صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين

logo
العالم العربي

السلاح مقابل الإعمار.. ماذا تحمل المبعوثة الأمريكية إلى لبنان؟

السلاح مقابل الإعمار.. ماذا تحمل المبعوثة الأمريكية إلى لبنان؟
نائبة المبعوث الأمريكي مورغان أورتاغوسالمصدر: أسوشيتد برس
30 مايو 2025، 7:39 ص

يبدو أن واشنطن تستعد لطرح معادلة جديدة في مقاربتها للملف اللبناني، مع زيارة مبعوثتها إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، إلى بيروت خلال الأيام المقبلة، إذ يرى محللون أن "ورقة المقايضة" ستكون حاضرة بقوة في حقيبة أورتاغوس، وتتمثل في ربط ملف إعادة الإعمار في المناطق التي دمرتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة، بتقدم ملموس في مسار نزع سلاح "حزب الله" وإعادة حصرية السلاح إلى مؤسسات الدولة.

وفيما تبدو الإدارة  الأمريكية مدعومة من حلفاء دوليين في سباق مع الزمن لحسم ملف "السلاح غير الشرعي"، تتعامل الحكومة اللبنانية بحذر وتمهل، مراعيةً الاعتبارات الداخلية الحساسة، وأبرزها ضرورة التوجه نحو الحوار لتفادي انفجار أمني محتمل داخل البلاد، بحسب المحلليل.

وتأتي زيارة  أورتاغوس إلى بيروت في ظل مشهد سياسي وأمني معقد، حيث ستلتقي كبار المسؤولين في الدولة اللبنانية، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، وعدد من الوزراء المعنيين، لبحث الخطوات المطلوبة لجعل السلاح في لبنان خاضعا بالكامل للدولة، في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي، وتتراكم استحقاقات الداخل اللبناني العالق بين الدمار والتوازنات.

وتقول المتخصصة في العلاقات اللبنانية-العربية والدولية، ثريا شاهين، إن المسألة المطروحة بين واشنطن وبيروت لا تتعلق بشروط قديمة أو جديدة، بل ترتبط بالتزامات دولية تعهد بها لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والذي تم التفاهم حوله عقب الحرب الإسرائيلية على "حزب الله".

وفي حديثها لـ"إرم نيوز"، أوضحت شاهين أن العقبة الأساسية تكمن في أن لبنان لم يستكمل تنفيذ بنود ذلك الاتفاق، الذي يتضمن قرارات دولية ذات صلة، بينما لا تزال إسرائيل ترفض الانسحاب من خمس نقاط حدودية محتلة، مبررة ذلك بوجود سلاح غير شرعي خارج سلطة الدولة اللبنانية، في المقابل، يؤكد لبنان الرسمي أنه يبذل ما بوسعه لحصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها.

وأضافت شاهين أن المجتمع الدولي، بما فيه الولايات المتحدة، يضغط باتجاه تسريع خطوات نزع السلاح غير الشرعي، بينما تتعامل الحكومة اللبنانية مع هذا الملف بقدر من التمهل، مراعاةً لحساسيته الداخلية، مشيرة إلى أن زيارة المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس المرتقبة لبيروت تهدف إلى حث الرئاسة والحكومة على تعزيز الجهود في هذا الاتجاه.

ولفتت إلى أن هذا المسعى ليس جديدا، بل يأتي في سياق مسعى أمريكي لإغلاق ملف السلاح غير الشرعي في لبنان وإنهاء تداعياته السياسية والأمنية.

وأكدت شاهين أن الولايات المتحدة منفتحة – إلى حد ما – على خيار الحوار الذي دعا إليه رئيس الجمهورية جوزيف عون لمعالجة هذه الإشكالية، معتبرة أن هذا التوجّه ضروري لتجنب أي انفجار داخلي محتمل، لكنها شددت على أن واشنطن ترى ضرورة تسريع وتيرة الحوار، وهو ما يشكّل أحد المحاور الأساسية في زيارة أورتاغوس.

أخبار ذات علاقة

رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام

سلام: نزعنا 80% من سلاح حزب الله في جنوب لبنان

 وترجح شاهين أن يسعى لبنان إلى كسب الوقت لإنهاء الحوار الداخلي بشأن نزع السلاح بطريقة سلسة، مع التعويل على تفاهم أمريكي-إيراني محتمل يسهّل هذه العملية دون عوائق. وأشارت إلى أن أي تفاهم دولي-إقليمي من شأنه أن يساعد بيروت على إنهاء ملف السلاح خارج الدولة دون أزمات.

واختتمت بالقول إن نزع السلاح ليس شرطا مباشرا للشروع في إعادة الإعمار، لكنه يُعد ضمانة ضرورية لمنع أي حرب إسرائيلية جديدة قد تُستخدم فيها حجة السلاح غير الشرعي لتبرير عدوان جديد.

"وضع هش"

يوضح الباحث السياسي باسم معلوف أن مقايضة نزع سلاح "حزب الله" مقابل إعادة الإعمار قد تشكّل أداة جديدة تستخدمها واشنطن لتسريع هذا المسار، خصوصا أنها قد تولّد ضغطا من داخل البيئة الحاضنة للتنظيم، في حال رأت أن تسليم السلاح يفتح الباب أمام استعادة الحياة وفرص العيش، بعد حرب خلّفت دمارا واسعا ومآسي إنسانية.

وفي حديث لـ"إرم نيوز"، يرى معلوف أن "حزب الله" يواجه اليوم ضغوطا مالية متراكمة، خاصة بعد نحو عشرة أشهر من تضييق الخناق على مصادر تمويله، إلى جانب ما يقال عن تراجع الدعم الإيراني المباشر، وهو ما يزيد من هشاشة وضعه، خصوصا فيما يتعلق بملف السلاح.

ويضيف أن الحزب لا يمتلك حاليا ما يمكن أن يقدّمه كتعويض فعلي للمدنيين الذين خسروا منازلهم وأعمالهم في الجنوب اللبناني نتيجة الحرب الأخيرة، مشيرا إلى أن بعض المناطق أصبحت شبه مهجورة، ويفتقر أهلها إلى أدنى مقومات الحياة.

ويؤكد معلوف أن ملف إعادة الإعمار بات يشكّل عامل ضغط ليس فقط على الحزب، بل أيضًا على الدولة اللبنانية التي تجد نفسها عاجزة عن تلبية احتياجات المتضررين.

أخبار ذات علاقة

صورة لحسن نصرالله مع لافتات المرشحين للانتخابات في النبطية

انتخابات بلا خصوم.. جدل حول هيمنة "حزب الله" على عشرات البلديات

 ويرى أن هذا الواقع قد يدفع الحكومة إلى ممارسة ضغوط من نوع آخر على الحزب، بهدف تسريع تسليم السلاح وفتح الباب أمام تحرك دولي لإعادة إعمار المجتمعات المدمّرة، خاصة في الجنوب، حيث البيئة التقليدية للحزب، والتي أصبحت اليوم عبئا عليه سياسيا واجتماعيا، بفعل تصاعد حالة التشرد والمعاناة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC