logo
العالم العربي

"مكتب الظل".. كيف تدير تركيا مشروع نفوذها السري في شمال لبنان؟

"مكتب الظل".. كيف تدير تركيا مشروع نفوذها السري في شمال لبنان؟
جنود أتراك يقفون بالقرب من مركبات مدرعةالمصدر: أ ف ب
24 يوليو 2025، 10:32 ص

كشفت مصادر أمنية عن عمليات سرية تجريها تركيا في دمشق من أجل بسط نفوذها في مدينة طرابلس اللبنانية ذات الغالبية السنية.

وقالت المصادر في تصريحات لمجلة "كرادل"، إن طرابلس اللبنانية أصبحت منطقة نفوذ تركية تدار عبر مكتب للمخابرات التركية في حي المزة بدمشق، مشيرة إلى أن العمليات الاستخباراتية يشرف عليها الضابط التركي "أ.س" حيث يدير شبكة مخبرين ميدانية في طرابلس ويوجه عناصرها.

أخبار ذات علاقة

قوات تركية في سوريا

إسرائيل وتركيا تتفقان على إنشاء مناطق منزوعة السلاح في سوريا

استقطاب وتجنيس

وأوضحت أن النفوذ التركي في طرابلس لم يعد يقتصر على تقديم المساعدات والدعم للمجتمع السني في المدينة، بل يشمل حوافز وإغراءات تشمل التجنيس، واختراقا للبنية التحتية الحيوية في المدينة، وجهازا أمنيا منظما يدار من دمشق.

وقال تقرير للمجلة نشر مؤخرا، إن أنقرة تعمل منذ أكثر من عقد على استقطاب القوة الناعمة في شمال لبنان، عبر منظمات مثل الوكالة التركية للتعاون والتنسيق، التي كثفت جهودها من أجل الحضور الإنساني في لبنان.

وتستهدف التحركات التركية في شمال لبنان المجتمعات السنية الفقيرة كما الحال في طرابلس والضنية وعكار، حيث تقدم عبر منظماتها مساعدات إنسانية ومالية ومنحا دراسية علاوة على منح الجنسية التركية لعائلات لبنانية بذريعة أصولها العثمانية.

ويقدر عدد المواطنين اللبنانيين الذين حصلوا على الجنسية التركية بحوالي 50 ألفا - 70 ألفا.

وقال تقرير المجلة، إن منح الجنسية لمئات العائلات اللبنانية لا سيما في طرابلس، خلق طيفا لبنانيا يحمل ولاءات مزدوجة "تركية-لبنانية" هيأها لتكون حاضنة للنفوذ التركي في لبنان وداعما له.

أخبار ذات علاقة

من قصف إسرائيلي سابق لدمشق

شمال لبنان يهتز على وقع قصف ساحل سوريا (فيديو)

مكتب في المزة وشبكة نشطاء

وأضاف التقرير أن أنقرة استطاعت عبر مكتبها الاستخباري في المزة، إدارة الوضع المعقد في طرابلس، التي يتحرك عناصر من حزب الله بحرية في أحيائها الشمالية، وبدعم لوجستي وتقني من أنقرة التي وفرت لهم طرق اتصالات عبر الأقمار الصناعية غير مراقبة من السلطات اللبنانية أو إسرائيل، وفي الوقت ذاته تدعم أنقرة  "الحاضنة السنية".

وكشف التقرير عن شبكة من النشطاء في باب التبانة تشرف عليهم شخصية تدعى "أ.ع" مسؤولة عن ترويج "الإسلام التركي المعتدل" الإيدولوجيا التي تهيئ لمجتمع منسجم مع توجهات أنقرة.

وبالتوازي مع التحرك المجتمعي والأيدلوجي، تتحرك تركيا سياسيا في الشمال اللبناني، عبر دعم أحزاب وشخصيات سياسية.

وكشف التقرير عن دعم تركيا عددا من المرشحين في طرابلس والمنية وعكار، بعضهم من أصول قبلية تركمانية، والبعض الآخر مدرب سياسيا وإعلاميا داخل تركيا.

وتهدف أنقرة من هذا التحرك، ليس فقط ضمان وصول موالين لها إلى البرلمان اللبناني، بل أيضا بناء كتلة سياسية متماسكة تسمح لأنقرة بتحريك خيوط ديناميكيات الدولة الللبنانية.

أخبار ذات علاقة

مقاتل سوري أما لافتة لمدينة السويداء

بين إسرائيل وتركيا.. هل تكون السويداء ساحة لـ "حرب الممرات"؟

الأهداف التركية في شمال لبنان

وبحسب التقرير فإن تركيا تهدف من خلال نفوذها في الشمال اللبناني، إلى إنشاء البنية الأساسية الاستراتيجية والحيوية والسيطرة عليها، مثل ميناء طرابلس، الذي تهدف أنقرة إلى تحويله إلى مركز لوجستي لنقل البضائع التركية إلى سوريا والعراق .

وفي حسابات أنقرة، ليست طرابلس مجرد مدينة ساحلية، بل هي البوابة الشمالية إلى بلاد الشام، وخاصرة رخوة في نظام الدولة اللبنانية المنقسمة، ونقطة انطلاق إلى سوريا والعراق والأردن.

وبالفعل أبدت شركات تركية اهتمامها بالاستثمار في مرافق ميناء طرابلس، الواقعة بالقرب من الحدود السورية.

وتراقب إسرائيل تحركات أنقرة فيما يتعلق بالميناء بحذر، فهو يمثل خطرا إستراتيجيا عليها، فهذا الميناء الأكثر قابلية للتوسيع والتطوير من ميناء تل أبيب قد يتحول لمركز لوجستي وأمني لتعاون تركي إيراني عبر ممر طرابلس.

كما تهدف تركيا إلى إعادة تفعيل مهبط الطائرات في مطار القليعات على ساحل عكار، الذي يمهد إلى إنشاء ممر جوي استراتيجي بين تركيا وشمال لبنان، مع إمكانية استخدامه لأغراض عسكرية.

وكشف التقرير عن الهدف التركي الأكثر خطورة في لبنان، وهو السيطرة على مصفاة البداوي غير المستغلة بالكامل، والتي لا تزال متصلة ببقايا البنية الأساسية لخط الأنابيب "تابلاين".

وترى أنقرة في السيطرة على هذه المصفاة، ضمان حصة استراتيجية من الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC