بحث رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني مع القائم بأعمال السفارة الأمريكية في بغداد ستيفن فاجن ملف الانسحاب الأمريكي من العراق، لأول مرة منذ بدء الانسحاب الفعلي في 18 من الشهر الحالي.
وذكر بيان لمكتب المشهداني أن الأخير استقبل في مكتبه الرسمي السفير فاجن، حيث جرى خلال اللقاء "بحث آلية تقليص أعداد القوات في قاعدة عين الأسد، وتحويل العمل إلى إطار ثنائي محدود داخل إقليم كردستان، تمشيًا مع متطلبات الواقع الميداني وبما يعزز السيادة الوطنية".
وأشار البيان إلى أن "رئيس البرلمان أكد أن الاستقرار الأمني المستدام لا يتحقق من دون ازدهار اقتصادي"، مشددًا على "أهمية دخول الشركات الأمريكية إلى السوق العراقية لدعم القطاع الخاص وتوفير فرص عمل واسعة للأيدي العاملة الوطنية".
كما شدد الجانبان على "متانة العلاقة بين العراق والولايات المتحدة، وحرصهما على تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة، ويعزز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية".
وللمرة الأولى، يتناول مسؤول عراقي ملف الانسحاب الأمريكي ببيان رسمي ونقاش معلن، منذ انطلاق العملية في 18 من الشهر الجاري.
ويأتي ذلك بعدما أثار الانسحاب الأمريكي من قاعدة عين الأسد جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية، نتيجة غياب أي إعلان رسمي مشترك يوضح طبيعة الخطوة أو يحدد مسارها الزمني.
وبدأت القوات الأمريكية أخيرًا بنقل معدات وتجهيزات عسكرية من القاعدة، وسط قراءات متباينة بين القوى العراقية بشأن ما إذا كانت الخطوة انسحاباً أحادياً أم استكمالًا لاتفاقات سابقة.
ويُتوقع أن تُغلق القاعدة بشكل كامل منتصف سبتمبر/أيلول المقبل، وهي التي تعدّ واحدة من أهم المواقع الاستراتيجية للوجود الأمريكي في العراق منذ عام 2003، وعادت لتؤدي دوراً محورياً بعد عام 2014 في الحرب ضد تنظيم "داعش".
وقد حدّد الجانبان موعدًا لإنهاء الوجود القتالي بالكامل بحلول منتصف سبتمبر/أيلول المقبل، مع الإبقاء على مستشارين في مجالات الطيران والاستخبارات.