قوة إسرائيلية خاصة تقتل مسؤولاً في الجبهة الشعبية بعد تسللها لدير البلح وسط غزة
أثار إعلان حكومة الاستقرار الوطني في ليبيا برئاسة أسامة حماد عن تفكيك ثلاث خلايا لتنظيم داعش في جنوب البلاد تساؤلات حول ما إذا كان ذلك قد يقود إلى استعادة التنظيم نفوذه في البلاد التي تعاني من انقسامات أمنية وسياسية وعسكرية حادّة.
وذكرت السلطات أن أجهزة الأمن نجحت في العثور على كميات كبيرة من الأسلحة و الذخائر المتوسطة والثقيلة وقذائف وقنابل وعبوات ناسفة كانت مخبّأة داخل مخازن تحت الأرض بأحد المنازل في مدينة سبها.
ولم تكشف بعد السلطات عن تقييمها للأخطار التي يمثلها داعش الآن، لكن هذا الإعلان فتح الباب أمام التساؤلات حول ما إذا كان داعش سيستغل حالة انعدام الاستقرار السياسي من أجل العودة في ليبيا.
وعلّق الخبير العسكري الليبي، عادل عبد الكافي، على الأمر بالقول: "منذ عام 2023 و2024 صدرت تقارير أمريكية ودولية عن أنشطة للتنظيمات الإرهابية في السودان في ظل الفوضى التي تعرفها البلاد، وأيضاً رصدت هذه التقارير تحركات للمرتزقة نحو الحرب في السودان وأيضاً الساحل الإفريقي؛ ما أحدث فراغا أمنيا في جنوب ليبيا".
وأضاف عبد الكافي، لـ"إرم نيوز"، أن "هذه المنطقة أصبحت ملاذا للمرتزقة والهجرة غير الشرعية، وهي الظاهرة التي تشكل الشريان الرئيسي لعناصر داعش؛ لذلك هذه التنظيمات وعلى رأسها داعش اتخذت من الجنوب الليبي ملاذا آمنا، بعض القيادات التي نجت من القتل في سرت عام 2015، وأيضاً فرّت إلى جنوب ليبيا واستطاعت الاختباء هناك".
وشدد على أنّ "داعش تتخذ استراتيجية واضحة وهوي عندما يكثر عليها الضغط في منطقة ما تفرّ عناصرها نحو مواقع أخرى تعيد تجميع صفوفها فيها، والانطلاق بعمليات جديدة سواء على الأراضي التي تتواجد فيها أو في دول أخرى".
وختم عبد الكافي بالقول: "لذلك الخلية التي تم القبض عليها في جنوب ليبيا نتيجة تعامل استخباري كبير على رأسه القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) ودول الجوار التي هي متضررة من تحركات تنظيم داعش".
من جانبه، قال المحلل السياسي، كامل المرعاش: "واقعياً طبيعة تشكيل هذه التنظيمات الإرهابية وطرق عملها واختراقها للحدود الوعرة والصحراوية الواسعة يجعل من محاربتها والقضاء عليها أمراً شاقا، خصوصاً عندما تكون وراءها جهات تغدق عليها التمويل بملايين الدولارات".
وتابع المرعاش، لـ"إرم نيوز"، أن "دحر هذه التنظيمات يُعد حربا مفتوحة لا تنتهي بمعركة واحدة، وعملية تفكيك ثلاثة منها في جنوب ليبيا، يأتي ضمن المعركة المستمرة مع هذه التنظيمات العابرة للحدود والتي جاءت هذه المرة من شمال مالي والنيجر؛ لضعف سلطات هذين البلدين في حماية حدودهما من تنقل هذه التنظيمات، يضاف إلى ذلك أن هناك أطرافا متطرفة في الصراع الليبي تدعم هذه التنظيمات بالمال من أجل إرهاق الجيش الوطني الليبي في المناطق الخاضعة لسيطرته".
وأكد أن "داعش هو الأخطر بعد أن انضمت له تنظيمات إرهابية أخرى مثل أنصار الشريعة الليبية المقاتلة وتنظيم المغرب الإسلامي وبوكو حرام"، مشيرا إلى أن "قوة الجيش الليبي وجاهزيته العسكرية المتواصلة لن تمكن هذه التنظيمات من تحقيق مآربها".