logo
العالم العربي

ماذا حققت إسرائيل بعد شهر على التوغل البري في لبنان؟

ماذا حققت إسرائيل بعد شهر على التوغل البري في لبنان؟
قصف إسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبيةالمصدر: رويترز
31 أكتوبر 2024، 1:33 م

أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء (الأول من أكتوبر/ تشرين أول 2024) عن بدء عملية برية في جنوب لبنان ضد أهداف لحزب الله، بعد أن حقق اختراقات أمنية كبيرة على مدى أسبوعين، تكللت باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ونائبه.

وقال الجيش الإسرائيلي حينها، إنه ينفذ غارات برية يستهدف فيها قرى قريبة من الحدود الإسرائيلية، مؤكدًا أن عملية "السهام الشمالية" ستستمر وفقًا لتقييم الوضع، لتتسع بعدها رقعة المناطق التي يستهدفها الجيش الإسرائيلي في عملياته البرية في أكثر من محور وإلى أعماق جديدة .

واليوم يمضي على انطلاق العملية البرية شهر كامل، فماذا حقق الجيش الإسرائيلي خلال هذه الفترة وما قبلها من عمليات أمنية واستهدافات طالت قيادات الحزب وأبرز مسؤوليه العسكريين والسياسيين؟ وهل تبدو إسرائيل قريبة من تحقيق أهدافها بإزالة الخطر العسكري الذي يمثله حزب الله، أو تحجيم دوره في الحياة السياسية اللبنانية؟

إنجاز أمني وفشل عسكري

المحلل السياسي اللبناني، نضال السبع، أوجز الأمر، فقال إن الإسرائيليين حققوا إنجازًا على الصعيد الأمني، ولكنهم أخفقوا على الصعيد العسكري.

وأضاف في تصريحات لإرم نيوز "حتى هذه اللحظة، ربما يعتقد الإسرائيليون، بعد سلسلة الضربات التي وجهوها لحزب الله، أنهم ما زالوا قادرين على التوغل عسكريًّا ضمن الأراضي اللبنانية، ولكنهم لا يستطيعون التحدث عن توغل بري كبير".

أما لناحية العمليات الأمنية، فيرى السبع أنهم تمكنوا من اختراق بنية حزب الله، ثم تفجير أجهزة البيجر وبعدها تفجير أجهزة اللاسلكي، ثم ذهبوا في 23 سبتمبر إلى اغتيال إبراهيم عقيل وقادة الرضوان، ثم في 27 سبتمبر جاءت الضربة الكبرى عبر اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ثم نائبه وخليفته هاشم صفي الدين.

ويقول: على الصعيد العسكري والقوات الجوية، دمر الإسرائيليون العديد من المنشآت والبنية التحتية التابعة للحزب، وكان لديهم أيضًا برنامج أمني استهدفوا فيه شخصيات أمنية ومركزية وشخصيات عسكرية ومالية (كما حدث عندما اغتالوا الأخوين قصير، الأول في منطقة الجناح في بيروت، والثاني في المزة في دمشق) .

أيضًا، كان لديهم قائمة بمستودعات الصواريخ والأسلحة، وهم يعتقدون أنهم عطلوا قدرات حزب الله، ولكن بالنسبة لحزب الله، فهو حتى هذه اللحظة ما زال قادرًا على إطلاق الصواريخ والمسيرات، وهذا يشكل تحديًا كبيرًا للإسرائيليين، وفقًا للمحلل السياسي اللبناني.

ويتابع السبع "أيضًا فجر الإسرائيليون عددًا من القرى الجنوبية، ولكن حتى هذه اللحظة وخلافًا لما تعتقده المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، من أنها قادرة على القيام بتوغل بري كبير في الأراضي اللبنانية، إلا أن هذا الهدف لم يُنجز، وانتهى حتى اليوم إلى فشل على الصعيد العسكري".

أخبار ذات علاقة

جنود ودبابات إسرائيلية

اتفاق في الأفق.. قطع الطريق على إعادة تسليح "حزب الله"

 

ما بين 2006 و2024

المحلل والخبير العسكري الأردني صلاح ملكاوي، يقارن بين حرب عام 2006 والحرب الحالية، ويقول "في حرب 2006 كان هناك طموحات وأهداف كبيرة لإسرائيل، وفُوِّض الجيش لتحقيقها، ولكن أعطي أدوات غير كافية لتحقيق هذه الأهداف والمكاسب" .

أما في عام 2024، وفقًا لملكاوي، يبدو جليًّا أن القوات الإسرائيلية والأجهزة الاستخبارية أخذت التفويض الكامل والأدوات من المجلس الأمني، لتحقيق الأهداف الكاملة وهي تطبيق القرار 1701 وضرب أذرع إيران من خلال هذا الغطاء.

