كشف الناطق الرسمي باسم "وحدات حماية الشعب" الكردية، سيامند علي، اليوم الاثنين، عن توسع المعارك في شمال شرق سوريا، بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وقوات "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا.
وقال علي لـ "إرم نيوز"، إن "الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة التركية استهدفت مناطق جديدة في محيط مدينة (عين العرب) كوباني، إضافة إلى تنفيذ هجوم بري استهدف تل السيريتل".
وأضاف: "استهدفت المدفعية التركية كلاً من قريتي كَرك وأومرك التابعتين لمدينة كوباني، كما أغار الطيران الحربي على قرية مغربتين وسبت التابعتين لصرين، جنوب المدينة، إضافة إلى معمل الأسمنت في محيط صرين".
وكانت تلة "سيريتل" جنوب شرق مدينة منبج، والقرى المجاورة لها، قد شهدت هجوماً برياً عنيفاً من قبل قوات الجيش الوطني ظهر أمس الأحد، في محاولة للاستيلاء على التلة الاستراتيجية.
وأضاف الناطق الرسمي باسم الوحدات الكردية: "اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلينا والقوات المدعومة من تركيا، أسفرت عن تدمير 5 آليات عسكرية، 3 مصفحات، وسيارة عسكرية لنقل الجنود، وسيارة عسكرية أخرى من نوع تويوتا، إضافة إلى مصفحة عسكرية أخرى من نوع (BMB)، كما تم تأكيد مقتل 15 عنصراً من المهاجمين".
وأضاف سيامند علي، أن "لجوء الأتراك للغارات الجوية بطائرات (إف 16) والقصف بالمدفعية الثقيلة على مختلف المناطق، يؤكد المأزق الذي تعانيه تلك القوات أثناء محاولتها التقدم".
ولم تهدأ حتى الآن، المعارك التي اندلعت جنوب شرق مدينة منبج، حيث تحاول قوات "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا، التقدم على هذا المحور، لكن المكتب الإعلامي لوحدات "حماية الشعب" يؤكد تدمير العديد من الآليات ووقوع عشرات القتلى والجرحى في صفوف المهاجمين.
وتشير المعارك المترافقة مع قصف جوي ومدفعي عنيف، إلى توسع جبهات المواجهة في شمال شرق سوريا، بدءاً من أرياف منبج الشرقية وصولاً إلى محيط "كوباني" وشرقها باتجاه الحسكة.
وأكد المكتب الإعلامي، أن قوات "هارون"، استهدفت بالمدفعية الثقيلة فجر اليوم الاثنين، تجمعات ونقاط تمركز للقوات المهاجمة، وتمكنت من تحقيق إصابات مباشرة فيها.
وأضاف الناطق الرسمي: "حصيلة قتلى القوات المدعومة من تركيا، يوم أمس الأحد، بلغ 23 قتيلاً إضافة إلى جرح 7 آخرين".
ويقول الضابط المتقاعد صلاح العابد، إن التحليق المكثف للطيران الحربي التركي وطائرات "بيرقدار" المسيّرة، في سماء شمال شرق سوريا، يؤكد ضراوة المعارك وصعوبتها.
ويضيف: "عدم تمكن قوات الجيش الوطني من التقدم في تلك الجبهات، يؤكد الموقف الأمريكي الرافض لأي تغيير في خطوط التماس، على الأقل في هذه المرحلة".
وتزداد المعارك في شمال شرق سوريا ضراوة، مع استهداف مناطق جديدة بالمدفعية الثقيلة والمسيّرات والغارات الجوية، شملت معظم الريف الغربي والجنوبي لمدينة "عين العرب" كوباني، كما وصلت إلى محافظة الحسكة شرق المدينة.
ويقول الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب: "لا نستبعد التدخل المباشر للجيش التركي القريب جداً من شمال مدينة كوباني، لكننا مستعدون لصد أي هجوم".
وفي السياق، يقول المحلل السياسي عصام عزوز إن "تصاعد حدة المعارك وتعدد الجبهات، يؤكد حجم الخلافات الدولية حول طبيعة الحل في شمال شرق سوريا."
ورأى عزوز، في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "هذه المنطقة تعتبر خزان النفط والغاز والقمح"، على حد وصفه.
