logo
العالم العربي

مع تقليص الوجود الأمريكي.. هل يستطيع الجيش العراقي مواجهة "بقايا داعش"؟

مسلح يرفع علم داعش

يرى خبراء أن تقليص الوجود العسكري الأمريكي في العراق يفتح الباب أمام أسئلة ملحة تتعلق بمصير تنظيم داعش، وما إذا كان الانسحاب سيمنحه مساحة جديدة للتحرك، أم أن القدرات العراقية الحالية كافية لضبط المشهد الأمني ومنع عودته.

أخبار ذات علاقة

مقبرة الخسفة في نينوى

العراق ينتهي من فتح مقبرة جماعية لداعش شمالي نينوى

وتشير بيانات وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن واشنطن خفضت وجودها العسكري في العراق إلى أقل من ألفي جندي، يتمركز معظمهم في إقليم كردستان، في حين يواصل جزء محدود تنفيذ أدوار استشارية وتدريبية داخل بعض القواعد العسكرية في بغداد والأنبار.

ووفق التصريحات الأمريكية، فإن المهمة القتالية للتحالف الدولي ضد داعش انتهت فعلياً، ليجري استبدالها بشراكة طويلة الأمد مع القوات العراقية تتركز على المعلومات والدعم الفني.

هجمات محدودة

بحسب تقارير أمنية غربية، فإن وتيرة نشاط داعش في العراق تراجعت بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، مع تسجيل أعداد محدودة من الهجمات التي اعتمدت على العبوات الناسفة أو محاولات استهداف القوافل العسكرية.

وتؤكد هذه التقارير أن خلايا التنظيم باتت تتحرك بشكل منفرد ومجزأ، ولم تعد قادرة على السيطرة على مساحات أو إدارة مناطق كما فعلت في عامي 2014 و2015.

أخبار ذات علاقة

خطط لهجمات في أوروبا وأمريكا.. كيف أسقط العراق المسؤول البارز في داعش؟

خطط لهجمات في أوروبا وأمريكا.. كيف أسقط العراق المسؤول البارز بداعش؟ (فيديو إرم)

النائب في البرلمان العراقي مختار الموسوي قال إن هناك بعض الخلايا النائمة ما زالت تتحرك في عدد من المحافظات، وتستفيد من التمويل القادم عبر قنوات مختلفة.

وأضاف أن المعركة مع داعش مستمرة، ولا بد من تكثيف العمليات العسكرية والاستخبارية لملاحقتهم في المناطق الوعرة، لا سيما في جبال حمرين ومكحول.

وأوضح الموسوي، لـ"إرم نيوز"، أن الانسحاب الأمريكي لا يعني غياب التهديد، بل يزيد من مسؤولية القوات العراقية في منع التنظيم من إعادة تشكيل صفوفه أو استغلال أي فراغ أمني.

وتفيد بيانات الأمم المتحدة بأن عدد مقاتلي داعش المتبقين في العراق وسوريا مجتمعَين لا يتجاوز ثلاثة آلاف عنصر، معظمهم يتحركون في مناطق صحراوية أو جبلية.

كما تشير التقديرات إلى أن التنظيم لا يزال يحتفظ باحتياطي مالي يقارب عشرة ملايين دولار، ما يمكّنه من تمويل عملياته وتجنيد عناصر جديدة عبر قنوات الحوالة وطرق غير شرعية لنقل الأموال.

تهديد للأمن الداخلي

بدوره، قال الخبير الأمني الدكتور عماد علو إن القوات العراقية بمختلف تشكيلاتها تواصل ملاحقة الخلايا النائمة لداعش في مناطق غربي بحيرة الثرثار وجبال حمرين ووادي الشاي، وهي مناطق كانت سابقًا تمثل بؤراً لنشاط التنظيم.

وأكد علو، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن التعاون بين العراق والتحالف الدولي ما زال مستمراً مع تبادل المعلومات الاستخبارية، وقد أسهم هذا التعاون أخيرًا في تصفية قيادات بارزة من التنظيم داخل الأراضي السورية، من بينها عبد الرحمن الحلبي.

ولفت إلى أن المشهد الحالي يؤشر إلى أن داعش لم يعد قادراً على شن عمليات واسعة، لكنه ما زال يشكل تهديدًا متقطعاً للأمن الداخلي إذا ما توفرت له مصادر تمويل جديدة أو مساحات غير مراقبة.

أخبار ذات علاقة

قوات أمريكية في قاعدة "عين الأسد" في العراق

ضغوط وخلافات.. الانسحاب الأمريكي "الغامض" من "عين الأسد" يربك العراق

وتؤكد التقييمات الغربية أن وجود القوات الأمريكية داخل العراق لم يعد شرطًا أساسياً لمكافحة داعش، إذ إن القوات العراقية باتت قادرة على إدارة الملف بنفسها.

ومع ذلك، ترى هذه التقييمات أن بقاء جزء من القوات في أربيل يضمن استمرار التنسيق مع التحالف الدولي بشأن الملف السوري، ويمنع انتقال الخطر مباشرة إلى الداخل العراقي.

والتحالف الذي أسس في العام 2014، بمشاركة أكثر من 80 دولة، تراجع دوره تدريجياً مع انحسار داعش، فمعظم الدول المشاركة سحبت قواتها أو أبقت أعداداً رمزية، في حين بقي العمود الفقري للتحالف هو القوات الأمريكية التي يقدر عددها بنحو 2500 جندي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC