عاد الجدل حول رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني الفريق صغير حمود بن عزيز إلى الواجهة مجدداً، عقب تداول مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي تعود إلى شقيقه، وتُظهر مواقف داعمة لميليشيا الحوثي.
هذه المقاطع فتحت باباً واسعاً من التساؤلات والشكوك في الشارع اليمني حول طبيعة العلاقة بين رئيس الأركان والحوثيين، وانعكاس ذلك على الأداء العسكري لقوات الشرعية.
ويأتي هذا الجدل في وقت تشهد فيه الجبهات حالة جمود عسكري طويلة الأمد، وسط انتقادات متزايدة لغياب أي خطوات حاسمة لتحرير المحافظات الشمالية الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وكان الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي قد أصدر في فبراير 2020 قراراً بتعيين الفريق صغير بن عزيز رئيساً لهيئة الأركان العامة، في مرحلة وصفت حينها بأنها من أكثر المراحل حساسية في مسار الحرب، مع تصاعد العمليات الحوثية في عدة جبهات.
ورأى منتقدون أن التعيين جاء متأخرا ولم يترجم إلى تحول ميداني واضح، معتبرين أن المؤسسة العسكرية كانت بحاجة إلى قيادة قادرة على كسر حالة الاستنزاف والانتقال إلى مرحلة المبادرة، وهو ما لم يتحقق على الأرض وفق تقييمات عسكرية وسياسية.
والجدل الحالي تغذيه بشكل أساسي اتهامات غير رسمية تتداولها منصات التواصل، تتعلق بوجود علاقة وثيقة بين شقيق رئيس الأركان وجماعة الحوثي، مستندة إلى فيديوهات وتصريحات مصورة اعتبرها ناشطون تعبيرا صريحا عن مواقف مؤيدة للحوثيين.
في موازاة ذلك، يربط منتقدو رئيس الأركان بين هذه الشبهات وبين ما يصفونه بـغياب الحسم العسكري منذ توليه المنصب، مشيرين إلى أن الجبهات الرئيسة لم تشهد اختراقات استراتيجية كبرى، وأن المعارك بقيت ضمن إطار الدفاع أو الاحتواء، دون انتقال فعلي إلى تحرير شامل للمحافظات الشمالية.
ويرى هؤلاء أن استمرار هذا الوضع يعمق الشكوك حول أسباب الجمود، سواء كانت سياسية أو عسكرية أو مرتبطة بتوازنات داخل الشرعية نفسها.
وكشف التعيين، وما تلاه من أداء، عن تباينات حادة داخل معسكر الشرعية، حيث فسّرت بعض القوى القرار على أنه يخدم توازنات حزبية أو سياسية بعينها، في ظل حديث متكرر عن نفوذ قوى سياسية محددة داخل مفاصل القرار العسكري، ما أضعف بحسب مراقبين وحدة القيادة وتماسكها في مواجهة الحوثيين.
في المقابل، يتمسك مؤيدو الفريق صغير بن عزيز برواية مختلفة، معتبرين أنه من أبرز القادة الذين خاضوا مواجهات طويلة مع الحوثيين منذ حروب صعدة، وأن تاريخه العسكري لا ينسجم مع اتهامات "التواطؤ" أو "التقارب".
وبين فيديوهات مثيرة للجدل، وأداء عسكري محل انتقاد، يجد رئيس أركان الجيش اليمني نفسه مجددا في قلب عاصفة سياسية وإعلامية، تعكس في جوهرها أزمة أعمق تعانيها الشرعية اليمنية في إدارة الحرب وتوحيد القرار.