ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
تجددت في الساعات الأولى من فجر الجمعة، أول أيام عيد الأضحى ، اشتباكات مسلحة بين رجال القبائل وقوات أمنية وعسكرية محسوبة على حزب الإصلاح الإخواني في محافظة مأرب شمال شرقي اليمن، أسفرت عن وقوع عدد من القتلى والجرحى من الجانبين.
وقالت مصادر يمنية لـ"إرم نيوز"، إن "المواجهات المسلحة، التي تدور رحاها في مديرية الوادي شرقي محافظة مأرب، بين رجال قبائل آل عبيدة وقوات أمن الطرق الموالية لحزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، منذ يوم الأربعاء، تشهد تصاعدًا في حدتها، إذ استخدمت القوات الأخيرة الأسلحة الثقيلة والمُسيّرات".
وأضافت المصادر أن "القوات الموالية لحزب الإصلاح لم تتوانَ عن قصف الأحياء والمناطق السكنية التابعة لرجال القبائل، باستخدام القذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا، قبل لجوئها إلى استخدام الطيران المُسيّر"، متابعةً: "وقد خلق ذلك حالة من الذعر والهلع في أوساط الأهالي، لا سيما الأطفال والنساء".
وأشارت المصادر إلى أن "رجال القبائل لم يقفوا مكتوفي الأيدي، بل شنّوا هجمات معاكسة كبّدوا خلالها الطرف الآخر خسائر بشرية وألحقوا به أضرارًا مادية، إذ تمكنوا من إحراق وإعطاب مدرعتين عسكريتين".
وذكرت المصادر أن "المواجهات بين الطرفين تسببت في انقطاع الخط الدولي العام الرابط بين محافظتي مأرب وحضرموت، فضلًا عن توقف توريد الوقود والمشتقات النفطية من منشأة صافر إلى باقي المحافظات الأخرى".
في غضون ذلك، أوضحت مصادر متطابقة أن "القوات المحسوبة على حزب الإصلاح تعاملت مع مطالب حقوقية تقدّم بها رجال القبائل بصورة عنجهية، كما أنها رفضت لاحقًا التعاطي بمسؤولية مع تلك المطالب، ما أدى إلى تصعيد حالة التوتر بين الطرفين، وانتهى باندلاع مواجهات عنيفة مستمرة منذ أكثر من يومين".
وقالت المصادر: "كما أن القوات الأمنية رفضت كافة جهود الوساطة التي تقودها شخصيات قبلية للوصول إلى حلول تهدف إلى وقف إطلاق النار"، مضيفة: "بل ذهبت باتجاه رفع حدّة التصعيد، وقصف القبائل بضراوة".
وذهبت الجهات الأمنية المحسوبة على الإصلاح باتجاه تصعيد خطابها، من خلال بيان صادر عن اللجنة الأمنية في محافظة مأرب، اتهمت فيه رجال قبائل آل عبيدة بموالاة ميليشيا الحوثي، وهو ما اعتبرته مصادر قبلية تصعيدًا خطيرًا وغير مقبول.
وفي سياق متصل، أصدرت قبائل تتواجد في محافظة مأرب، وهي قبائل مراد وجهم والجدعان، بيانًا حمّلت فيه القوات الأمنية المسؤولية الكاملة إزاء تصعيد الأحداث، منوهةً إلى أن ما ورد في بيان اللجنة الأمنية "لا يستند إلى أي وقائع حقيقية"، معتبرةً إيّاه "يمثّل انحرافًا خطيرًا في خطاب الدولة، ومحاولة مكشوفة لتحويل المظلوم إلى متهم، والوفي إلى مخرّب".
وقالت القبائل في بيانها "تابعت قبائل مراد وجهم والجدعان، بقلق بالغ وأسف شديد، ما جرى ويجري من اعتداءات ممنهجة وغير مبررة بحق أبناء قبيلة عبيدة، تحت غطاء السلطة، وبأساليب تتنافى مع منطق الدولة وقيم العدالة والإنصاف".
وأوضح البيان، الذي تداولته منصات رواد مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن"لقد بدأ هذا الاستهداف بحجز شاحنات وعرقلة مصالح، وانتهى باعتداء مسلح باستخدام الطيران المُسيّر، ما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى، في سابقة خطيرة لا تمت لأعراف مأرب ولا تقاليدها، ولا تمت بصلة إلى قيم الدولة وسلوك مؤسساتها".
وشددت القبائل على أن "السياسات الرعناء، التي يُمتهن فيها المواطن وتُتَّهم فيها القبائل بالخيانة لمجرد رفضها للظلم، لن تؤدي إلا إلى تمزيق الجبهة الداخلية، وتمسّ بأمن الجميع، خاصةً إذا استُبدل صوت الحكمة بالتجييش، ونهج الدولة بالانتقام".
وأكدت أن "المساس بكرامة عبيدة هو مساس بكرامتنا جميعًا، وإن الاعتداء على أرضهم هو اعتداء على كل شبر من تراب مأرب، ومن يظن أن القبائل قد سكنت أو تفرقت فقد أساء التقدير، وغرّه سلطان زائل".
وفي ختام بيانها، أعلنت القبائل تضامنها الكامل مع قبيلة عبيدة، محددةً مجموعة من المطالب، تمحور أبرزها في تشكيل لجنة محايدة تضم شخصيات قبلية مشهودة بالحكمة، لمحاسبة كل من تسبب في هذا التصعيد.
ودعت قبائل مأرب الأخرى إلى اجتماع موسع للخروج بموقف موحّد، وبلورة ميثاق شرف قبلي، يحفظ كرامة القبائل ويحافظ على توازن العلاقة بين القبيلة والسلطة.
