يُدشّن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ أنه سيرفع العقوبات عن سوريا، مع لقائه المقرر بالرئيس السوري أحمد الشرع، عهدا جديدا في علاقات البلدين.
وسيكون لقاء ترامب مع الشرع في العاصمة السعودية الرياض، اليوم الأربعاء، المرة الأولى التي يجتمع فيها زعيما البلدين شخصيا منذ عام 2000، عندما التقى الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون وحافظ الأسد وجها لوجه في العاصمة السويسرية جنيف.
وحتى وقت قريب، كان الزعيم السوري أحمد الشرع مطلوبا من الولايات المتحدة؛ إذ عرضت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تُفضي إلى مكانه.
وكذلك لا تزال هيئة تحرير الشام، الجماعة المتمردة المنحلة التي قادها خلال الهجوم الذي أطاح بنظام بشار الأسد، تُصنّف رسميا كمنظمة إرهابية أمريكيّا.
وفيما خلّفت إدارة بايدن للرئيس الحالي، تركة ثقيلة، بعدما أسقطت المكافأة على الشرع في أواخر عام 2024، لكنها تركت مسألة تحديد النهج الأمريكي تجاه الرئيس السوري لترامب، إلا أن الأخير بدأ بتفكيك لغز العلاقة المعقدة ومآلاتها، وسيكون اللقاء المرتقب بمثابة أول خطوة لتطبيع العلاقات مع دمشق وفتح خط اتصال مباشر ستتبعه خطوط اتصال أخرى مع حلفاء وثيقين لواشنطن أبرزهم تل أبيب.
ومع صعود الشرع إلى السلطة، أصبح المسؤولون الأمريكيون قلقين بشأن ما إذا كانت الحكومة الجديدة قادرة على إبقاء الجماعات المنضوية في الإدارة الجديدة تحت السيطرة، وما إذا كانت ستعزز القيم الديمقراطية، وما إذا كانت مستعدة لحماية الأقليات في البلاد من الهجمات المتطرفة.
ومن المرجح أن يثير إعلان ترامب رفع العقوبات، استياء إسرائيل التي تنفذ ضربات متقطعة على البلاد واتخذت نهجا أكثر تشددا تجاه حكومتها الجديدة.
وقال ترامب خلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي بالرياض "سآمر برفع العقوبات عن سوريا لمنحها فرصة للتألق... حان وقت تألقها. سنوقف جميع (العقوبات). حظا سعيدا يا سوريا، أظهري لنا شيئا مميزا للغاية".
وأمس الثلاثاء، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لـ"رويترز" إن إعلان ترامب يمثل نقطة تحول للشعب السوري في جهوده لإعادة الإعمار.
وأضاف أن سوريا مستعدة لتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة على أساس الاحترام والثقة المتبادلة والمصالح المشتركة.
وقال إن ترامب ربما يحقق سلاما تاريخا وانتصارا للمصالح الأمريكية في سوريا، دون الخوض في التفاصيل.
وقال المحلل السوري المقيم في لندن إبراهيم حميدي لوكالة "أسوشيتد برس" إن اللقاء المقرر بين ترامب والشرع يمثل "تحولا استراتيجيا" للبلاد.
