أطلق الجيش الإسرائيلي مبادرة أمنية جديدة تهدف إلى تمكين نحو 10 آلاف جندي من قوات الاحتياط من الاحتفاظ بأسلحتهم الشخصية داخل منازلهم بشكل دائم، وفق موقع "واي نت" الإخباري العبري.
وتسعى هذه الخطوة إلى إلغاء الفجوة الزمنية التي يتطلبها التوجه للمخازن العسكرية في حالات الطوارئ، مما يتيح استجابة ميدانية فورية ومباشرة عند صدور أوامر الاستدعاء، في إجراء يعكس مخاوف المؤسسة الأمنية من تكرار سيناريوهات هجمات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ويأتي هذا القرار في أعقاب التأخيرات الحرجة التي شهدها الهجوم المفاجئ لحركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حين بقيت العديد من التجمعات المدنية القريبة من حدود قطاع غزة من دون حماية لساعات طويلة، وفي عدد من الحالات لم تكن فرق الطوارئ المحلية تمتلك أي أسلحة للتعامل مع الموقف.
وقال ضابط رفيع في الفرقة 96 إن الجيش يتذكر بدقة سبب استغراق القوات 6 ساعات للوصول إلى نير عوز، موضحا أنه قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول لم تكن لدى العديد من فرق الاستعداد أسلحة مخزنة في المنازل أو داخل البلدات، الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى وقوع كارثة.
وسيحصل أفراد الاحتياط، وغالبيتهم من المتطوعين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عامًا، على بندقية من طراز "أم فور" أو نسخة مطورة من "أم 16"، إلى جانب مخازن ذخيرة وسترة قتالية وخوذة. وسيتم حفظ هذه المعدات داخل خزنة كبيرة مزوّدة من الجيش وتثبت داخل منازلهم، على أن يخضع كل جندي قبل ذلك لفحوصات طبية ونفسية وتدقيق في السجل الجنائي.
وكان الجيش الإسرائيلي يمنع في السابق معظم الجنود من الاحتفاظ بأسلحتهم في المنازل خشية السرقة أو سوء الاستخدام، إلا أن هذه السياسة جرى تعديلها بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول لصالح مجموعات محددة من قوات الاحتياط، على أن يكون الجندي قد أنهى أيضا واجباته العملياتية قبل تسلمه السلاح.
وقال العقيد روي، قائد "الفرقة 96"، إن الهدف هو تمكين المقاتلين من الانطلاق مباشرة من منازلهم والوصول إلى المفارق الحيوية أو مناطق القتال خلال ساعة واحدة، وهو زمن أسرع بكثير من الإجراءات المعقدة التي كانت تتطلب التوجه إلى مخازن الطوارئ لاستلام السلاح.
وحتى الآن تسلم مئات من أفراد الاحتياط بنادقهم، فيما ينضم عشرات آخرون شهريًا إلى هذه المبادرة. وأوضح الجيش أن الأسلحة الموزعة هي بنادق قياسية مستخدمة في الجيش، وليست أنظمة مشفرة أو أسلحة ثقيلة، ويتم تخزينها في المنازل تحت رقابة صارمة.