الأوروبيون يقترحون قيادة "قوة متعددة الجنسيات" في أوكرانيا
أشاد الشيخ الدكتور سليم علوان الحسيني، الأمين العام لدار الفتوى في أستراليا، بالموقف البطولي للشاب المسلم أحمد الأحمد الذي أوقف هجوم سيدني وأنقذ أرواح العشرات، مؤكداً أنه رجل نبيل يستحق كل تقدير واحترام، ويمثل القيم الإسلامية الحقيقية في حماية الأبرياء.
وشدد الحسيني، في حوار خاص مع "إرم نيوز"، أن القيادات الدينية تتحمل مسؤولية كبيرة في مواجهة التطرف والعنف، داعياً إلى تعزيز الإجراءات الأمنية حول دور العبادة وضمان بيئة آمنة لجميع المواطنين.
يأتي ذلك على خلفية الهجوم الذي نفذه مسلحان، أمس الأحد، ضد اليهود أثناء احتفالهم في فعالية دينية على شاطئ بوندي بمدينة سيدني.
أسفر الحادث عن مقتل 16 وإصابة 40، ومن بين القتلى أحد مطلقي النار، في حين تعرض المهاجم الآخر لإصابات حرجة، وذلك في هجوم اعتبرته كانبرا والعالم إرهابياً.
وتاليا نص الحوار مع الشيخ سليم علوان الحسيني:
الجالية الإسلامية الأسترالية متحدة في إدانة هذا الهجوم العدواني بشكل واضح وقاطع، وقد جاء تعبير ذلك عن طريق البيانات الرسمية التي صدرت عن مؤسسات المجتمع التي تمثل الجالية، وكان لدار الفتوى بيان واضح في هذا الشأن من حيث الاستنكار والشجب، مع تمنّي الشفاء العاجل للمصابين وتعزية من فقدوا في هذا الحدث الأليم.
نعم، هذا صحيح، الشخص الذي نزع سلاح أحد المهاجمين واسمه أحمد الأحمد، هو أب لطفلين ويبلغ من العمر 43 عاماً وهو صاحب متجر محلي، استطاع بشجاعته أن يتصدى وينتزع سلاح المهاجم دون تردد، وهو موقف نبيل يستحق كل تقدير واحترام، وهو يمثل القيم الإسلامية الحقيقية في حماية الأبرياء والدفاع عن الحق ورفض الظلم أياً كان ضحيته.
القيادات الدينية تتحمل مسؤولية كبيرة في مواجهة التطرف والعنف، ويمكنها المساهمة الفعالة من خلال عدة محاور، وذلك يتجلى في تصحيح المفاهيم المغلوطة، وتقديم الفهم الصحيح للنصوص الدينية التي يستغلها المتطرفون، وتعزيز قيم التعايش ثم تحصين الشباب ضد الأفكار المتطرفة، واستغلال المنابر للتوعية المستمرة ضد العنف والكراهية، وتفنيد الأفكار المتطرفة بالحجة والدليل.
ولا ننسى أن الإسلام دين رحمة وسلام، والقيادات الدينية عليها واجب إظهار هذه الحقيقة بالقول والعمل، ومواجهة من يشوه صورته بالعنف والإرهاب.
كما تعلمون نحن نعيش في دولة متعددة الثقافات، وقد أولت الحكومات المتعاقبة أهمية كبيرة للتعايش الحسن والعيش المشترك وهذا ما عليه الجالية الإسلامية في عموم أستراليا، حيث الاندماج مع المجتمع وتقديم المصلحة العامة وبناء جسور التعاون بين الجاليات كافة لتحقيق الازدهار والنماء في المجتمع ككل في خطوات تظهر ما جاء به ديننا الحنيف من حب الخير لجميع الناس وإظهار السلوك الحسن.
تمثل المؤسسات الإسلامية خط الدفاع الأول ضد التطرف، ولها دور محوري في حماية الشباب، وذلك من أبواب عدة كل بحسب اختصاصه، نذكر منها الدور التعليمي والتربوي وما يختص ببناء الوعي الديني السليم والبرامج الهادفة التي تدعم نهج الوسطية والاعتدال الذي جاء به ديننا الحنيف، ثم التزود بالعلم الصحيح القائم على العدل والمساواة، ثم تعرية مصادر التطرف البغيض وتأثيرها على الفرد والمجتمع.
لقد كان رد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي واضحا بهذا الشأن، حيث قال إن الحكومة تعمل بجدية مع الأجهزة الأمنية لتحييد أي تهديد جبان أو عمل إرهابي يهدد السلم المجتمعي أو العيش المشترك، ووعد بتسخير جميع الموارد اللازمة لضمان أمن الجاليات كافة، ثم التنويه عن الشجاعة والبطولة التي امتاز بها أحد المارة وهو مسلم لينقذ أرواح الكثيرين وهو خير دليل على دحض الادعاءات المشبوهة التي تهدف إلى تشويه الدين.
هي رسالة تنطلق من مفاهيم هذا الدين القائم على السلام والرحمة، وأن التطرف بجميع أشكاله يتعارض كلياً مع المبادئ والقيم الدينية السمحة. كما أنها دعوة للشباب إلى ضرورة التمسك بالاعتدال والوسطية كأساس للممارسة الدينية، ونحذر في الوقت ذاته من الخطر الحقيقي المتمثل في الانجرار خلف دعوات الكراهية التي تُبث عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي من قبل أفراد أو جماعات يفتقرون للعلم الشرعي المؤهل.
كما تشدد رسالتنا على ضرورة التزام الشباب بقيم العيش المشترك والاندماج الإيجابي في المجتمع الأسترالي المتنوع، انطلاقاً من حقيقة أن المسلمين جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي الأسترالي، وعلى ضرورة التعاون التام مع السلطات والمجتمع ككل للحفاظ على الأمن والسلام وحماية الأبرياء من أي أعمال إرهابية محتملة.
والمحور الأهم في هذه الرسالة هو دعوة الشباب إلى طلب العلم من مصادره الموثوقة والمؤهلة، أي من المؤسسات الشرعية المعتمدة في أستراليا، بدلاً من المصادر المجهولة على شبكة الإنترنت.
كما نحث الشباب على أن يكونوا خير سفراء لدينهم، وأن ينشروا قيم المحبة والتعايش، وأن يكونوا شركاء فاعلين في بناء أستراليا آمنة ومزدهرة للجميع.
نحن في دار الفتوى المجلس الإسلامي الأعلى في أستراليا، نرى أن حماية النسيج الثقافي المتنوع ومنع تكرار مآسي العنف والكراهية يتطلبان تحركاً جاداً ومتناسقاً من السلطات الأسترالية والمجتمع المدني معاً. وإننا ندعو في هذا الصدد إلى تعزيز قيم التعايش الحسن والعيش المشترك.

كما ندعو أيضا السلطات الأسترالية بأخذ الحيطة والحذر من الجهات المتطرفة والتعامل معهم بحزم وتطبيق القوانين الرادعة لكل من يهدد السلم المجتمعي الذي ينعم به الأستراليون. كما نؤكد على ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية حول دور العبادة وضمان بيئة آمنة لجميع المواطنين.
في المقابل، يقع على عاتق المجتمع المدني دور حيوي يتمثل في تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم بين أطياف الشعب، والوقوف صفاً واحداً لإدانة أي شكل من أشكال الكراهية أو العنف، ثم العمل يداً بيد لضمان العدالة للجميع؛ ما يسد الطريق أمام نمو الأفكار المتطرفة الهدامة.