يمهد رفع العقوبات الأمريكية التي عزلت سوريا عن النظام المالي العالمي، الطريق أمام تطبيع دمشق علاقاتها مع الغرب، وكذلك فتح الباب لاتخاذ أغلب الدول التي ما زالت تتحفظ على رفع بعض العقوبات القرار ذاته.
وبحسب مراقبين، فإن انتهاء العمل بقانون "قيصر" الأمريكي ضد سوريا يفتح الباب لعودة اللاجئين السوريين، كما يفتح آفاق الاستثمارات الخارجية، في البلاد التي تحشد الدعم الدولي من أجل إعادة إعمارها.
وفي الإطار الإنساني يتوقع أن يسهم القرار الأمريكي في مشاركة أكبر للمنظمات الإنسانية العاملة في سوريا، كما سيسهم بتدفق الدعم الدولي لدعم عمل هذه المنظمات.
وأمس الثلاثاء، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ، إنه سيأمر برفع العقوبات المفروضة على سوريا بناء على طلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في تحول كبير للسياسة الأمريكية قبيل اجتماع مرتقب مع الرئيس السوري أحمد الشرع.
وذكر مسؤول في البيت الأبيض أن ترامب سيستقبل الشرع الأربعاء في السعودية.
وقال مصدران بالرئاسة السورية لرويترز إنهما سيلتقيان صباح غد الأربعاء.
وقال ترامب خلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي في الرياض: "سآمر برفع العقوبات عن سوريا لمنحها فرصة للتألق... حان وقت تألقها. سنوقف جميع (العقوبات). حظا سعيدا يا سوريا، أظهري لنا شيئا مميزا للغاية".
وأضاف أنه اتخذ القرار بعد مناقشات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان اللذين حثّت حكومتاهما بشدة على رفع العقوبات.
وأشار ترامب إلى أنه سيرفع جميع العقوبات على سوريا، موضحًا أنها أدت دورا مهما لكن حان الوقت لدمشق أن تمضي قدما. وأضاف أنه يجري اتخاذ خطوات لاستعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا وأن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سيلتقي بنظيره السوري هذا الأسبوع.
وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لرويترز إن إعلان ترامب يمثل نقطة تحول للشعب السوري في جهوده لإعادة الإعمار.
وقال أليكس زردن الزميل في مركز الأمن الأمريكي الجديد إن إعلان ترامب من شأنه تخليص سوريا من معضلة العقوبات والقيود على التصدير وتصنيفات الإرهاب التي جعلت اقتصاد سوريا واحدا من أكثر الاقتصادات تكبيلا في العالم، إلى جانب إيران وكوريا الشمالية وكوبا.