logo
العالم العربي

"حوارات يومية مباشرة" بين إسرائيل والشرع.. ماذا تجهز تل أبيب؟

"حوارات يومية مباشرة" بين إسرائيل والشرع.. ماذا تجهز تل أبيب؟
نتنياهو وكاتس فوق مرتفعات الجولانالمصدر: إعلام عبري
28 يونيو 2025، 7:19 ص

رأى خبراء أن "الحوارات اليومية" الدائرة بين إدارة الرئيس السوري أحمد الشرع وإسرائيل، تستهدف حصول تل أبيب على مكاسب تاريخية مقابل إعطاء "صك براءة" لهذا النظام أمام الولايات المتحدة والغرب.

وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن من ضمن "المكاسب التاريخية" التي تسعى إليها إسرائيل، الحصول على تنازل رسمي سوري عن الجولان، وأن لا يكون هناك جيش سوري جديد، بالإضافة إلى مشاركة إسرائيل في مشاريع استثمارية وإعادة إعمار في سوريا.

وبحسب الخبراء، فإن هناك صعوبة في أن يكون هذا "الصك" دائما وطويل المدى من جانب إسرائيل التي لن تستمر في إقامة علاقات طبيعية بعد تحقيق أهدافها مع نظام يحمل في معظم مكوّناته القيادية تنظيمات متشددة.

وأعلن الرئيس السوري مؤخرا، أن هناك "مفاوضات غير مباشرة" عبر وسطاء دوليين مع إسرائيل، تهدف للعمل على وقف اعتداءاتها، في وقت كشف فيه رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، أن تل أبيب تجري "حوارا مباشرا" بشكل يومي مع الحكومة السورية؛ لبحث إمكانية إقامة علاقات طبيعية بين البلدين، بحسب ما نقل موقع "يسرائيل هيوم".

أخبار ذات علاقة

الحكومة السورية

مبعوث ترامب: دمشق تجري "حواراً هادئاً" مع إسرائيل

تصريحات إيجابية 

ويقول الخبير الاستراتيجي الدكتور محمد يوسف النور، إن التصريحات الإيجابية من قبل النظام الحالي في سوريا حول إسرائيل لم تتوقف، وهو ما برز خلال تواجد الوفود الدولية الأوروبية والأمريكية التي جاءت إلى دمشق أو زيارات الشرع والمسؤولين في حكومته إلى الدول الغربية؛ إذ لم تتوقف دمشق عن إرسال الرسائل الإيجابية عن استعدادها لإقامة سلام شامل وعلاقات طبيعية مع تل أبيب

وأضاف النور في تصريح لـ"إرم نيوز، أنه بالرغم من مساعي الشرع تجاه علاقات إيجابية مع إسرائيل إلا أن الأخيرة شنت أكثر من 700 غارة جوية على المقدرات العسكرية والبنية التحتية السورية طيلة الأشهر الأخيرة، ولم تتوقف تل أبيب حتى الآن عن دعم قيادات الأقليات والمطالبة بمناطق إدارة ذاتية لهم، ثم التأكيد على تكوين مناطق إشراف أمني، وصولا إلى التدخل لدى السلطات السورية في إبعاد المنظمات الفلسطينية وإغلاق مكاتب حركة حماس ومع كل ذلك، لم تمنح تل أبيب "صك براءة" لهذا النظام.

مكاسب تاريخية

وأوضح النور، أن إسرائيل تريد عدة أشياء من هذا النظام تعتبر "مكاسب تاريخية" لها مقابل توصيل الشعور له ببناء علاقات قوية تسمح ببقائه في السلطة بدعم تل أبيب لذلك دوليا، أولها تنازل رسمي سوري عن الجولان، وأن لا يكون هناك جيش سوري جديد في وقت يظهر فيه عبر أدبيات أصوات النظام الحالي ووسائل الإعلام الخاصة به تعويم ما يسمى بـ"الأمن العام" كقوات عسكرية بديلة للجيش، وهو ما تريده تل أبيب، بالإضافة إلى مشاركة إسرائيل في مشاريع استثمارية وإعادة إعمار بالداخل السوري. ومع كل ذلك من غير المعلوم مدى نية إسرائيل في إعطاء "صك براءة" أو شهادة حسن سيرة وسلوك لهذا النظام، ليبقى في مكانه بدمشق.

واستكمل النور أنه بعد إتمام الأهداف الإسرائيلية سيكون هناك المعضلة المتعلقة بإمكانية بقاء هذه السلطة أم أن يكون هناك نظام آخر بديل، لاسيما أن إقامة علاقات طبيعية من جانب تل أبيب مع نظام يحمل في معظم مكوناته القيادية تنظيمات متشددة، أمر غير ممكن على المدى المتوسط أو البعيد.

أخبار ذات علاقة

جندي إسرائيلي في الجولان

"حديقة سلام".. تفاصيل الاتفاق "التاريخي" المحتمل بين إسرائيل وسوريا

الاستئثار بسوريا 

وبدوره، يرى المختص في الشأن السوري مروان حداد، أن إسرائيل تريد أن تكون الساحة السورية لها في جميع المسارات والأوجه العسكرية والاستراتيجية، وأيضا استثماريا وفي مجالات الطاقة على المدى القريب، وأن لا تسمح بوجود أي طرف يزاحمها في ذلك.

وبين حداد في تصريح لـ"إرم نيوز، أن هناك أزمات تواجه إسرائيل في الداخل السوري حتى تحقق ما تبتغيه، الأول هو كيفية إنهاء أي وجود لجماعات أو تيارات تكون تابعة لإيران أو مرتبطة بها بشكل أو بآخر، وأن تسمح لها البيئة الداخلية مع تيارات أخرى من بعض الفصائل المسلحة التي ترفض خط سير نظام الشرع مع تل أبيب، بتشكيل خطورة مجددا على الأمن الإسرائيلي.

إزاحة تركيا

ويؤكد حداد، أن إسرائيل تسعى لأن تكون أسهمها أعلى من الوجود التركي، ليس فقط في مراكز السلطة أو في مواقع جغرافية، ولكنها تريد أن تبدد الحضور التركي الواسع الذي سيزاحم إسرائيل من جهة في العديد من المشروعات التي سيتم جانب كبير منها لصالح تل أبيب عبر وجهات لمؤسسات وشركات وتحالفات أوروبية وأمريكية.

واستطرد حداد، أنه حتى الآن ترى تل أبيب خطورة كبيرة من جهة في وجود مستشارين ووزراء ومسؤولين سوريين موالين لأنقرة أو من هم أتراك في حكومة الشرع وفي مواقع مهمة على المستوى العسكري والدبلوماسي، بالإضافة إلى عدم قدرة حكومة الشرع حتى الآن على إبطال مفعول فصائل مسلحة موالية لتركيا بالدرجة الأولى ومن الممكن أن تهدد بالتفاعل مع جهات أخرى ترفض الامتداد الإسرائيلي بالداخل السوري، وقد تقوم بتكبيد تل أبيب خسائر على المدى القريب.

أخبار ذات علاقة

الرئيس السوري أحمد الشرع

خبراء: خيارات "صعبة" أمام دمشق في التطبيع المحتمل مع تل أبيب

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC