يرى خبيران سياسيان أن مقتل جنود سوريين بهجومين إسرائيليين متتالين بغضون أيام، يضع تساؤلات جدية حول مستقبل الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق أمني بين دمشق وتل أبيب، بل وربما حول أي مسار تطبيع محتمل.
وأضاف الخبيران أن هذا التطور يكشف عن تعارض واضح بين الضغوط الدولية الساعية لتهدئة الأوضاع، واستمرار إسرائيل في توجيه ضربات عسكرية تحمل رسائل سياسية وأمنية معقدة.
وفي السياق، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، ثائر الديك إن "مقتل جنود سوريين بهجوم إسرائيلي، لن يكون له أي تأثير على الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل، لأن الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة الرئيس دونالد ترامب هي من يقف وراء الاتفاق والراعي الرسمي له ومن الممكن أن تضغط الإدارة الأمريكية على إسرائيل من أجل تخفيض الحدة في سوريا والإبقاء على الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة".
وأضاف الديك لـ"إرم نيوز" أن الغاية من هذه الهجمات بين الحين والآخر هي رسالة لتسريع جهود الاتفاق الأمني، خاصة وأن إسرائيل تريد إيصال رسالة لدول المنطقة من خلال "يدها الطويلة" أنه لا يمكن لأحد أن يخرج عن السيناريو المرسوم، وخير دليل على ذلك ما حصل في لبنان والهجمات الأخيرة على إيران.
وأكد الديك، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عندما تحدث قبل عامين عن خطته لتغيير الشرق الأوسط كان على علم بما يقول ولقد اكتمل أكثر من نصف الخطة.
بينما رأى الحقوقي والمحلل السياسي نضال هوري أن إسرائيل بالشكل العام لا يعنيها أي اتفاق أمني طالما لا يوجد ما يقلقها خاصة بعد تدمير ترسانة الجيش السوري السابق، لا بل على العكس أصبحت تتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا أكثر من العسكرية، وأحداث السويداء خير دليل.
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن إسرائيل مستمرة بإرسال رسائل نارية ليس لدمشق بقدر ما هي لحلفاء دمشق وبالأخص التركي، وعلى سبيل المثال، فبينما هناك افتتاح لمعرض دمشق الدولي بحضور الشرع نفسه، كررت إسرائيل قصفها على مواقع عديدة لدمشق بما يقارب ست غارات إلى ثمان، وعلى بعد أقل من 25 كيلومترا، وهذا يؤكد أن الاتفاق الأمني إن حدث سيتم نقضه من جانب إسرائيل نفسها.
وأوضح أن على دمشق أن تكون صارمة حيال هذه المسألة لكن من المستبعد اتخاذ أي خطوة حالياً لما بعد الجلسة العامة في الأمم المتحدة؛ لأن سوريا تعول على رفع العقوبات وجلب المزيد من الدعم الخارجي في خطوة قد تراها مساعدة لأخذ ضمانات من إسرائيل.
وقال، إن استمرار القصف الإسرائيلي ليس جيداً، وهذا سيجعل من سوريا دولة غير قابلة للاستقرار ما لم يتم وضع حد، ويبدو أن الظروف الحالية غير مواتية لذلك، خاصة مع مطالبات بالانفصال والفيدرالية، ما يعني أن دمشق ليست في أفضل حالاتها، خاصة وأن الرسائل الإسرائيلية لطالما كانت قريبة من القصر الرئاسي وشخص الرئيس.