ويوضح: بدايةً بدأت عملية البيجر، ثم في اليوم التالي تفجيرات اللاسلكي، ثم الاغتيالات التي طالت قيادات الحزب، سواء السياسية أم العسكرية مرورًا باغتيال رأس الهرم حسن نصر الله، وخليفته هاشم صفي الدين، ويخلص الخبير إلى أن إسرائيل في حرب 2024 استخلصت العبر والدروس من الإخفاقات التي حصلت في عام 2006. 

يؤكد ملكاوي، أن كل ذلك لا يعني أن المهمة الإسرائيلية سهلة اليوم، ولكن اغتيال القيادات السياسية والعسكرية منحها أفضلية من خلال الصدمة التي أحدثتها في كيان الحزب بشكل كامل.

بين التكتيكي والعملياتي

يقسم الخبير صلاح ملكاوي الأهداف العسكرية لكل من إسرائيل وحزب الله إلى أهداف تكتيكية وأخرى عملياتية، ويقول إن القدرة التكتيكية لحزب الله لم تتأثر، بدليل استمرار إطلاق الصواريخ والمقذوفات على إسرائيل، وأيضًا الحد من التوغل البري بشكل كبير.

في القدرات العملياتية، التي تعني استنفار صنوف الأسلحة جميعها (طيران مسير وصواريخ ومعارك برية وحرب نفسية وخطابات)، فهذه تأثرت بشدة خلال الشهر الماضي، وفقًا للخبير الأردني، ولكن مؤخرًا بدأ الحزب يستعيد عافيته، من خلال استخدام صواريخ مختلفة ولعدة نقاط، وكذلك إطلاق الطيران المسير، و"نجد أنه استعاد عافيته عبر الخطابات والرسائل، إذ رأينا نعيم قاسم يطلق التهديدات لإسرائيل، وجرى إرسال رسائل إلى الجانب الآخر، وأهمها استهداف منزل نتنياهو وغيرها".

وبما يخص الأهداف الإسرائيلية، يرى المحلل ملكاوي، أن إسرائيل نجحت في هذه الحرب بشكل كبير، وظهر الشيء المذهل في القدرة الاستخباراتية على جمع المعلومات والاستفادة منها وتنفيذ عمليات طالت الجانب العسكري والسياسي (تفجيرات البيجر واللاسلكي، واغتيال قيادات سياسية وعسكرية، وتدمير غرفة العمليات الأولى والثانية).

أخبار ذات علاقة

المبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكستين

تنهي سلاح "حزب الله".. تفاصيل مسودة اتفاق التهدئة بين لبنان وإسرائيل

 

عسكريًّا وسياسيًّا

اليوم -يقول ملكاوي- نتحدث عن هدف إستراتيجي عسكري وهو ضمان ألا يشكل حزب الله تهديدًا خطرًا على أمن إسرائيل، وهذا تحقق إلى حد كبير عبر تدمير نصف ترسانة حزب الله، كما تشير التقارير، ونزوح سكان عشرات القرى والبلدات الجنوبية، وتدمير جزء كبير من الأنفاق والمستودعات العائدة للحزب .

وبناء على ذلك "أرى أن الهدف الإستراتيجي العسكري تحقق في جزء كبير منه، فلم يعد حزب الله قادرًا على تشكيل تهديد أمني خطر على إسرائيل، ولكن هناك أيضًا هدف سياسي وهو صعب التحقق" وفقًا للخبير ملكاوي.

ويضيف: على الرغم من تدمير جزء كبير من قدرات حزب الله، ولكن إن بقي الوضع من دون حل سياسي، ومن دون تنفيذ للقرار 1701 ومن دون قطع الإمدادات من الصواريخ والمسيرات، عن طريق سوريا أو عن طريق المطار والمرفأ، فلا شيء يمنع في المستقبل، من استعادة حزب الله لقدراته وتشكيل خطر أكبر على إسرائيل، في أي حرب قادمة.

وفي ما يتعلق بالجانب السياسي، الذي يتمحور حول لجم حزب الله داخليَّا، وتمكين الفرقاء اللبنانيين من لعب دورهم، وتمكين الجيش اللبناني والدولة اللبنانية، وتطبيق القرار 1701 ، "أجد أنه من الصعوبة أن نلمس نتائجه خلال فترة قصيرة"، وفقًا للخبير.

بالمختصر -يخلص صلاح ملكاوي- "أجد أن إسرائيل حققت جزءًا كبيرًا من أهدافها، والعين حاليًّا على الانتخابات الأمريكية لمعرفة شكل النهاية لهذه الحرب؛ لأن الانتخابات ستشكل مفصلًا مهمًّا في ذلك، فإن كانت ديمقراطية قد يُضغط على إسرائيل ضمن صفقة ما ترضيها لإنهاء الحرب، ولكن دون أن يساعد ذلك على تحقيق الهدف السياسي بإنهاء أو إضعاف حزب الله داخليًّا، أما إن كانت جمهورية، فالأمر مفتوح على كل الاحتمالات، وجميعها لمصلحة إسرائيل"وفقًا لملكاوي.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC