عراقجي: إيران منفتحة للتوصل إلى اتفاق نووي جديد يتضمن قيودا على التخصيب مقابل رفع العقوبات

logo
العالم العربي

على طريقة غزة .. هل تعود الحرب الإسرائيلية في لبنان؟

على طريقة غزة .. هل تعود الحرب الإسرائيلية في لبنان؟
غارة إسرائيلية على جنوب لبنانالمصدر: رويترز
28 مارس 2025، 6:06 ص

في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل غارات على جنوب لبنان من فترة إلى أخرى، تعالت مجدداً احتمالات قيام تل أبيب ببدء حرب جديدة ضد لبنان.

أخبار ذات علاقة

من موقع غارة إسرائيلية سابقة على جنوب لبنان

6 قتلى بضربات إسرائيلية على جنوب لبنان

وهناك مخاوف من أن يكون جنوب لبنان على طريق قطاع غزة الذي جددت إسرائيل حرباً شرسة عليه، أتت بمعاناة جديدة لسكان القطاع.

وكان قد قُتل 6 أشخاص، أمس الخميس، في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان، وفق ما أفادت به وزارة الصحة اللبنانية، في حين ذكر الجيش الإسرائيلي أنه استهدف عناصر في حزب الله.

وشهد، الأسبوع الماضي، أعنف تصعيد منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بعدما نفذت إسرائيل ضربات في جنوب لبنان أوقعت 8 قتلى على الأقل، قالت إنها أتت رداً على إطلاق صواريخ عليها.

ظروف مواتية

ويؤكد الخبير في الشأن الإسرائيلي، الدكتور نزار نزال، أن الإسرائيليين لديهم طموح بتجريد حزب الله من سلاحه، وأن هناك ظروفاً مواتية لذلك ما بين، انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة في لبنان، وإسقاط نظام بشار الأسد في سوريا.

وذكر أن هذه المحددات تساعد الإسرائيليين على إخراج حزب الله من الجنوب اللبناني، وتجريده من سلاحه، مستدركاً بالقول إن الوقت ما زال مبكراً مقارنة بالتعامل مع ملفات لها أهمية في الوقت الحالي.

وفسَّر نزال ذلك لـ"إرم نيوز" بالقول إن ما يشغل الإسرائيليين، حالياً، 3 أمور، هي مستقبل غزة، والوضع الداخلي، والضفة الغربية، في وقت تحاول فيه تل أبيب ترتيب هذه الملفات لاسيما القضاء على حماس، وتنفيذ مشروع التهجير لسكان القطاع، وتفكيك السلطة الفلسطينية وضم أراضٍ في الضفة الغربية، وإعلان السيادة على مناطق في هذه الجغرافيا.

وأشار إلى الأزمات الداخلية في ظل انقلاب الحكومة الإسرائيلية على القضاء، وتغول السلطة التنفيذية على حساب التشريعية، وعزوف أكثر من نصف جنود الاحتياط، ورفض الحريديم الالتحاق بالجيش، والرغبة في تجنيد 6 فرق.

وأردف نزال أنه بعد الوقوف على هذه الملفات سيكون تعامل إسرائيل أكبر مع حزب الله في ظل أرض خصبة، وتهيئة المناخ تدريجياً للانقضاض عليه، مع الوضع في الاعتبار أن الظروف لذلك ليست بالسهلة.

مضاعفة الضغط

ومن جهته قال الخبير الإستراتيجي راغب رمالي، إن وضع أجواء عودة الحرب الإسرائيلية والقصف على لبنان على طريقة ما جرى مؤخراً بوقف اتفاق وقف إطلاق النار في غزة عبارة عن عملية تخويف وتهديد للبنان، لمضاعفة الضغط الداخلي على حزب الله حتى يتقهقر، لاسيما وراء نهر الليطاني.

 ورأى رمالي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن المشهد يتعلق بأن يدرك حزب الله أن استمرار ارتباطه بقرار طهران، واستخدام لبنان كورقة في التفاوض والتعامل مع الجانب الأمريكي، سيجعل إسرائيل تتحرك بضوء أخضر من جانب الرئيس الأمريكي لمهاجمة لبنان.

أخبار ذات علاقة

غارات إسرائيلية على جنوب لبنان

أبعد من حزب الله.. ما هي أهداف إسرائيل الاستراتيجية في جنوب لبنان؟

وأشار إلى أن الضربات المقبلة لن يكون تأثيرها على ما تبقى من حزب الله وحاضنته فقط، ولكن تدمير لبنان بشكل أكبر، وهي مسارات يبحث عنها بنيامين نتنياهو لأنه كلما قام بفتح جبهات حرب لإسرائيل يظل مستقبله السياسي مضموناً بشكل أكبر.

وبين رمالي أن هناك ضرورة أن يتماشي حزب الله مع مطالب المؤسسات اللبنانية بتنفيذ القرار 1701 ليحل الجيش اللبناني مكان مواقع الحزب في الجنوب، حتى تستطيع بيروت، بدعم من المجتمع الدولي، أن تضغط بمطالبها على واشنطن بتحقيق الجانب الأكبر من اتفاق وقف إطلاق النار، حتى يكون هناك إلزام لإسرائيل بعدم تجديد الحرب.

حرب مستمرة

يعتقد الكاتب والمحلل السياسي رجا طلب، أن "إسرائيل لم توقف الحرب أصلاً على لبنان"، مشيراً إلى عمليات القصف ومراقبة الحدود واستخدام المروحيات وسلاح الجو بشكل شبه دائم، إلا أنه يستبعد في المقابل عودة الحرب إلى لبنان بالشكل "الشامل" الذي كانت عليه قبل أشهر.

وأوضح رجا طلب في تصريح لـ "إرم نيوز" أنه لا يوجد ما يستدعي شن حرب شاملة، مشيراً إلى أن إسرائيل استبدلتها  بـ "القصف الأقرب إلى العمليات الجراحية نحو أهداف محددة، لاستهداف بعض القيادات، وتضييق الخناق على فرص تهريب السلاح عبر الحدود السورية".

وقال إن "حزب الله لم يعد يشكل ذلك الخطر الكبير الذي يمكن أن يهدد شمال إسرائيل"، مثلما جرى عندما دخل الحزب في "جبهة إسناد" لحركة حماس بعد هجوم 7 أكتوبر.

 وأضاف"الظروف تغيّرت الآن، خصوصاً مع تغير النظام في سوريا، فإسرائيل في حالة استرخاء، وهي قادرة على استباحة الأراضي السورية واللبنانية متى وكيفما شاءت".

من جهته، يعتقد المحلل السياسي غسان جواد أن "الجولة الثانية من الحرب مرتبطة برغبة إسرائيل فيها"، مشيراً إلى أن لبنان وحزب الله يلتزمان بالكامل باتفاق وقف إطلاق النار، بينما يخرقه الجيش الإسرائيلي على أكثر من اتجاه.

ويرى غسان جواد في تصريحات لـ "إرم نيوز" أن "لا أحد يستطيع التنبؤ بما يريد أن يفعله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، إضافة إلى "غياب الضبط الدولي وكوابح حقيقية أمام هذه الاستباحة الإسرائيلية للمنطقة" على حد وصفه. 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC