تتباين المعلومات حول حقيقة الإعلان عن مجلس عسكري في الساحل السوري، بين من يتحدث عن قرب إطلاق المجلس العسكري ومن ينفي أي نية للإعلان عن هذا المجلس في وقت قريب.
مصادر في الساحل السوري تحدثت عن تحضيرات متسارعة تمهيدا للإعلان عن "المجلس العسكري" في الساحل السوري، كخطوة لاحقة ومكمّلة لتأسيس المجلس السياسي لغرب ووسط سوريا قبل نحو أسبوع، والذي انضم إلى الأجسام المعارضة لسلطة دمشق، مطالبا بالفيدرالية والحكم الذاتي.
تقول المصادر لـ "إرم نيوز" إن المجلس العسكري المرتقب سيكون بقيادة اللواء كمال حسن، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في عهد نظام بشار الأسد، والموجود في روسيا حاليا.
وكان مصدر سياسي سوري قال لـ "إرم نيوز" في تصريح سابق، إن كمال حسن، يمثل أحد ثلاثة تيارات علوية تتنافس للعودة إلى الساحل السوري، تضم إلى جانبه كلاً من سهيل الحسن ورامي مخلوف، وجميع هذه التيارات مدعومة بشكل أو بآخر من قبل السلطات الروسية، لكن الدعم الأكبر حاليا هو من نصيب اللواء كمال حسن، الذي خصّته موسكو عن غيره من مسؤولي النظام السابق بمكتب في العاصمة يدير من خلاله اتصالاته وخططه.
وتأتي التسريبات عن قرب الإعلان عن "المجلس العسكري العلوي" بعد أيام على تشكيل ما سمي "المجلس السياسي لوسط وغرب سوريا" الذي يضم 12 شخصية من العلويين في الخارج. وعقب 6 أشهر على تأسيس المجلس الإسلامي العلوي.
ويُنظر إلى تشكيل المجلس العسكري على نطاق واسع، باعتباره مقدمة لحكم ذاتي لمنطقة الساحل السوري، التي طالب مجلسها السياسي الجديد بنظام فيدرالي بعيدا عن وصاية المركز في دمشق.
بالمقابل، نفى مصدر عسكري في الساحل السوري، يتبع لجهاز مكافحة الإرهاب المستقل، أي نية أو استعداد للإعلان عن المجلس العسكري الجديد، مشيرا في نفس الوقت إلى أن "اللواء كمال حسن هو الشخصية الأهم التي تحظى بإجماع دولي وشعبي"، فيما لو تم تشكيل المجلس العسكري والتوجه إلى الحكم الذاتي في الساحل السوري.
ويقول المصدر لـ "إرم نيوز" إن حسن ليس مقربا من روسيا فقط، بل يحظى بعلاقة جيدة مع الأمريكيين بعد سقوط النظام. وكشف عن مساعٍ لرفع اسمه عن لائحة العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية عليه في أواخر عام 2021، تحضيرا لتعويمه في الفترة القادمة كأحد أبرز المرشحين لقيادة الساحل السوري.
ويرفض المصدر العسكري التصديق على المعلومات بقرب إعلان مجلس عسكري، مؤكدا أن الساحل السوري غير مهيأ حاليا لمثل هذا التطور الذي سينعكس سلبا على سكان الساحل العلويين، بالتضييق والاستهداف من قبل سلطة دمشق، وهو ما يحصل بالفعل منذ أسبوع، عقب الإعلان عن المجلس السياسي، وفق قوله.
ويلفت إلى أن تأسيس مثل هذا المجلس يستدعي مقومات أقلها وجود جسم عسكري على الأرض، فيما تخلو جغرافيا الساحل من أي قوة عسكرية، ما عدا قوات الحكومة السورية. فضلا عن أن تشكيل جيش على الأرض يحتاج إلى دعم مالي كبير وتسليح، بينما يخلو الساحل السوري من السلاح اليوم، حسب قوله.
المصدر السياسي الذي كان جزءا من نظام الأسد، أكد لـ "إرم نيوز" في وقت سابق، أن روسيا تدعم ثلاثة تيارات متنافسة في الساحل، ولكنها تركز دعمها الأكبر للواء كمال حسن، لدرجة أن هذا الأخير لديه مكتب عمل خصصته له السلطات الروسية، لممارسة نشاطه ومتابعة التطورات في سوريا. وتحاول تعويمه لدى أهل الساحل والسلطات في دمشق في آن معا، استعدادا للمرحلة المقبلة.
ويضيف أن زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى موسكو، تخللتها لقاءات جمعته مع كل من رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية اللواء كمال الحسن، ومستشار الأمن الوطني السابق اللواء كفاح ملحم .
ويفيد بأن اللقاء لم يكن مباشرًا، فقد كان ملحم وكمال الحسن في غرفة منفصلة عن تلك التي يوجد فيها الشيباني. وقد تولى وسيط روسي نقل الرّسائل بين الجانبين، على حد قوله.