستودع لمنظمة إغاثة إنسانية قريبة. 

وأضاف رأفت: "بمعجزة، لم يُصب أي من أفراد عائلتي بأذى؛ حيث استلقينا على الأرض لأكثر من ساعتين أثناء إطلاق النار".

وقالت غدير رجب، 27 عامًا، إنها رأت مستودعًا تابعًا لمنظمة غير حكومية أخرى يتعرض لهجوم من لصوص: "عندما سمعنا صوت إطلاق النار، نظرت من النافذة ورأيت الناس يهرعون من كل حدب وصوب لاقتحام المكان، يبحثون عن الطعام والماء. وكان آخرون يفرون خوفًا من التعرض للأذى".

ولفتت الصحيفة إلى أن النهب في غزة بلغ ذروته أواخر العام الماضي عندما جُرِّدت قوافل المساعدات بشكل ممنهج أثناء دخولها القطاع بعد عبورها المعابر الإسرائيلية. وفي إحدى الحوادث، نُهبت أكثر من 100 شاحنة.

وفي حين تتهم إسرائيل حماس بسرقة المساعدات وإعادة بيعها لتمويل عملياتها العسكرية، تنفي الحركة هذه التهمة، ويقول مسؤولو الإغاثة إن القليل من المساعدات الإنسانية ضاع خلال وقف إطلاق النار القصير الذي دخل حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني 2025.

وبينما أعلن مسؤولون إسرائيليون يوم الاثنين أنهم سيرفعون الحصار لتنفيذ خطة لإيصال المساعدات في إطار هجوم "مكثف" خلال الأسابيع المقبلة، تتضمن الخطة إنشاء سلسلة من مراكز التوزيع جنوب غزة، يديرها مقاولون من القطاع الخاص ويحرسها الجيش الإسرائيلي. 

وبدورهم رفض مسؤولون من الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى هذه الخطة. ووصفوها بأنها غير عملية وخطيرة، وربما غير قانونية بموجب القانون الدولي.

أخبار ذات علاقة

مشهد من غزة

الأمم المتحدة ترفض خطة إسرائيلية حول نظام المساعدات في غزة

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC