أثار طلب الحكومة السورية رسميا الدعم من أنقرة لتعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة التنظيمات الإرهابية، تساؤلات عدة حول احتمال تصعيد التوتر خلال الأيام القادمة بين تركيا وإسرائيل من جهة والسلطات السورية وبعض الفصائل المسلحة الخارجة على القانون من جهة أخرى.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية، إن الطلب السوري يهدف إلى دعم الجيش في بسط سيطرته على كافة أراضي الدولة ومواجهة خلايا تنظيم "داعش" الذي ينشط في البادية السورية.
وأكدت المصادر، أن الدعم قد يشمل تدريب العسكريين السوريين وتقديم استشارات استراتيجية، وربما معدات دفاعية محدودة، لكن التفاصيل الدقيقة عن طبيعة هذا الدعم لم تُكشف بعد.
وبشأن الحديث عن إمكانية تزويد سوريا بأنظمة دفاع جوي متطورة أو نشر قوات تركية قالت المصادر، إن حصول دمشق على أي من هذا المعدات العسكرية الحساسة أو السماح بنشر قوات تركية جديدة على الأراضي السورية سيواجه برد عسكري من قبل إسرائيل التي ستعتبر مثل هذه الخطوة تهديدا للسيطرة الإسرائيلية على الأجواء السورية.
وتسعى تركيا لتعزيز نفوذها في سوريا منذ سقوط النظام السابق، الأمر الذي أدخلها مع إسرائيل في صراع على النفوذ في سوريا التي ما زالت تعيش في حالة فوضى أمنية وتحديات داخلية وتهديدات خارجية.
وشهدت العلاقات السورية-التركية تطورا كبيرا في كافة المجالات خلال الأشهر السبعة الأولى من العام 2025 وسط تواصل المباحثات بينها بشأن عقد اتفاقية شراكة دفاعية، ربما سيتم توقيعها قريبا.
وتشمل المناقشات بين البلدين برامج تدريب تركية للجيش السوري وإقامة قواعد عسكرية مشتركة، وتعزيز علاقات التعاون في مجال مواجهة الإرهاب مع التركيز على محاربة تنظيم داعش في البادية السورية.
ورجحت المصادر الدبلوماسية ،أن يساعد الدعم التركي الحكومة السورية في مواجهة النزعات الانفصالية للأكراد في شمال شرق سوريا وقسد، بالإضافة إلى التوترات مع فصائل درزية في السويداء.
وكانت محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية شهدت مواجهات دامية بين فصائل تابعة للمرجع الدرزي حكمت الهجري الذي لا يعترف بالحكومة السورية وعشائر البدو، على خلفية عمليات خطف متبادلة مما دفع قوات الحكومة للتدخل لفض النزاع، الأمر الذي رفضته الفصائل الدرزية المتمردة ومنعت الجيش من دخول المحافظة.
ويعكس الطلب السوري للدعم التركي تطلع دمشق لتعزيز التعاون مع أنقرة من أجل بسط سيطرتها على الأراضي كافة، ومحاربة النزعات الانفصالية والتنظيمات الإرهابية، أما الصدام مع إسرائيل، فهو محتمل إذا تجاوز هذا الدعم ما تعتبره تل أبيب خطوطا حمراء يهدد مخططاتها في سوريا.