تصاعدت المواجهات بين ميليشيا "حزب الله" والسلطات السورية الجديدة، حيث شنت القوات الأمنية حملة ضد خلايا تابعة للميليشيا بريف دمشق، وسط اتهامات متبادلة وخلافات متزايدة حول النفوذ والسيطرة في سوريا.
وأعلنت وزارة الداخلية في الحكومة السورية، الخميس، عن إطلاق حملة أمنية موسعة ضد خلايا تابعة لحزب الله في منطقة السيدة زينب بريف دمشق، حيث كانت هذه المجموعات تخطط لتنفيذ عمليات "إجرامية"، وفقًا للبيان الرسمي.
وأسفرت الحملة عن اعتقال عدد من العناصر المرتبطة بالحزب.
وأكدت الوزارة أن هذه الإجراءات تأتي ضمن جهود الحكومة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة ومنع أي تهديدات محتملة من التنظيمات المسلحة المدعومة من الخارج.
ووفقًا لتقارير إعلامية، اتهمت وزارة الدفاع السورية عناصر من حزب الله بالتسلل إلى الأراضي السورية وقتل 3 جنود من الجيش الجديد الأحد الماضي.
في المقابل، أفاد مصدر أمني لبناني لوكالة "رويترز" بأن الجنود السوريين الـ3 كانوا أول من عبر إلى لبنان، حيث قُتلوا على يد مسلحين من إحدى القبائل في شمال شرق البلاد، وسط مخاوف من اندلاع مواجهات واسعة النطاق.
في تحليل لصحيفة "معاريف" العبرية، أوضح البروفيسور أمازيا برعام، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بجامعة حيفا، أن العدو الأبرز للنظام السوري الحالي هو حزب الله، مشيرًا إلى أن استمرار حكومة الشرع يعتمد على منع الحزب من تعزيز ترسانته العسكرية.
وأضاف برعام، للصحيفة، أن الحكومة السورية الجديدة تبذل جهودًا كبيرة لمنع نقل الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله عبر العراق وسوريا، مشددًا على أن هذا النهج ليس تقاربًا مع إسرائيل، بل استراتيجية دفاعية لحماية النظام الناشئ من هجمات الحزب المستقبلية.
ومن جانبه، أكد الصحافي اللبناني عارف العبد، في لقاء، أن حزب الله وإيران يسعيان، منذ سقوط نظام الأسد، إلى ترسيخ نفوذهما عبر محور لبنان – سوريا، متهمًا الشرع بالسعي للإضرار بلبنان وأراضيه.
وبحسب العبد، تزعم الحكومة السورية أن بعض القرى اللبنانية الحدودية أصبحت قواعد خلفية لحزب الله، حيث يستخدمها كمخازن للأسلحة ومراكز للعمليات العسكرية، فضلًا عن كونها مواقع لإنتاج المخدرات وتزوير العملات.
وفي المقابل، يحاول حزب الله التنصل من المسؤولية، مدعيًا أن الصراع الدائر هو بين القوات السورية وأهالي القرى المحلية، بينما تنفي بعض السلطات المحلية أي صلة للحزب بهذه المواجهات.