اهتمت تل أبيب بالرد "غير المسبوق" من حزب الله الذي أكد استعداده لمناقشة ملف تسليحه، بخلاف التصريحات المتشددة لأمينه العام نعيم قاسم، وفقًا لصحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية.
وتأتي هذه التطورات وسط تغييرات إقليمية تشهدها المنطقة، بالذات على خلفية الحرب الإيرانية الإسرائيلية، وضغوط يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأشارت الصحيفة إلى رد "حزب الله" غير الرافض لمناقشة الدعوة الأمريكية لنزع السلاح، بل أكثر من ذلك، شدد الحزب على "التعاون".
وكان ممثل إدارة ترامب وضع مسارًا عمليًا لنزع سلاح حزب الله مقابل انسحاب إسرائيلي من نقاط السيطرة الخمس في جنوب لبنان.
ونقلت يسرائيل هايوم عن تقارير لبنانية صباح اليوم السبت أن حزب الله قدّم رده الرسمي على وثيقة المبعوث الأمريكي توم باراك.
وبحسب التقارير، نقل حزب الله الرد إلى رئيس مجلس النواب اللبناني، رئيس حركة أمل المتحالفة مع حزب الله، نبيه بري، الذي نقله بدوره إلى الجانب الأمريكي، مؤكدًا التزام حزب الله بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار "بجميع جوانبه"، ويشمل هذا المخطط تفكيك مواقع حزب الله في منطقة جنوب الليطاني.
وأكد موقف حزب الله الذي ترصده تل أبيب باهتمام، أنه "لا حاجة لاتفاق جديد" يُغير ما تم الاتفاق عليه سابقًا.
وشدد الحزب على التزامه بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه دعا إسرائيل إلى تنفيذ قراراتها بالكامل ووقف اعتداءاتها المتزايدة منذ الاتفاق.
وفي ما يتعلق بمسألة السلاح، أبدى حزب الله استعداده لمناقشة هذه المسألة في إطار "الاستراتيجية الدفاعية أو عبر الحوار الداخلي"، مؤكدًا استعداده للمشاركة في نقاش بناء.
وعلقت الصحيفة العبرية بالقول إنه بمعنى آخر، يبدو أن حزب الله اختار تجنب الرفض الصريح في الرد الرسمي، بعدما رأى ما حدث لإيران.
وأشارت يسرائيل هايوم إلى تعارض هذا الموقف الرسمي لحزب الله مع الرؤية التي يعبر عنها الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في خطاباته حول تسليم السلاح.
وتحدث قاسم أمس مجددًا خلال ليالي عاشوراء، مخاطبًا من يطالب المقاومة بتسليم سلاحها، بالمطالبة أولًا بإنهاء العدوان.
وقال: "هل يُعقل ألا تنتقدوا العدوان وتقولوا لأبناء وطنكم: ألقوا سلاحكم أولًا؟ إذا كان هناك من يقبل الاستسلام، فهذا شأنهم، نحن لا نستسلم".